موسكو - لبنان اليوم
كانت كنوز "سلالة ناريشكين"، أجمل هدية قدّمها مجمع محمية "القرية القيصرية" (تسارسكوي سيلو) في بطرسبورغ، لزواره في فترة الأعياد، حيث نظّم القائمون على هذا المجمع التاريخي الفخم، معرضًا خاصًا لعرض الجزء الأكبر من ذلك الكنز الذي يضمّ أكثر من ألفي قطعة، معظمها أوانٍ منزلية، وأدوات لتناول الطعام من الذهب والفضة. وفضلًا عن قيمتها المادية تحمل تلك القطع قيمة فنية وتاريخية؛ إذ يرجّح أن خبراء تصميم من روسيا وفرنسا قاموا بتصميمها بهذا الأسلوب الفني الفريد، الذي يتناسب ويعكس في الوقت ذاته نمط حياة العائلات الغنية في روسيا القيصرية نهاية القرن الثامن عشر.
وقد اكتُشف هذا الكنز بمحض الصدفة، ففي يوم ربيعي نهاية مارس (آذار) 2012، وبينما كان العمال يجرون تصليحات في عزبة قديمة في مدينة بطرسبورغ، وبعد إزالتهم الأرضية الخشبية، اكتشفوا بوابة أخذتهم نحو حجرة صغيرة، لم تكن موجودة على أي من المخططات الهندسية الكثيرة للمبنى. ولا تزيد مساحتها على ستة أمتار مربعة، مع سقف منخفض لا يزيد ارتفاعه على مترين. وشعروا بالذهول عندما وجدوا هذه الحجرة محشوة، بالمعنى الحرفي للكلمة، بأوانٍ فضية وذهبية، عليها شعار عائلة ناريشكين، صُنّعت واستخدمت في الفترة الممتدة منذ نهاية القرن الثامن عشر، وحتى مطلع القرن العشرين. وقدّر الخبراء القيمة السوقية للكنز بنحو 3.5 مليون دولار. وتشير صفحات من صحف عُثر عليها بين الأواني الفضية والذهبية، إلى أنّ الكنز مخبأ في هذا المكان منذ عام 1917، واستغرقت عملية ترتيب الأواني داخل الحجرة أشهرًا عدة، ما بين فبراير (شباط) وحتى يوليو (تموز) من ذلك العام، ومن ثم أُغلقت الحجرة وأُخفيت أي علامات تدل على وجودها.
وعائلة ناريشكين واحدة من العائلات الشهيرة، كانت تُقيم احتفالات تستقبل خلالها حتى 1500 ضيف، منها على سبيل المثال حفل أقامته في واحد من قصورها عام 1834 بمناسبة بلوغ الإمبراطور أليكسي الثاني سن الرشد. ومعروف أن تلك العائلة غادرت روسيا إبان الثورة البلشفية، بعد أن حملت معها ما تستطيع حمله. وتمت مصادرة جميع ممتلكاتها، وتسليم كنوزها لمتحف الإرميتاج. ولم يتوقع أحد اكتشاف كنز آخر يعود لتلك العائلة.
قد يهمك ايضا:
علماء آثار مكسيكيون يقتربون من اكتشاف مقبرة أول إمبراطور من مملكة الآزتك
الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس الثانى في أبو سمبل لمدة 22 دقيقة