القاهرة - مصطفى القياس
كشف الشاعر المصري جمال بخيت في حديث خاص إلى "العرب اليوم" عن سعادته البالغة لغناء الفنانة الكويتية شمس والملحن محمد المهدي لقصيدته التي تحمل اسم "دين أبوهم" وتحويلها لأغنية تهاجم "الإخوان المسلمين"، وخاصة بعد رحيلهم عن حكم مصر، والإطاحة بهم في إطار "تظاهرات 30 يونيو" الماضية، مؤكدًا أن القصيدة صعبة، وتحتوى على كلمات يصعب تلحينها وغناؤها، ولكنه غيّر رأيه تمامًا حينما استمع للأغنية، فيما هاجم بخيت الإعلام ووصفه بعدم المصداقية، وأن الإعلام أصبح الآن شماعة غبية في نقل الأحداث والخبر، لأنهم لم يبحثوا عن الحقيقة جيدًا ولكنهم ينشرون سياسات الحكومات فقط. وأشاد بخيت بأداء شمس والمهدي والمجهود الكبير الذي بذلاه في تحويل القصيدة لأغنية تناقش وتهاجم من يتخذون الدين ستارًا لتنفيذ أطماعهم، حيث أكد بخيت أن القصيدة صعبة، وتحتوى على كلمات يصعب تلحينها وغناؤها، ولكنه غيّر رأيه تمامًا حينما استمع للأغنية، بعدما قام الملحن محمد المهدي بتلحينها وغنائها مع المطربة الكويتية شمس، حيث وجد فيها مفاجآت كثيرة في التوزيع والألحان وكل شيء. وبسؤاله عن سبب تحويل القصيدة لأغنية قال بخيت: "حينما استمعت الفنانة الكويتية شمس للقصيدة أُعجِبت بها تمامًا، وعرضت عليَّ أن تحولها لأغنية فلم أمانع ذلك، ووافقت على غنائها، ولكنني حذرتها في البداية من المجازفة التي ستقوم بها بتحويل القصيدة لأغنية؛ فردت عليّ قائلة: لا تقلق، فأنا أثق في قدرات الملحن محمد المهدي في اصطناع لحن يليق بالقصيدة، ورغم ذلك استمر القلق يراودني حتى أن سمعت الأغنية وأعجبتني كثيرًا ،كما أن الشيء الذي جعل القصيدة يَسهُل تلحينها أن الملحن محمد المهدي انتقى بعض كلماتها ووضعها في الأغنية بشكل صحيح، ولم يأخذ كل كلمات القصيدة لأنها طويلة كثيرًا في أبياتها وعدد كلماتها". وعن سبب ابتعاده عن كتابة الأغنيات واهتمامه بكتابة القصائد فقط، قال بخيت: "الوضع في مصر الآن لا يحتمل سوى تقديم أعمال وأشعار تمسّ المجتمع المصري من خلال كتابة الشعر الذي يناقش أوضاعًا سياسية حالية أو ما إلى ذلك،كما أنني لم أبتعد بمزاجي عن كتابة وتأليف الأغنيات، ولكنني قدّمت من قبل أغنيات كثيرة في الوسط الغنائي، ومع أكبر المطربين والمطربات في الوسط الغنائي مثل محمد الحلو وأنغام وغادة رجب، والحمد لله فالأغنيات الثلاث لاقَيْن نجاحًا كبيرًا وحصدتُ من خلالهن الجوائز، ولكنهن كُن يتحدثن عن واقع العالم العربي والمصري والأمة العربية وليست أغنيات حب ورومانسية؛ وأنا أتمنى أن أعود لكتابة الأغنيات بشكل جيّد وقريبًا بإذن الله". وأخذ حديثنا مع بخيت بعد ذلك منحنى سياسيًا عن الأحداث المصيرية التي تمر بها مصر في الفترة الجارية، حيث هاجم بخيت الإعلام ووصفه بعدم المصداقية، وأن الإعلام أصبح الآن شماعة غبية في نقل الأحداث والخبر، لأنهم لم يبحثوا عن الحقيقة جيدًا ولكنهم ينشرون سياسات الحكومات فقط، والدليل على ذلك أنهم وقفوا في صف مبارك أيام حكمه وبعدها هاجموه بعد رحيله، وهكذا مع مرسي والآن مع السيسي؛ فإلاعلام غير محايد ومسيّر وليس مخيرًا". وعن تبنيه حملة لإغلاق قناة "الجزيرة" القطرية أكّد بخيت أنه لن يهدأ حتى يغلقها من مصر تمامًا، وكذلك غلق جميع مكاتبها على مستوى العالم، على الرغم من إغلاقها بشكل مبدئيّ من مصر ومكتبها هنا، حيث قال: "اتفقنا مع وزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين أنا وبعض المفكرين والسياسيين على تبنِّي هذه الحملة، وذلك بسبب المغالطات واللامصداقية في نقل الأخبار والأحداث، والتي تقوم بها قناة "الجزيرة". وأضاف بخيت أنه من خلال اتصالاته ببعض أصدقائه في بعض الدول العربية للمساعدة في غلق مكاتب القناة في بلادهم شعر أنهم بدؤوا يتجاوبون معه ويشاركون معه في الحملة". وعن الديمقراطية التى يعيشها الشعب المصري الآن أكّد بخيت: "مخطئ من يقول إن الشعب المصري يعيش فترة ديمقراطية الآن لأننا أصبحنا نعيش في زمن الإنسيابية وعدم تقبل الآخر، وأضاف أن مفهوم الديمقراطية هو تقبل الآخر والاستماع لآرائه ووجهات نظره وتقبلها، لأن الاختلاف في الرأي لا يُفسِد للوُدّ قضية". وأخيرًا دعا بخيت من خلال حوارنا معه الشعب المصري إلى "الهدوء والتعايش وتقبل الآخرين، وسرعة بناء مصر مجددًا، والعودة للعمل الجاد للنهوض بمصر، لأن مصر لن ينصلح حالها إلا من خلال أبنائها وبناتها اللذين يحبوها ويخافون عليها"، متمنيًا في النهاية أن تنتهي الأزمات الحالية التي تمر بها مصر على خير.