واشنطن - يوسف مكي
يشتكي الرجال من الشعور بالحرارة، بينما شريكاتهن تعانين من البرودة, في حين أن كل شريك يتهم الآخر بالسبب، إلا أن الفرق بين الذكور والإناث التحكم في درجة الحرارة ليس مجرد إشاعة, وفي الواقع، هناك اختلافات مؤكدة بين الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي تعمل بها وظائف الدورة الدموية, حيث تعد النساء أفضل في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية، من أجل الحفاظ على الجنين دافئا، في حين أن الرجال ينخفض لديهم هذا الحس قليلا دون أن يلاحظوا, ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل فسيولوجية أبرزها, أولًا, أن أجساد النساء تتخلص من الحرارة بسهولة أكثر, فيما تعد الهرمونات الأنثوية، صغر حجم الجسم وانخفاض معدل التمثيل الغذائي، كلها عوامل تساهم في فقدان النساء للحرارة, وأوضحت أن المرأة لديها مساحة أكبر نسبة لحجم الرجال وتسلط الحرارة بشكل أسرع, فيما يعد توليد الحرارة لديهن أقل نظرًا لكتلة العضلات، إلى جانب أنهن يميلن إلى البرودة في وقت الحيض, بينما الأهم من ذلك، النساء أفضل في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية الداخلية من الرجال، وعلى الأرجح لأسباب إنجابية، للحفاظ على دفء الجنين النامي, ونتيجة لذلك، عندما تنخفض درجة الحرارة المحيطة، نظام الدورة الدموية للمرأة يحول الدم بعيدا عن بشرتها والأطراف.
2. درجات الحرارة الباردة تؤثر على النساء أكثر, وعلى الرغم أنه من الناحية الفسيولوجية ليس هناك فرق هيكلي في الدورة بين الجنسين، إلا أنه يمكن للمرأة أن تشعر غالبا بأنها تحت رحمة عملية لا يمكنها السيطرة عليها, حيث يصبح عليها أن تتحمل الهبات الساخنة قبل وخلال انقطاع الطمث، وهن أكثر عرضة للمعاناة من الدم المنخفض والتعب الناجم عن الضغط والاكتئاب, ويمكن للبرودة أن تسبب المزيد من الانزعاج الطفيف, وتصبح النساء تسع مرات أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض رينود، أو اضطراب الدورة الدموية المؤلم وغالبا ما يؤثر الإنهاك على ما يقدر ب 10 مليون امرأة في بريطانيا, وتعد الدورة الدموية في الإنسان تحفة هندسية عندما تعمل بكفاءة، فالدم هو نظام النقل في الجسم، حيث يتم ضخه من وإلى القلب، عن طريق شبكة معقدة وبسيطة في نفس الوقت وهي الأوعية الدموية,
في حين يلاحظ أن حركة التدفق الحرة للدم على مدار أجسامنا أمر أساسي لصحتنا, أما الكولسترول، القاتل الحديث المسؤول عن وباء مرض القلب والأوعية الدموية، يتسبب في انسداد الشرايين لدينا، وذلك عن طريق عرقلة مرور الدم، وهذا يضع ضغطا على القلب، والذي عليه بذل مجهود أكبر لضخ الدم إلى الجسم وتسيير الدورة الدموية في مسارها الصحيح, ومن المعلومات المثيرة أن قلوبنا تضخ أكثر من 250 مليون لتر من الدم في متوسط أعمارنا, فيما يكون متوسط امرأة ما بين أربعة وخمسة لترات من الدم، والتي تمر عبر الجسم مرة واحدة كل 45 ثانية, وتحمل خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم الحمراء الأكسجين والمواد المغذية إلى خلايا الجسم، وتأخذ مواد النفايات منها, في حين تحمل البلازما والهرمونات التي تتحكم في العمليات الحيوية في الجسم والخلايا البيضاء، أو كريات الدم البيضاء، حيث تحتوي على الأجسام المضادة التي تحارب الجراثيم الغازية, ولذا، الدم المؤكسج يسافر من القلب عن طريق الشرايين ويعود إليها عن طريق الأوردة.
وتمنع الصمامات في الأوردة تدفق الدم إلى الوراء, بينما تنقسم الشرايين الرئيسية تدريجيا إلى الشعيرات الدموية، حيث يتم إطلاق الغذاء والأكسجين إلى الخلايا ويتم إرجاع ثاني أكسيد الكربون والنفايات الأخرى في مجرى الدم, أما ضغط الدم فهو مقياس لقوة دفع الدم ضد جدران الشرايين, في كل مرة يدق القلب (حوالي 60 الى 70 مرة) يضخ الدم في الأوعية الشريانية, وأثناء النشاط القلب يعمل بصعوبة أكثر، ويرتفع ضغط الدم، لكنه ينخفض أثناء النوم.
ويعني ارتفاع ضغط الدم أن القلب يعمل بجد باستمرار وتحت ضغط، مما يزيد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية أو الأزمة القلبية, فيما تكمن العوامل في سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة والتدخين حيث تعتبر الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم، والتي في كثير من الحالات يمكن أن تسيطر عليها عن طريق تغيير نمط الحياة.
3. درجة حرارة المرأة تتغير مع دورتها الدموية, حيث بينت الدراسة أن الدورة الدموية للمرأة أيضا قد تؤثر على درجة حرارتها, وأوضحت أنه قبل الدورة الشهرية، تنخفض درجة حرارة الجسم ، كما أن مستويات الحديد تميل إلى أن تكون في أدنى مستوياتها في الأيام التي تسبق النزيف, يسبب نقص الحديد احداث تراجع في عدد خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقدان حرارة الجسم.
4. التدخين يضر الدورة الدموية وله تأثير ضار جدا على الدورة, حيث أنه يضيق الشرايين بشكل كبير جدا، إذ يلاحظ الأطباء أنه يمكن قياس انخفاض في تدفق الدم أثناء تدخين سيجارة واحدة, على المدى البعيد، فإن الضرر يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب وكذلك السرطان, وتشمل الأسباب الكامنة وراء ضعف الدورة الدموية مرض السكري والغدة الدرقية، لذلك أي شخص يعاني من برودة اليدين والقدمين باستمرار، يجب عليه الاتصال بالطبيب.
5. حالات الألم تسبب فقدان تدفق الدم, ما يقدر بنحو عشرة ملايين شخص، معظمهم من النساء، يعانون من مرض رينود، والتي يتميز بفقدان تدفق الدم إلى اليدين والأنف والقدمين والأذنين, ويعتبر الخدر الأولي والدم يتأرجحون صعودا ليتم استبداله بخفقان غير سار، وأحيانا مؤلم للغاية حين يعود الدم, ويعتقد على نطاق واسع أن الهرمونات الأنثوية تلعب دورا هاما في الحالة، على الرغم من أن الرابط ليس مؤكدا, وأن أحد الاحتمالات هو أن وجودها يثخن الدم ويعيق الدورة الدموية, لهذا أسباب، من المستحسن أن اللاتي تعانين من تلك الحالة ألا تأخذن حبوب منع الحمل ووسائل منع الحمل الأخرى أو العلاج التعويضي بالهرمونات, ويعد تصلب الجلد هو مرض النسيج العظام، الذي يمكن أن يسبب رينود، ولكن بسبب الآثار الجانبية بما فيها الصداع والغثيان، الكثير من الناس يفضلون أخذ العلاجات البديلة مثل الزنجبيل والثوم، وكلاهما يسبب ارتفاع درجة الحرارة, وقد أظهرت الدراسات أن الجنكة بيلوبا يمكن أيضا تكون فعالة للغاية.
6. مكملات الجنكة تعالج ضعف الدورة الدموية, حيث أجريَ اختبار واحد في جامعة سارلاند في ألمانيا أثبت أن تدفق الدم في الشعيرات الدموية قفز بنسبة 57 في المائة بعد ساعة من تناول مكملات الجنكة، وغالبا ما يوصى من قبل المعالجين كعلاج بديل وتكميلي لعلاج الحالات الخفيفة من ضعف الدورة الدموية, أما بالنسبة لغالبية النساء، التي تقع ضمن النطاق الطبيعي للأطراف الباردة، وهناك عدد من التدابير التي يمكن اتخاذها لتخفيف حالتهم.
7. ممارسة التمرينات الرياضية تحسن تدفق الدم, حيث تعتبر ممارسة الرياضة من أهم العوامل التي تعمل على تقوية القلب والأوعية الدموية وتزيد من عدد الشعيرات الدموية في الجسم وتحسن الدورة الدموية بشكل عام, فيما يحسن ركوب الدراجات من تدفق الدم في الساقين والتجديف يكون لها تأثير على الأذرع وكذلك الساقين والسباحة ممارسة مثالية للجسم كله, ويمكن للنساء المسنات الذين يعانون من تحديات الدورة الدموية الجديدة، وهي: الهبات الساخنة، وتحدث بسبب استجابة المخ إلى الانخفاض الحاد في هرمون الاستروجين في الجسم قبل وأثناء بداية سن اليأس, فيما يدق القلب بشكل أسرع والجلد يشعر بالسخونة وتفوح منه رائحة العرق, وقد ثبت أن العلاجات الطبيعية مثل كوهوش السوداء والبرسيم الأحمر يمكنها أن تخفف الهبات الساخنة.