لندن ـ كاتيا حداد
كشفت أبحاث حديثة، عن ثلاث قواعد رئيسية تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، بنسبة تصل إلى 86 في المائة، وأوضحت أن تناول المزيد من الفاكهة والأسماك، والقليل من المشروبات الغازية، يعد من أهم جوانب حمية البحر الأبيض المتوسط، التي يساعد اتباعها على خفض معدلات تطور الأورام الحميدة.
ويعد النظام الغذائي المتوسطي، توصية غذائية حديثة مستوحاة من الأنماط الغذائية التقليدية في اليونان وجنوب إيطاليا، وإسبانيا والمغرب وبعض المناطق المتوسطية. ووفقا للباحثين، فإن كل تغيير غذائي يقلل بأكثر من 30 في المائة من خطر تطور الأورام الحميدة، التي تؤدي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى أن كل الخيارات الصحية الثلاثة تخفف من خطر الإصابة بهذه الأمراض، بنسبة تصل إلى 86 في المائة.
وكشفت النتائج أيضا أن تناول نوعين أو ثلاثة من الأطعمة النموذجية للنظام الغذائي المتوسطي، مثل اختيار زيت الزيتون على الزبدة - يؤدي إلى خفض خطر الإصابة بالأورام الحميدة إلى النصف. ويرتبط سرطان القولون والمستقيم بنظام غذائي منخفض الألياف مع كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، والكحول والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
وأشار العلماء إلى أن النظام الغذائي المتوسطي يستهلك كميات من الفواكه والخضار والبقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة والأسماك واللحوم، إضافة إلى نسبة عالية من الدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون والدهون المشبعة مثل الزبدة، كما يشمل استهلاك أقل من المتوسط من اللحوم الحمراء والكحول والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
وقام باحثون من مركز تل أبيب الطبي بتحليل الاستبيانات الغذائية لـ 808 أشخاص يخضعون للفحص أو تشخيص القولون، وكان جميع المشاركين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 ولم يكن لديهم خطر كبير للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو الأمعاء.
وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم تشخيص الأورام الحميدة المتقدمة في القولون، يتناولون كميات أقل من النظام المتوسطي. ووجد أن كميات عالية من الفاكهة والأسماك، وانخفاض استهلاك المشروبات الغازية، هي أفضل مزيج للحد من خطر الأورام الحميدة المتقدمة. وعرضت النتائج في المؤتمر العالمي التاسع عشر المعني بسرطان الجهاز الهضمي.
وقال مؤلف الدراسة نعومي فليس إيساكوف: "وجدنا أن تناول واحدا من هذه الخيارات الثلاثة ارتبط مع أكثر بقليل من 30 في المائة من احتمالات تطور الأورام الحميدة بالقولون والمستقيم ، مقارنة مع الناس الذين لم يتناولوا أي من هذه المكونات".
وأضاف: "بين الناس الذين تناولوا كل الخيارات الصحية الثلاثة زادت الفائدة إلى ما يقرب من 86٪ ."
وتعليقا على هذه الدراسة، قال المتحدث باسم الجمعية الأوروبية لعلم الأورام، ديرك أرنولد، الحاصل على دكتوراه في الطب من معهد إنكولوجيا في لشبونة بالبرتغال، "إن هذه الدراسة الضخمة التي تستند إلى المجموعة النموذجية، تؤكد بشكل لافت فرضية وجود سلائل القولون والمستقيم مع الوجبات الغذائية ونمط الحياة الأخرى".
وواصل "هذا يتفق مع النتائج الأخيرة حول الآثار الغذائية المحتملة، لتناول الجوز ومكملات فيتامين (د) التي تم عرضها في وقت سابق من هذا العام". ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه النتائج مرتبطة بانخفاض معدل الوفيات، وأنه من غير الواضح أيضا ما إذا كان التغيير الغذائي سيكون مفيدا. وأضاف أرنولد "على الرغم من هذا النقص في المعلومات، فمن المنطقي للنظر في هذا النظام الغذائي لأسباب صحية أخرى ذات الصلة أيضا."