برلين ـ جورج كرم
يخطئ الكثير من المرضى عند تناول الأدوية بطرق مختلفة، مما يؤثر سلبًا على المادة الفعّالة الموجودة في داخلها، بل ويُمكن أن يصل الأمر إلى بطلان فاعليتها تماماً.
وفي هذا السياق أكدت رئيسة الغرفة الاتحادية للصيادلة الألمان في العاصمة برلين إيريكا فينك، أن الماء هو أفضل مشروب لتناول الأقراص والحبوب والكبسولات، وذلك لأن عصائر الفواكه مثلاً، تحوي الكثير من المركبات النباتية الثانوية التي قد تتفاعل مع المادة الفعّالة الموجودة في الأدوية. وأوضحت إيريكا، أن استخدام القهوة لتناول الأدوية يُمكن أن يتسبب أيضاً في التأثير على فاعلية الدواء نتيجة ما تحتويه من مواد، لافتةً إلى أن الشيء نفسه يسري على الحليب لاحتوائه على الكالسيوم، مشيرة إلى أن تناول الأقراص الدوائية بعصير غريب فروت يُعد في غاية الخطورة، لأنه يعمل على تغيير الكثير من الأدوية لدرجة أنه يُفقدها فاعليتها تماماً.
وبينت الصيدلانية الألمانية، أنه لا يجوز تقسيم القرص الدوائي أو الكبسولة إلا إذا كانت عبوة الدواء مرسومًا عليها خط تقسيم القرص، وكان القرص نفسه يحتوي على هذا الخط، ذلك أن قيام المريض بتقسيم أحد الأقراص الدوائية التي لا يجوز تقسيمها، يُعرضه لعواقب سيئة، وأشارت إلى أن بعض الأقراص الدوائية تغطى بطبقة من الحماية تتمتع بمقاومة تجاه العصارة الهضمية في المعدة، وتعمل هذه الطبقة على ألا يتم تحلل المادة الفعّالة الموجودة في الدواء إلا عند وصولها للأمعاء الدقيقة، لذا فإذا تم خدش هذه الطبقة، فستصل المادة الفعّالة حينئذٍ في وقت مبكر إلى الجسم، مما قد يؤدي إلى حدوث عواقب سيئة للمريض.
ووفقًا لمعهد الجودة والاقتصادية في القطاع الصحي في ألمانيا، فإن هناك نوعيات أخرى من الأقراص الدوائية تتسم بما يُعرف بالتأثير المتباطئ، أي أنها تمد الجسم بالمادة الفعّالة الموجودة بالدواء بشكل تدريجي، لذا تحذّر فينك من تقسيم مثل هذه الأقراص لأنه قد يتسبب في ظهور فاعلية الدواء بشكل سريع وقوي للغاية.
أما فيما يخص مَن يستخدم القطرات الدوائية، فينصح متخصص الطب العام شتيفان برنهارد، بضرورة التركيز جيداً عند احتساب عدد القطرات لأن كل قطرة بمثابة جرعة دوائية تحتوي على كمية معينة من المادة الفعّالة، وأوصت فينك بالتخلص من القطرة، إذا ما تغير لونها، لافتةً إلى أن ذلك يسري أيضاً في حال تكوّن رواسب في القطرة، ونصحت بضرورة ألا يتم استخدام قطرات ومراهم العيون بعد 4 إلى 6 أسابيع على الأكثر من فتحها، وإلا فقد تتكوّن جراثيم بها وتنتقل إلى العين.