لندن ـ سامر شهاب
يستعد علماء من بريطانيا وأوروبا لبدء تجاربهم على نطاق واسع للقاح عالمي جديد للإنفلونزا يمنح الحماية مدى الحياة ضد سلالات الفيروس كلها، وذلك بعد أن أثبتت اختبارات أولية نجاحها
على البشر، وسيكون من شأنه وقف الحاجة إلى أمصال الإنفلونزا السنوية ويمكن أن ينقذ آلاف الأرواح كل عام.
ويمكن أيضا أن يكون فعالا ضد أشكال خطرة للغاية من المرض، مثل الإنفلونزا الإسبانية، حتى لو كانت تتحوّر، كما يمنع الأوبئة العالمية مثل الوباء الذي أدى إلى وفاة 100 مليون شخص عام 1918.
وعلى الرغم من إجراء التجارب على ما يقرب من 100 مريض على مدى أعوام عدة، إلا أن هذه هي الأخبار الأولى الإيجابية.
وقال خبير الإنفلونزا البريطاني والباحث الرئيسي للدراسة البروفيسور جون أوكسفورد، إن فريقه " متحمس للغاية بشأن آفاق مستقبل اللقاح. وتلقى البرنامج أخيرا ملايين الجنيهات كمنحة من الاتحاد الأوروبي لتمويل أبحاثه.
وفي الوقت الحالي، تعمل اللقاحات عن طريق تحديد الفيروسات عن طريق قشرتها، ولكن بسبب تحوّر الفيروسات، فإن اللقاحات القديمة تكون غير فعالة.
اللقاح العالمي يعمل من خلال مهاجمة البروتينات المختبئة داخل الفيروس وهي مشتركة في أنحاء السلالات الضارة كافة.
وتأتي هذه الأنباء في نهاية الأسبوع الذي شهد عودة ظهور سلالة جديدة من انفلونزا الطيور في الصين، و بعد ان افادت الاخبار انها انتقلت بين البشر في آب/أغسطس.
وقيل إن امرأة عمرها 32 عاما لقيت حتفها بعد رعاية والدها الذي كان مصابا بفيروس إنفلونزا الطيور من سلالة H7N9 .
وبدأت التقارير عن حالات العدوى البشرية في آذار/مارس هذا العام ولكن لم يضعف في الأشهر القليلة الماضية بعد أن قتل 45 شخصا على الأقل من أصل 136 حالة.
وفي حين أن الأطفال هم أقل عرضة للوفاة من انفلونزا مقارنة بكبار السن، فهم الاشخاص الرئيسيين الذين يقومون بنشر الإنفلونزا، ويمكن أن يصابوا بمرض شديد إذا كان لديهم الربو أو القلب أو الرئة.
وبينما اتفق المتخصصون على أن اللقاح يمكن أن يساعد في حماية الأقارب المسنين للأطفال الأصغر سنّاً، يختلف الدكتور ريتشارد هالفورسن مع ذلك.
وقال لصحيفة صنداي اكسبريس "إنه أمر نادر الحدوث أن يموت الأطفال من الإنفلونزا".
وأضاف "إذا ما نجحت تجارب حقن الإنفلونزا الجديدة، سيكون اللقاح متوفرا للاستخدام بحلول عام 2018".