لندن ـ كاتيا حداد
أشارت بعض البحوث الطبية الجديدة إلى أن تناول حبوب الفياغرا، كل بضعة أشهر، تقلل من خطر الوفاة عند الرجال، الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني، جراء مشاكل في القلب، إلى النصف تقريبًا.
وتمهد الدراسة التي أجريت على 6000 رجل بريطاني، الطريق لحبوب ضعف الانتصاب، إلى أن توصف بانتظام للرجال المصابين بداء السكري. وهو ما يقرب من أربعة ملايين شخص في بريطانيا، يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، إضافة إلى أن أكثر من 12 مليون رجل عرضة لخطر الإصابة بالمرض. والذين يعانون من هذه الحالة، لديهم ضعف مخاطر الآخرين من الإصابة بأمراض القلب.
ويرجع هذا جزئيًا إلى أن قلوب مرضى السكري، تصبح أقل كفاءة مع مرور الوقت، غير قادر على العمل بشكل صحيح، وضخ الدم في جميع أنحاء الجسم. ويعتقد الخبراء أن الفياغرا، وغيرها من عقاقير الانتصاب المماثلة، تحسن هذه الوظيفة. العقار، الذي يربح شركات الأدوية أكثر من مليار جنيه إسترليني سنويًا منذ إطلاقه باعتباره دواء للانتصاب منذ عام 1998، يعمل على تليين شرايين الدم، وتحسين تدفق الدم إلى أعلى الفخذ. وهذه الوظيفة تؤثر أيضًا على قدرة القلب على ضخ الدم، كما يعتقد العلماء.
وأظهر خبراء في جامعات مانشستر وأكسفورد الآن، أن هذا له تأثير ملحوظ على الصحة. ودرس الباحثون السجلات الصحية لـ 5.956 رجل مصاب بداء السكري من النوع الثاني، الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و89 عامًا. من تلك المجموعة، تناول 1359 أدوية ضعف الانتصاب تسمى مثبطات PDE5، منها الفياغرا في نموذج واحد. وأخذوا العقار فقط في المتوسط 16 مرة خلال فترة الدراسة التي استمرت سبعة أعوام، أقل من مرة واحدة كل خمسة أشهر. ولكنهم كانوا 46 في المائة أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب خلال فترة الدراسة، كما وجد العلماء.
وكان المرضى الذين تناولوا الأدوية أيضًا 38 في المائة، أقل عرضة للمعاناة من النوبات القلبية، وأولئك الذين لم يفعلوا كانوا 40 في المائة أقل عرضة للوفاة نتيجة لذلك. والعلماء، الذين نشروا نتائجهم في مجلة القلب الطبية البريطانية، عدلوا الأرقام بالنسبة للعمر، وضغط الدم ومشاكل القلب السابقة وغيرها من استخدام الدواء. وقال البروفسور أندرو ترافورد، من جامعة مانشستر، أحد العلماء المشاركين، أن "مرض السكري هو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب لذلك هناك حاجة ماسة للعلاجات التي يمكن أن تقلل من هذا الخطر".
وأضاف "علاجات ضعف الانتصاب مثل الفياغرا مرخصة بالفعل لاستخدامها في ذلك، إذ توفر التجارب دليلًا إضافيًا على فائدتها المنقذة للحياة، يكون من الممكن بدء علاج الأشخاص الذين يعانون بهذا الدواء في المستقبل غير البعيد جدًا".
وشدّد على أن من شأن الفياغرا أن لا تعمل لجميع مرضى القلب من الرجال، ولكن إذا أكدت المزيد من التجارب النتائج، قال إنه يتوقع أن توصف للعديد من مرضى السكري. كما أنها غير مرخصة للاستخدام من قبل النساء، ولكن من الناحية النظرية إنها تساعد النساء المصابات بمرض السكري، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب لإظهار أنها آمنة بالنسبة لهن. ومن مؤسسة القلب البريطانية التي مولت البحث، قال البروفيسور جيريمي بيرسون "كان في الأصل يجري تطوير الفياغرا لعلاج القلب والأوعية الدموية في المملكة المتحدة".