كورونا واللقاح

تتواصل حملة التلقيح في لبنان ضد فيروس «كورونا»، مع استمرار البحث والعمل على تطبيق الآلية الموضوعة واستقدام المزيد من اللقاحات، مع التأكيد على أن الأولوية تبقى لمن هم في الخطوط الأمامية في مجال الرعاية الصحية وكبار السن، فيما يبقى التركيز على التحديات الأخرى التي تواجه لبنان نتيجة هذا الوباء، واستمرار ارتفاع عدد الإصابات. وكان موضوع استيراد «لقاح سبوتنيك» محور بحث، أمس، بين وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، والسفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف، في ضوء قرار صندوق الاستثمار الروسي إتمام التعاون في هذا المجال، عبر وزارة الصحة العامة مباشرة، مع تشجيع إشراك المبادرات الخاصة والقطاعية من نقابات ومؤسسات وشركات.

وتقدر وزارة الصحة العامة الحاجة إلى مليوني جرعة إضافية، بعد الاتفاقات السابقة التي تم عقدها، وتأمن بموجبها أكثر من ستة ملايين جرعة، هي: مليونان ومائة ألف من «فايزر»، ومليونان وسبعمائة وخمسون ألفاً من «كوفاكس»، ومليون ونصف مليون من «أسترازينيكا» (قيد الإنجاز). وأوضح حسن بعد اللقاء أنه تم البحث في كيفية عقد الاتفاق حيث تبرز إمكانيتان: اتفاق مباشر بين وزارة الصحة العامة و«صندوق الاستثمار الروسي» لتتمكن الوزارة من شراء اللقاح مباشرة من الصندوق، أي المعمل المصنّع للقاح، أو عقد اتفاقيات ثلاثية بين الوزارة والصندوق وأصحاب المبادرات؛ سواء كانت قطاعية أم نقابية أم اجتماعية وبلدية، فيما يبقى الدور المراقب لوزارة الصحة العامة لإتمام الاستيراد والتلقيح.

من جهته، أشار السفير الروسي إلى أن الجانب الروسي «يساعد في توزيع اللقاح على مختلف الدول بحسب القوانين المحلية. وحصل اللقاح الروسي على إذن الاستخدام في لبنان، وفتحنا الطرق لاستيراد لبنان له. وناقشنا مع وزير الصحة العامة هذه الأسئلة، وتوصلنا إلى الاتفاق على تنفيذ الخطوات اللازمة في الأيام المقبلة، ونأمل البدء بالتعاون الجدي والفعلي في استيراد اللقاح الروسي لوقف ومكافحة فيروس (كورونا)».

في موازاة ذلك، كشف مدير عام «مستشفى رفيق الحريري الجامعي»، فراس أبيض، في سلسلة تغريدات على «تويتر» أنه «وإن كانت الآثار الجانبية للقاح أصبحت معروفة بشكل جيد، لكن متابعة عملية تلقيح العاملين في مجال الرعاية الصحية أظهر أحد الآثار الجانبية التي لم أكن أعرفها من قبل».وتوقف عند أعداد «كورونا» المرتفعة يومياً في لبنان، وإن كانت أقل من ذي قبل «ومع ذلك، فإن عدد المرضى في العناية المركزة آخذ في الازدياد ببطء، ولا تزال أرقام الوفيات عالية، أكثر من نصفهم في فئة 75 عاماً وما فوق»، مؤكداً أن «هذه الفئة تحتاج إلى التطعيم في أسرع وقت ممكن».

وأضاف: «انخفض معدل الفحوصات الموجبة، ولكن ليس بدرجة كافية، ولا يزال فوق 15 في المائة، مع ذلك، يطالب كثيرون بمزيد من تخفيف قيود الإغلاق. عند دخولنا المرحلة الثانية، من المرجح أن يؤدي المزيد من الاختلاط المجتمعي إلى زيادة حالات (كورونا)، لكن المستشفيات لا تزال ممتلئة». وعن إعادة فتح المدارس، قال أبيض: «فتح المدارس سيشكل تحدياً بشكل خاص.

التقارير السابقة عن انخفاض معدل انتقال العدوى بين اليافعين لم تكن صحيحة. من دون تدابير صارمة وتعلم مدمج، يمكن أن يؤدي فتح المدارس إلى زيادة في الانتشار المجتمعي. هل المدارس جاهزة؟».وأوضح: «إذا أردنا تطعيم جميع السكان المؤهلين خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، فيجب إعطاء نحو 30 ألف جرعة لقاح يومياً»، مؤكداً: «تبقى مخاطر عدة حتى مع اللقاح، فلا يزال بإمكان البعض أن يلتقط العدوى، إلا أنه من غير المحتمل أن تكون شديدة، كما أنه من الممكن نقلها للآخرين. ولذلك ستبقى الكمامة والتباعد الاجتماعي هما القاعدة في المستقبل المنظور. التحديات كثيرة، لكن المستقبل ليست قاتماً، فاللقاح والأمل معنا».

قد يهمك ايضا:

عون يؤكد أن شرط نجاح حملة التلقيح هو تجاوب المواطنين

فراس الأبيض يكشف أن حصة لبنان من اللقاحات محجوزة