لندن - كاتيا حداد
أثبتت دراسة حديثة، أن الآباء لم يصبحوا هذا المثل الأعلى لأبنائهم فيما يخص استخدام التكنولوجيا، فبعض الآباء يشتكون من أن أبنائهم لا يرفعون أعينهم عن هواتفهم المحمولة حتى في أكثر الأوقات الأسرية حميمة، مثل تناول الطعام والجلوس لمناقشة أحوالهم كأسرة مترابطة، ولكن لا ينتبهون أنهم أنفسهم أصبحوا مدمنين لتلك الهواتف.
وأصبح بعض الآباء ينهون أبنائهم عن استخدام التكنولوجيا غير في أوقات الضرورة، إلا أنهم صاروا مثالًا سيئًا في هذا المجال، فأصبحت العادة هي أن يتفقد الآباء هواتفهم كل 15 ثانية دون الانتباه لمشاعر أطفالهم أو تحصيلهم الدراسي.
ويشتكي بعض الأبناء من أن آبائهم صاروا يحبون هواتفهم أكثر منهم، وهذا مؤشر خطير، يجب التوقف عنده كثيرًا.
وأوضحت بعض الأبحاث أن معظم الأطفال قضوا ما يقرب من العام أمام شاشات المحمول أو الكمبيوتر، وتزيد تلك النسبة إلى ثلاثة أعوام بالنسبة للبالغين، وهي نتيجة كارثية يجب أن تعالج فورًا.
ولم يصبح البعد عن التكنولوجيا خيارًا، خصوصًا مع التقدم التكنولوجي الهائل وإتاحة التعليم الإلكتروني، ولكن بدلًا من استخدام التكنولوجيا في أوقات محددة، أصبح الطلاب ينشغلون عن التحصيل الدراسي بوسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" وغيرهما، وأحيانًا يقيمون محادثات جماعية فيما بينهم أثناء أوقات المذاكرة.
وصار الآباء بدلًا من أن يقدموا النصيحة والتقويم لأبنائهم، يقدمون لهم نموذجًا سيئًا في إدمان التكنولوجيا، وعندما يعود الطفل إلى المنزل بعد اليوم الدراسي، يرغبون في التحدث إلى آبائهم وإخبارهم عما تعرضوا له طوال اليوم، ولكنهم يجدون الوالدين ينظرون إلى هواتفهم، حتى أنهم قد لا يشعرون بوجودهم أو أنهم عادوا إلى البيت، فيلجؤون إلى مشاركة مشاعرهم وتجاربهم مع غرباء على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يهدد بكارثة في العلاقات الأسرية.
ونبّه الأطباء في بريطانيا إلى تلك الفجوة، وأقاموا عيادات علاج إدمان الهواتف والإنترنت، وهو ما يساعد المريض على التعافي من هذا الهوس، والتقدم في الحياة الاجتماعية التي تتلاشى شيئًا فشيئًا.
ولا ينبغي أن تقع المسؤولية على المدرسة وحدها في علاج هذا الإدمان، فعلى الآباء التوقف عن تلك العادة فورًا، وإقامة علاقة صحية سليمة مع أبنائهم كما كان في الماضي، قبل أن يشكل هذا الأمر خطورة على الصحة العقلية والنفسية للأبناء.