بيروت- لبنان اليوم
اقتصرت احتفالات الطوائف المسيحية في مدينة صيدا اللبنانية بعيد الميلاد المجيد، على عدد محدود من المصلين وسط إجراءات احترازية مشددة، في حين تابع القسم الأكبر منهم القداديس عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وغابت استقبالات المعايدات في صالونات الكنائس بسبب الظروف الصحية، فاقتصرت التهنئة على الاتصالات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ففي كاتدرائية مار نقولا للروم الكاثوليك في المدينة، ترأس راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد قداس الميلاد، عاونه فيه رئيس الديوان الاسقفي الاب جهاد فرنسيس.
وألقى حداد عظة تناول فيها معاني ميلاد السيد المسيح وما حمله من بشارة لهذا العالم، ثم قال: "ميلاد هذا العام أتى في ظروف قاسية لا نستحقها نحن البشر الآمنون الخيرون. يذهب تفكيرنا حالا إلى عائلات شهداء المرفأ. أي عيد يقيمون وهم منذهلون من وهلة الدمار والإهمال. نريد ميلاد السلام مع سيد السلام يسوع المسيح، وميلاد المحبة لا ميلاد الشر والتسلط والقتل. فيا طفل المغارة أعطهم تعزياتك".
أضاف: "نصلي في هذا العيد من أجل تأليف حكومة صالحة لمعالجة الوضع اللبناني. نصلي من أجل التربية في لبنان، لتبقى سليمة بعيدة عن عادات وأعراف فاسدة كادت تصبح جزءا لا يتجزأ من الدستور والقوانين. نصلي من أجل المزارع اللبناني أن يعي أن زراعة أرضه مهما صغرت تخلص عائلته من الجوع المحتم، ومن أجل الحرفي أن يعيد مجد لبنان على أيدي هؤلاء المحترفين فنا وإبداعا. ونصلي من أجل الصناعيين أن يتجرأوا على تطوير منتجاتهم.
استكمل: ونصلي لكل قطاع قادر أن ينقذ البلاد من النعاس والموت. لا نريد أن نستسلم لما بلغته أيدي مسؤولينا الفارغة من كل مبادرة تنقذ البلاد، بل بالتضامن مع ذوي الإرادات الخيرة هنا وفي الخارج تعالوا نبني لبنان الجديد. نصلي كي تنتهي جائحة كورونا وأن يرحم الله نفوس من أصيبوا بها ورقدوا. وندعو إلى ممارسة المحبة والاحترام في زمن الوباء فنأخذ احتياطاتنا فلا نؤذي ولا نتعرض للأذى.
تابع: نصلي من أجل الفريق الطبي الساهر علينا جميعا، ما أروع المثل الذي أعطيتموه، إنكم للجميع بعيدا عن الفئوية والطائفية وكل أنواع التمييز. أنتم من يبشرنا بأن لبنان الصالح ممكن".
وفي مطرانية مار الياس الحي للموارنة، ترأس راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار قداس الميلاد، عاونه فيه النائب العام المونسينيور مارون كيوان والشدياق عبدلله بو عيد، في حضور أبناء الرعية.
وألقى العمار عظة تناول فيها الوضع اللبناني الراهن، فاعتبر ان "المسؤولين في لبنان يصمون آذانهم عن سماع كلام الرب ليقول لهم اي رسالة يجب ان يحملوها لنا كشعب وكوطن، وهؤلاء لا يمكن لهم ان يحملوا رسالة خير".
وشكر أبناء الرعية على حضورهم "بالرغم من الظروف الصحية الصعبة"، وقال: "ان شاء الله يكون هذا العيد مجيدا علينا وعلى احبابنا وعائلاتنا وعلى المسؤولين بالاخص وعلى هذا الوطن، حتى بشفاعة الرب والقديسين يلهم المسؤولين ليسيروا بهذا الوطن الى طريق الخلاص، فيكون هذا الميلاد فعلا مجيدا ومباركا".
أضاف: "ملاك الرب الذي اتى يخبر بهذا الميلاد المبارك، لم يأت يخبر المسؤولين السياسيين وغيرهم، بل جاء يخبر رعيانا ويعطيهم صفة ساهرين على قطعانهم، نعم هذه الصفة، صفة السهر على ما انا مسؤول عليه والحضور الفكري، هي التي جعلت الملاك يبشر من يستطيع ان يفهم البشارة، لذلك جاء ليبشر القادرين على السماع ومن يصدقون حضور الرب في حياتهم، لانهم ساهرين، فجاء مجد الرب كللهم وكان معهم لذلك كانت هذه البشارة بشارة حقيقية".
وتابع: "نحن في لبنان دائما نسأل أين انت يا الله، بقدر ما هو وضعنا مأساوي وصعب وبقدر ما نجد احيانا المسؤولين عنا ان كانوا داخل الوطن او خارجه صامين آذانهم عن سماع كلام الرب ليقول لهم اي رسالة يجب ان يحملوها لنا كشعب وكوطن. وهؤلاء الاشخاص لا يمكن ان يحملوا رسالة خير، من يحمل رسالة خير هو كل مواطن يعتبر نفسه مواطنا حقيقيا، وكل موظف حقيقي وكل سياسي حقيقي يعمل لاجل خدمة الاخر، وكل صاحب اختصاص وكل صاحب توجه وكل شخص يحمل رسالة حقيقية من اجل خدمة الانسان، الله يرسل معه رسالة خلاصية لكل الناس".
وختم: "لنصلي ونوجه ذواتنا نحو الخير للاخر والسلام للوطن، فنعيش مع بعضنا بسلام حتى يؤدي هذا الوطن رسالته بكل ابنائه الخيرين، الشيطان سيبقى يعمل، ولكن بمناسبة عيد الميلاد نؤمن ان الخير سينتصر حقا على الشر".
قد يهمك ايضا :
"سراييفو" عاصمة البلقان وحاضنة الجوامع والكنائس تضم الكثير من الحضارات والأديان
مسيحيو العراق يعتبرون أن الكنائس عادت الى دورها لكنَّ عودة المصلين صعبة