لندن - ماريا طبراني
كشفت نتائج دراسة الاتجاهات الدولية السنوية للرياضيات والعلوم، عن تراجع الطلاب الأستراليين في المادتين، عن نظرائهم في دول مثل كازاخستان، وبلغاريا، وصربيا، بعد تحسن وضع الطلاب في تلك الدول. وبحثت الدراسة في كيفية إتقان الطلاب في عمر 4 و8 أعوام للدروس العلمية، وطرح الأسئلة من نوعية كم عدد أرجل الحشرات، وأي الحيوانات تبيض، وأي الزوايا التي يمكن إضافتها للمثلث.
وأعلن المجلس الأسترالي للبحوث التربوية، الذي كشف عن نتائج الدراسة، أنها ينبغي أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ. وأوضحت سو تومسون من المجلس، أن تراجع أستراليا يثير القلق، حيث لا يزال نحو ربع الطلاب الأستراليين لا يلبون معايير الكفاءة. وذكرت تومسون قائلة "من حيث عدد الأطفال في الفصول الدراسية، فمن المحتمل أن يكون 7 أو 8، وفي المتوسط 25 طالبًا في الفصل، وهذا شيء مثير للقلق، وهو لم يتغير على مدى 20 عامًا مضت".
وأكدت تومسون أن هذه النتائج تشير فقط إلى المشكلة وليس إلى الحلول، وربما لم تسلط أستراليا أنظارها عاليًا بما يكفي، فيما أصبحت معايير كفاءة الطلاب تعلو المستوى المتوسط وفقًا للدراسة. وتابعت تومسون "منذ دراسة تايمس 2011 TIMSS 2011 لم نهتم كثيرًا بما ما من شأنه رفع الأداء عن المستويات الدنيا ولذلك لم يحدث شيئًا".
وسلطت تومسون الضوء على الدور الكبير للخلفية الاجتماعية والاقتصادية، في نجاح الطالب وهو ما يمكن قياسه بأعداد الكتب في المنزل، وفي حال استخدام النتائج الخاصة بالطلاب الأثرياء فقط، تصبح البلاد ضمن أفضل دول في العالم، بينما يظل الطلاب الذين ينتمون إلى عائلات فقيرة في الربع السفلي. وذكرت تومسون "لن أربط الأمر بالضرورة بالتمويل، ولكن لا زلنا نجد أن الطلاب المحرومين الذين يحضرون في مدارس محرومة، لا يؤدون جيدًا في هذا النوع من الاختبارات، وبالتالي هم الذين يتوجب علينا استهدافهم في محاولة لتحسين تحصيلهم الدراسي".
وأشار وزير التعليم سايمون برمنغهام إلى أن سحر البعض بكم المال الذي يُنفق في المدارس، جاء على حساب دراسة كيفية توزيعها، وما يمكن أن يعززه من نتائج واقعية، وبيّن برمنغهام أنه سيستخدم نتائج الرياضيات والعلوم، كجزء أساسي في نقاشه مع نظرائه في الدولة، في منتصف ديسمبر/ كانون الأول بشأن التمويل الجديد. وأشار حزب العمل إلى أنه من الخداع استخدام نتائج دراسة "تايمس TIMSS"، للقول بأن تمويل "جونسكي" لم يحدث أي فرق لأن الطلاب تم اختبارهم في 2014، حيث ذهب أقل من 10% من إجمالي الأموال إلى المدارس.
وأوضحت تانيا بايبرسيك المتحدثة باسم حزب العمال، قائلة "أظهرت النتائج أنه يتعين على الحكومات التصرف فورًا لقطع الرابط بين فقر الأداء والحرمان، وتدرك كل من حكومات الولايات الليبرالية، وولايات حزب العمل الفرق الإيجابي، الذي يحدثه التمويل الإضافي في مدارسهم، والذي يحتم عليهم وضع السياسة جانبًا، والوقوف ضد تخفيضات مالكولم تيرنبول".