بيروت - لبنان اليوم
يعيش لبنان تحت وطأة الحرب وتبعاتها، من نزوح وتفشي الأمراض وغيرها، وذلك مع تجمّع أكثر من مليون شخص في مناطق محدودة وبعد رصد حالة “كوليرا” في الشمال، بات لبنان بحالة ترقّب وخوف من تفشي هذا المرض، بحيث لا يحتمل أي من الناس ولا الدولة ولا المستشفيات تبعاته.
وبعدما امتلأت المدارس التي أصبحت مراكز إيواء بأعداد ضخمة من النازحين، تحول بعضها بؤراً للأوبئة والأمراض.
وفي السياق، طمأن النائب الدكتور عبد الرحمن البزري أن الموضوع ليس خطيرا، إذ ان “المريضة اُصيبت بالكوليرا داخل منزلها، أي انها لم تتناول الطعام في الخارج أو ما شابه، ودخلت المستشفى وخضعت لكل الفحوص المطلوبة، وتم عزلها برفقة كل الأشخاص الذين كانت على اتصال بهم في الأيام الماضية.”
ومع ذلك، شدد البزري على ضرورة الحذر، قائلا إن “الكوليرا هي مرض بكتيري ينتشر عن طريق الماء أو الطعام الملوّث، ولذلك علينا توخي الحذر، من خلال شرب الماء النظيف، وغسل الطعام جيدا قبل أكله أو طبخه.”
إشارة إلى أن الكوليرا يتسبّب في الإصابة بإسهال وجفاف شديدين، وهو سريع الانتقال بدرجة عالية، ويحتاج إلى فترة حضانة تتراوح بين 5 و15 يوماً، أي قد لا يظهر على المصابين أعراض قبل ذلك.
ويوضح البزري أن “هناك فِرق تقوم بزيارة مراكز الإيواء للكشف على النازحين وضمان سلامتهم وسلامة من حولهم، كما تقوم بفحص المرضى منهم، ومحاولة عزل الأشخاص الذين تظهر عليهم أي أعراض غريبة”.
وتابع: “يمكن علاج الكوليرا بسهولة، عن طريق استعمال المصل إذا كانت الحالة متقدمة، لتعويض السوائل المفقودة نتيجة الإسهال، أما إذا كانت الحالة بسيطة، فيمكن استعمال القطرة في الفم، أو إعطاء المريض دواء للالتهاب.”
كما كشف عن أن فريق الترصد الوبائي يتابع الموضوع خاصة في منطقة الشمال حيث اصيبت المرأة، كما يحقق في كيفية إصابتها، وأُخذت عينة من المياه داخل منزلها لفحصها بهدف تحديد مصدر المرض.
إلى ذلك، لفت البزري إلى حملة تلقيح ضد الكوليرا قامت بها وزارة الصحة منذ أشهر، خاصة في مناطق الشمال، والمناطق الحدودية مع سوريا، ولكن قد تكون الفرق أغفلت هذه المنطقة التي سُجلت فيها الإصابة.
وختم مشددا على أن النظام الصحي في لبنان لا يتحمل المزيد من الأوبئة والأمراض، في ظل الحرب، فالمستشفيات والفرق الطبية “بالكاد” تستطيع معالجة جرحى الحرب، فماذا سيحصل إذا تفشى الكوليرا؟
يأمل الشعب اللبناني بألا يواجه أزمة صحية جديدة، في ظل الأزمات الحالية التي يعيشها، خصوصا وسط الحرب والتخوف من انقطاع الأدوية. كما يأمل القيّمون على النظام الصحي في لبنان، ألا تنتشر الأمراض، وتحديداً الكوليرا، لأنه حينها “الله يكون بعوننا.”
قد يهمك أيضــــــــــــــا
وزارة الصحة السودانية تُعلن تسجيل 266 إصابة جديدة بالكوليرا وارتفاع إجمالي الوفيات إلي 315 حالة