عمان ـ لبنان اليوم
بالريشة والألوان تعبر الفتاة سهيمة العماري عن مشاعرها وأحاسيسها تجاه عيشها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن. سهيمة التي بدأت الرسم منذ الخمس سنوات في أحضان سوريا، وبدون مقدمات تعيش ضمن المخيم وأهله، حياة وصفتها الفنانة خلال لوحاتها عبر رسم حياتها الحالية ومقارنتها بالسابقة، فشتان بين البيئتين.
تقول سهيمة (17 عاماً): «أعيش مع عائلتي في المخيم، ووالدي يستقر في سوريا في درعا، ووالدتي كانت حريصة عليّ وعلى إخوتي بأن نواصل مواهبنا في الرسم، فأخي يرسم أيضاً، لذلك فالبيت عبارة عن معرض للوحات المختلفة التي تحمل قضايا متنوعة ورؤيا للمستقبل والماضي».
في الكرفانة الصغيرة اللوحات معلقة على الجدران، تختلف كرفانة (المنزل المتنقل) عائلة سهيمة عن باقي الأسر، فالاهتمام والفخر واضح من قبل الأسرة، سهيمة لم تكتف بالرسم بالألوان، بل استخدمت أنواعاً متباينة من أساليب الرسم مثل الرسم بالفحم وغيره.
ورغم أنها في المدرسة ولا وقت لديها للتركيز على موهبتها، فإنها تجد عدداً من الساعات بين أيام الأسبوع لتمارس موهبتها وتعكس ما تفكر به على الأوراق البيضاء، تضيف قائلة:
«أتمنى أن أدرس الصحافة والإعلام عندما أكبر، وأن أتابع موهبتي في الرسم، وأن يكون لي معارض في وطني سوريا وفي كافة بلدان العالم.. لوحاتي تحصل دوماً على التقدير من قبل المتخصصين والمتابعين لعملي، إنني أشعر بالفرح عندما أنطلق لتنفيذ رسمة، وكلما زاد التحدي وصعوبة الرسمة زادت قدرتي في الرسم بهدوء وحذر من أجل الحصول على النتيجة التي أسعى لها».
تقول: «أشكر عائلتي وأهل المخيم ممن قدموا لي الدعم بأنواعه، شاركت في مسابقات داخل المخيم وخارجه، وكانت المشاركات تدفعني لتقديم المزيد، فالفن رسالة وأسلوب لإيصال فكرة محددة للمجتمع والمسؤولين، تمكنت من رسم لوحات عن اللجوء وحياة اللاجئين وأهم القضايا التي تطاردنا ولصيقة بحياتنا، وأفكر بمتابعة هذا الموضوع لأهميته».
وتختم العماري حديثها لـ«البيان» قائلة: «الإنسان الذي لديه موهبة معينة، يجب عليه تطويرها وعدم التوقف عند لحظات اليأس، بدأت الرسم منذ أن كنت صغيرة، ووجدت في الرسم مساحة خاصة لي، فمن خلاله أعبر عن نفسي وعن خواطري وهواجسي، فالمخيم بيئته صعبة وليس من السهولة الاندماج بكافة النشاطات، لهذا فإن الرسم شكّل بالنسبة لي قارباً أسافر به أينما أشاء، وبالطبع وجود أخي الذي لديه خبرة بالرسم وتوفر شبكة الإنترنت أسهما بتعزيز موهبتي وظهورها كما هي الآن».