لندن ـ كاتيا حداد
لا يُعتبر كيك الشوكولاتة من الأطعمة التي يأكلها الناس عندما يتبعون حمية غذائية، ولكن يبدو أن التخطيط لـ"يوم مفتوح" يغش فيه أصحاب الحمية ويأكلون بعضها، يساعد في محاربة الوزن الزائد.
ويعطي هذا اليوم دفعةً للأشخاص الذين يريدون خسارة الوزن، وهو ما من شأنه أن يؤثر على الإنسان أكثر من التزامه الجاد بالحمية على المدى الطويل. وشدد الباحثون على ضرورة أن يأتي "اليوم المفتوح" في سياق مخطط له مسبقًا، وتجنب الهفوات الفجائية التي يمكن أن تؤدي إلى خطر ترك الحمية، لو شعر الإنسان أنه فشل في كبح نفسه.
ويشير الباحثون من جامعة تيلبورغ في هولندا والجامعة الكاثوليكية في البرتغال، إلى أنه من المفيد على المدى الطويل أن يتناول الإنسان قطعةً من الشوكولاتة أثناء حميته طالما خطط لهذا مسبقًا، فالتخطيط المسبق يمنع خطر الانزلاق نحو اعتقاد الشخص أنه فشل في منع نفسه، وبالتالي يصاب بالإحباط ويتخلى عن خطته في إنقاص الوزن.
واختبر الباحثون 36 امرأةً ورجلًا ممن لديهم قلق حول وزنهم، وقسموهم إلى مجموعتين لمتابعة خطة حمية غذائية لمدة أسبوعين، وألزموا المجموعة الأولى بحمية غذائية ثابتة دون راحة، وأعطوا هؤلاء ما قيمته 1500 سعر حراري في اليوم، فيما أعطوا الثانية يومًا للراحة في كل أسبوع وما مجموعه 1300 سعر حراري في اليوم، وأتيحت لهم الفرصة في نهاية الأسبوع لتناول أي كمية من الطعام، بشرط أن يصل مجموع عدد السعرات الحرارية في ذلك اليوم إلى 2700 سعر حراري.
وطلب الباحثون في الجامعتين من كل شخص كتابة يومياته أثناء الحمية على الإنترنت يوميًّا، والعودة مرتين لإجراء الفحصوات، ووجدوا أن الحافز لإكمال الحمية الغذائية لدى أفراد المجموعة الأولى كان سلبيًّا بسبب تأثيرات مزاجهم، لكن لم يتأثر دافع أصحاب المجموعة الذين سُمح لهم بيوم للغش، الذين أشاروا إلى أنهم اختبروا مشاعر إيجابية للاستمرار في الحمية الغذائية، مقارنة بالمجموعة الأولى، وبعد شهر، تمكن الأشخاص في المجموعة الثانية من مواصلة الحمية الغذائية أكثر من المجموعة الأولى.
واستخدم الباحثون أدوات نفسية لتقييم قدرة المشاركين على تنظيم ذاتهم، فطلبوا منهم أن يقيموا بأنفسهم مدى موافقتهم على عبارة "أنا بحاجة إلى شيء يشعرني بالسعادة"، وخلصوا إلى أن أصحاب المجموعة الأولى أظهروا انخفاضًا في قدرتهم على التنظيم والتقييم الذاتي على مدار الدارسة، بينما لم يحدث هذا لدى المجموعة الثانية، وتمكن هؤلاء من تطوير إستراتجيتهم لمقاومة الإغراء.
وأكد الباحثون أنه من المثير للاهتمام أن "اليوم المفتوح" لم يكن له أي تأثير سلبي يتعارض مع النتائج التي يُرجى التوصل إليها من النظام الغذائي، بل ساعد في عملية التنظيم الذاتي وزاد الحافز لدى الأفراد، وكان له تأثير إيجابي على العاطفة وعلى استمرار الحمية على المدى الطويل، ونصحوا من يريدون اتباع حمية غذائية بأن يقسموا أهدافهم إلى بسيطة ومؤقتة، لتصبح في النهاية قاعدة، ثم يضيفوا هدفًا آخر، وبالتالي يتجنبون الانحرافات الكبيرة.