لندن ـ ماريا طبراني
إنَّ تناول الفواكه الطازجة كل يوم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري وليس العكس. هذا ما توصل اليه الباحثون كنيجة لأبحاثهم والتي من شأنها التقليل من المخاوف التي تفيد بأن تناول الكثير من الفاكهة غير صحي بسبب ارتفاع نسبة السكر فيها.
ووجدت الدراسة، التي أجريت في جامعة "أكسفورد"، أن الفاكهة لا ترفع نسبة السكر في الدم، ربما لأن الغلوكوز والفركتوز فيها يتم استقلابها بشكل مختلف عن السكريات المكررة في الكعك والأطعمة المصنعة.
وأن تناول الفاكهة كل يوم يمكن أن يقلل من خطر السكري لأنه يحتوي أيضا على الألياف الصحية والفيتامينات. ولكن قد يكون من الأفضل اختيار التفاح والبرتقال والكمثري والتوت، لأنها ترفع نسبة السكر في الدم تدريجيًا أكثر من الموز والعنب والفواكه الاستوائية.
ووجدت الدراسة التي رصدت ما يقرب من 500 ألف شخص في الصين أن أولئك الذين كانوا خاليين من الاصابة بالسكري في بداية التجربة بسبع سنوات كانوا أقل عرضة 12 في المئة من خطر تطويره إذا أكلوا الفاكهة كل يوم. وتمت مقارنتهم مع الأفراد الذين لم يستهلكوا الفاكهة الطازجة أبدًا أو نادرًا.
ويقول المؤلفون، بقيادة الدكتور هويدونغ دو في "أكسفورد": "تشير هذه النتائج إلى أن تناول كميات أكبر من الفاكهة الطازجة يمكن أن يكون مفيدًا للوقاية الأولية والثانوية من مرض السكري".
وردا على النتائج، قال الدكتور إميلي بيرنز من جمعية مرضى السكري في المملكة المتحدة: إن "الفاكهة الطازجة لديها العديد من الفوائد الصحية، وأسطورة أن الناس الذين يعانون من مرض السكري يجب ألا يأكلوها، هي عارية تماما من الحقيقة. إذ إن نوع السكر الموجود في الفاكهة كلها مختلف عن السكر المضاف والذي يجب تجنبه. ونحن نعلم أن اتباع نظام غذائي متوازن صحي، يشمل المزيد من الفواكه والخضروات، هو مفيد للصحة العامة والوقاية من مرض السكري من النوع الثاني".
ويرتبط مرض السكري من النوع الثاني بالنظام الغذائي ونمط الحياة، على عكس النمط الأول، عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم الخلايا التي تنتج الأنسولين. وقد اقترحت الأبحاث السابقة أن الفاكهة قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، ولكن مؤلفي الدراسة الأخيرة يقولون إن هذا يشمل عصير الفاكهة.
وأدّت المخاوف بشأن عصير الفاكهة، الذي يتم فيه إطلاق السكريات بسرعة أكبر في مجرى الدم، حيث أوصت وكالة المعايير الغذائية بشرب 150 ملم فقط كحد أقصى في اليوم. وخلص تقرير في مجلة "بلس مديسين" إلى أن "السكريات الطبيعية في الفاكهة قد لا يتم استقلابها بنفس الطريقة التي تستخدم فيها السكريات المكررة". ويقول أن هناك سوء فهم واسع النطاق حول أهمية تناول الفاكهة بالنسبة لمرضى السكري.