دمشق ـ ميس خليل
أعلنت الشاعرة السورية رزان أياسو، اختيارها مدينة دمشق لتوقيع مجموعتها الشعرية الجديدة "دانتيل"، وفاءً للمدينة الجميلة العابقة بالأصالة، وتعبيراً عن الحب والشوق، لينطلق صوتها في هذه المجموعة من صميم الشام وعطرها.
وأوضحت أياسو في حديث خاص إلى "العرب اليوم" أنها زارت دمشق أثناء هذه الفترة الحرجة أكثر من مرة، مؤكدة ارتباطها بهذه المدينة التي تعيش فيها عائلتها، وأصدقائها، إضافة إلى تفكيرها المفرط بشأن مواجهة الجميع للموت بحب هذه الأرض.
ولفتت صاحبة ديوان "همسات جريئة" إلى أنها جسدت الأنثى في مجموعة "دانتيل" في صور متعددة، وما يربط بينهم جميعًا هي "الثقة", مؤكدة أنها ترى المرأة واثقة من جسدها, وحبها, وخياراتها في الرحيل أو الانتظار، والمرأة متصالحة حتى مع تناقضاتها، لتبدو شفافة وعميقة.
وأكّدت أياسو أنّ الحب ظهر في "دانتيل" بحالات تختلف بتعدد الظروف، ليبقى الحب أجمل ما فينا في كل مراحل العمر، مشيرة إلى أنّ الحب هو المحور، لكن ما يدور في فلكه يتوهج ويخبو حسب الحالة الشعرية بإيعاز من القلب والعقل.
وتبّين أياسو مشهد الحب الظاهر في قصيدة "أزرار" أنه تجلى في لحظة التتويج، فالنص الذي لاقى نقدًا كبيرًا بسبب جرأته، لم يحمل أي لفظ خارج أو كلمة جارحة، مضيفة "الرجل الشاعر تناول أكثر من ذلك بكثير، ولم يتهم بالجرأة، وعندما يأتي ذلك على لسان امرأة هل يستوقف ذلك الكثيرين للسؤال؟ أنا أرى في الحب وفي كل صوره وحالاته خلاصًا لنا من كل هذا الخراب المحيط في الجغرافيا والتاريخ والفكر".
وأشارت صاحبة ديوان "امرأة فوق الوهم" أنها لم تتناول المشهد الحالي في بلدها بصورة مباشرة في القصيدة، بل استحضرت الجمال والذاكرة العابقة بالياسمين والطرخون في قصائدها، ليكون كتابها نسمة عطر في صيف حارق، مضيفة "أردتُ أنّ أقول بأنّ الحياة أقوى من الموت، والشعر مازال قادرًا على الارتقاء بنا وبأحلامنا".
وعن وصفتها السحرية في الكتابة الشعرية الجاذبة للعديد من القراء، تشرح أياسو أنها ليس لديها وصفة، بل انها تكتب من قلبها، وبإحساسها، مضيفة "يقيني أن ما ينبع من القلب لا بد و أن يجد طريقًا إلى القلوب، وهناك الكثير ممن يكتبون الشعر بحرفية عالية و لا يخرجون عن أصول الشعر في الوزن و القافية، ومع ذلك لا يصلك إحساسهم، الكتابة فن الإبحار في عمق الآخر، وتحريك شيء من ذاكرته وعاطفته، وفكره، للوصول معًا إلى ميناء آمن، ورغبة شديدة للقراءة".
وكشفت أياسو أنّ إقامتها في بريطانيا جعلتها لا تعرف الكثير عن الحركة الثقافية في دمشق أثناء أعوام الحرب، مؤكدة أنّ زيارتها الأخيرة أوضحت لها أنّ اللقاءات الفنية والأدبية، تضاعفت لأنها أصبحت البديل الأجمل عن التنزه والزيارات الاجتماعية.
الشاعرة رزان أياسو من مواليد دمشق، أنهت دراستها الجامعية في قسم اللغة الإنكليزية، مقيمة مع زوجها وأولادها في لندن، وصدر لها المجموعات الشعرية "همسات جريئة، وامرأة فوق الوهم، وصوت في المدى، وهكذا أصير أجمل، ودانتيل".