صنعاء ـ خالد عبدالواحد
أسس الملحن والمؤلف الموسيقي اليمني فؤاد الشرجبي، البيت اليمني للموسيقى والفنون في عام 2007 للحفاظ على التراث الغنائي اليمني من الاندثار، ونشر الوعي الموسيقي كون الموسيقى لغة السلام ولمحو الأمية الموسيقية. وأكد الشرجبي، أن أهداف البيت اليمني للموسيقى والفنون، رصد وتوثيق الغناء اليمني بكافه اشكاله وانواعه، وجمع أكبر كمية من التسجيلات الصوتية اليمنية القديمة والحديثة، ووضعها في قاعدة بيانات تحفظها، تدوين أمهات الغناء اليمني التي يزيد عمرها عن ثلاث مائة سنه وما فوق، كما تهتم بإحياء الموروث الغنائي والانشادي، ونشر الوعي الموسيقي في أوساط الشباب والأطفال.
وأضاف الشرجبي، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أن العمل على إعادة مادة الموسيقى إلى المدارس، وتنمية وتبني المواهب في المجالات الفنية، وتكوين فرق موسيقية تساهم في دعم الحراك الفني وخلق مساحة من الجمال والمحبة والسلام في المجتمع الذي تشوهت ذائقته الفنية بسبب الوضع غير المستقر في اليمن ، اهم اهداف بيت الموسيقى اليمني.
وتابع "نحن في البيت اليمني للموسيقى والفنون نهتم بكافة أشكال والوان الغناء في اليمن بشقيه الكلاسيكي والشعبي"، مضيفا "جمعنا أكثر من ستين ألف تسجيل صوتي لأغاني تراثية وحديثة وشعبية ومنها الدان والبال والزامل وإنشاد ديني وموشحات وأغاني صوفية بالإضافة إلى الأغاني الزراعية من مهاجل ومهايد ومغارد وملالاة وغيرها من أغاني المزارعين في كل محافظات الجمهورية اليمنية".
وأردف "جمعنا عدد كبير من أغاني البحر والصيادين سواء في ساحل البحر العربي أو تهامة في ساحل البحر الأحمر، ولم تغب عنا أغاني البدو الرحل واغاني العمل واغاني الاعراس والافراح واغاني الأطفال المصاحبة، لألعابهم واغاني هدهدة الأمهات لاطفالهن " مؤكدا انهم يقومون بجمع بتوثيق كل ماقيل لحنا وغناء في البلاد". وعن الممول لبيت الموسيقى ، قال فؤاد "لم نتلق نهائيا أي دعم مادي أو فني أو تقني من الدولة لدعم مشروعنا في حفظ تراثنا الفني والإنساني المتوارث من مئات السنين".
وأشار فؤاد إلى أنهم جمعوا الأغاني والألحان من إذاعات عدن، و صنعاء ، إذاعة حضرموت , وتعز , والحديدة، وإذاعة جيبوتي ، إذاعة الكويت، بالاضافة إلى النزول والمسح الميداني وتسجيل ماتبقى في ذاكرة المسنين في عدة مناطق من محافظات مختلفة". وأضاف أنهم تلقوا إهداءات من محبي الحفاظ على الفن اليمني، اضافة، الى شراء بعض التسجيلات النادرة من جامعي التحف اليمنية. وقال المؤلف الموسيقي اليمني، إن الدافع الرئيسي للمساهمة بحفظ التراث اليمني، العريق، "وهو الإهمال الكبير من قبل الدولة لتراثنا وثقافتنا وفنوننا العريقة الضاربة في أعماق التاريخ الإنساني، وكذلك ما تتعرض له الأغنية اليمنية من تشويه وتحريف وسرقة من دول الجوار بالذات" .
وقال الملحن والمؤلف الموسيقي، فؤاد الشرجبي، إن الفن والغناء القديم أصيل في كلماته ولحنه واداءه لانه نابع من مشاعر صادقة، وابدع في احيائه مجموعة من رواد الأغنية اليمنية منذ أكثر من تسعين عام. ، مؤكدا أن الأغاني الجديدة قليل منها جديدة ، مشيرًا إلى أن أغلب الأغاني والألحان هي عبارة عن تكرار مشوه للقديم وأداء ركيك يعكس الحالة السيئة التي تمر بها البلاد .
وبيّن أن سبب سرقة الأغنية اليمنية، غياب الدولة ثقافيا واعلاميا على المستوى العربي والعالمي ، وإهمال الدولة الواضح للثقافة والفنون والأداب بالاضافة إلى عدم المتابعة لمن سطوا على التراث اليمني، والعمل على حماية حقوق الملكية الفكرية للمبدع اليمني" وأوضح الشرجبي، أن عملهم توثيق كل الغناء اليمني وتسجيل حقوق الملكية الفكرية ( حق المؤلف) والحقوق المجاورة للمؤلف وذلك من خلال القانون الدولي الذي يحمي هذه الحقوق عبر منظمة الوايبو في جنيف، لمواجهة ظاهرة سرقة التراث الغنائي اليمني
وكشف عن معاناة البيت اليمني للموسيقى والفنون، مبينا أن "عدم الاستقرار والحروب العبثية التي تؤثر سلبيا وبشكل مباشر على نشاطات بيت الموسيقى بالاضافة إلى غياب الدعم المادي لمشاريع البحث الفني". وتابع "أصبحنا في صراع دائم من أجل البقاء في ظل ظروف مادية قاهرة نعجز فيها حتى على تسديد إيجارات ومصاريف التشغيل لمقر ومبنى البيت اليمني للموسيقى والفنون"،
وأردف "من الطبيعي، أن الحرب تترك اثر سيء في ذاكرة ومشاعر الناس ، اضافة، إلى الفنان الرقيق بمشاعره وأحساسه الإنساني وتأثره العميق بما يدور حوله، كما أنه لايستطيع ممارسه إبداعه بسبب المنع والتهديدات واحيانا السجن أو القتل. وأشار إلى أن السلطات تبحث خلال الحرب عن غناء يدعم مواقفها في الحرب واهمال وتجاهل أي فن لا يصب في إشعال أمد الحرب والقتال".
وأكد مؤسس البيت اليمني للموسيقى فؤاد الشرجبي، أن عدد طلاب وطالبات البيت اليمني للموسيقى والفنون تجاوزوا اكثر من ألف وخمسمائة طالب وطالبة، مشيرًا إلى أنه تم منح الدبلوم لعدد من الخريجين و الخريجات على العديد من الآلات الموسيقية مثل البيانو والعود والجيتار والكمان وكذلك في مجال الغناء . وقال إنهم يلتزمون بمنهج دراسي حديث يتم تدريسه في العديد من المعاهد الموسيقية في أوروبا وأميركا وبعض الدول العربية.