واشنطن ـ رولا عيسى
حاولت عائلة توم سميث، تقديم الرعاية لعائلة أو أكثر من الأسر اللاجئة أخيرًا إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتحدّث إلى العديد من وكالات المساعدة التي قرأ عنها في الصحف لكنه وجد صعوبة في العثور على الشخص المناسب للتحدّث إليه، حتى أنه لم يحصل على تواصل آخر في المقابل من قبل الوكالات، وفي ظل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر السفر على بعض البلاد إلى أميركا يزداد التوتر لدى منظمات المساعدة
وكشف السيد سميث، 82 عامًا، والذي يقضي وقته بين ساراسوتا في ولاية فلوريدا، وميشيغان الشمالية في مقابلة معه هذا الأسبوع أنه شعر بالحرج والإحباط بسبب محاولة بلاده منع سفر بعض الناس من بعض الدول، وأبدى تعاطفه مع موظفي الوكالات الذين يحاولون المساعدة، لكنه مثل آخرين لا يعرف أفضل سبل المساعدة أو الكيفية التي تعمل بها عملية إعادة التوطين، حيث تقوم الحكومة الاتحادية بفحص اللاجئين وبعدها تبدأ منظمة من بين 9 منظمات في عملية المساعدة، وتعمل هذه المنظمات مع مجموعة من 300 منظمة ومكتب إقليمي ومحلي والتي تقوم بأعمال مباشرة للمساعدة في توطين اللاجئين.
ويمكن لأي شخص مثل السيد سميث وغيره التبرع مباشرة إلى أي من هذه المنظمات، وبعضها لديه انتماءات دينية، ويمكن لأي شخص إيجاد وكالة من بين أكثر من 300 مجموعة قريبة من المنظمات ومحاولة التبرع هناك، ربما من خلال الاتصال والسؤال عن كيفية التبرع إلى أقرب فرع، ولكن بسبب قرار ترامب الذي خفّض عدد اللاجئين إلى 50 ألف لاجئ بعد أن وصل إلى 110 آلاف أخيرًا، لم تعد بعض المنظمات تتعامل مع لاجئين أو لم يعد لديها لاجئين، ويمكنك الاستعانة بمجلس اللاجئين في أميركا الذي يقوم بدوره في إعادة توزيع الأموال، حيث يضم العديد من المنظمات الأعضاء التي تضم بداخلها بعض أعضاء من المنظمات التسع الأساسية غير الربحية التي ساعدت في البداية في توطين اللاجئين الجدد، وإذا رغبت في التبرع بالأموال محليًا يمكنك البحث عن أقرب وكالة لك من بين 300 وكالة من خلال الدليل أو جداول البيانات التي جمعتها سلوان ديفيدسون الموظفة بدوام جزئي في إحدى وكالات المساعدة، كما شجّعت ديفيدسون المنظمات الأخرى والعاملين بها على تعديل هذه الجدوال والإضافة لها عبر استمارة على الإنترنت، ويجب عليك أن تكون صبورا لأن العديد من الوكالات مشغولة للغاية وليس لديها موظفين كافيين أو منسقين متطوعين لجمع التبرعات.
وتعد المنظمة الدولية لمساعدة اللاجئين واحدة من قائمة المنظّمات الأعضاء في مجلس اللاجئين الأميركي، والتي تقدم الدعم القانوني لمن يحتاجه، وربما يطلب المانحون الذين يعملون مع مؤسسات المجتمع المحلي المشورة بشأن المنظمات المحلية التي تعمل مع اللاجئين، ويقدّم موظفو المنظمة بعض الاقتراحات
وتملك الوكالات التي تعمل مع اللاجئين إمكانية الحصول على بعض الأموال الاتحادية وغيرها لمساعدة اللاجئين على الاستقرار، ويقوم بعض الشركاء المتطوعين مع تلك الوكالات بشراء اللوازم للاجئين، وأنشأت كارا مورفي في مدينة جيرسي سجل لمساعدة الآخرين بلوازم مثل المناشف الورقية معدات لكرة القدم وأجهزة كمبيوتر محمولة والتي تعد ضرورية للكثيرين ممن يحاولون إيجاد وظيفة، ما أتاح مساعدة العشرات من اللاجئين حتى الأن، وقدم موقع DonorsChoose.org وهو منظمة غير ربحية قائمة مشاريع نشرها معلمو المدارس لمساعدة اللاجئين وغيرهم من المهاجرين في الصفوف الدراسية، مع تشجيع المعلمين الآخرين لإضافة المزيد، وهناك مواقع للتمويل الجماعي مثل Crowdrise و GoFundMe و Razoo والتي لديها عدد من المشاريع التي نشرها أشخاص ومنظمات غير هادفة للربح، ولكن لا يشمل جميعها تبرعات معفاة من الضرائب، كما يقوم موقع Humanwire بتسجيل اللاجئين والمسؤولين عن جمع التبرعات وتوصيلهم ببعضهم البعض.
وأوضحت مدير مشروع المساعدة الدولية للاجئين، بيكا هيلر، أنه "ربما لا تعتقد أنه لديك مهارات مفيدة ولكن يمكنك القيام بذلك والتطوع فقط لأنك عشت في أميركا فترة طويلة"، ويمكنك الاستفادة من الدورات الإلكترونية التي يقدمها مركز اللاجئين لتتعلم كيف تصبح متطوع جيد، ويحتاد الوافدون الجدد مساعدة يوميا في عدة أشياء مثل كيفية عمل قسم السيارات أو كيفية فتح حساب بنكي، وينبغي أن يشارك الأشخاص ذات الموارد المتخصصة مع الوكالات المحلية، فهناك طلب واحتياج لملاك العاقارات الجيدين، كما سجل البعض ممن يملكون مساحات فارغة على موقع Airbnb ما ساعد في تسكين 176 شخص بعضهم في كلوراو وكاليفورنيا، ويمكن لمن يمتلكون مهارات خاصة في اللغة التطوع كمترجمين، ولأصحاب العمل تقديم فرص عمل وبخاصة ما يتيح للناس تعلم اللغة الإنجليزية، وهناك طلب أيضا على معلمي اللغة الإنجليزية، أو التواصل مع منظمة محو الأمية بالقرب منك للتدريب، وتقترح هيلر العثور على المنظمات والمجموعات التعاونية أو دور العبادة التي ربما تخدم اللاجئين، مضيفة أنه "من الجيّد أن ترى المزيد من الناس تتطوّع للعمل في برامج ما بعد المدرسة في المساجد"، ويضم مركز اللاجئين دليل إلكتروني بالمنظمات المحلية التي قد تحتاج إلى متطوعين.
وأضافت هيلر أن "الحضور إلى هنا يجعلك وحيدًا ولذلك من المفيد العثور على صديق محلي تتناول معه العشاء وهذا شيء عظيم، الكثير من الناس يرغبون فقط في طهي وجبة كبيرة لك وتقديم المواد الغذائية"، وتؤسس ديفدسون موقع Hello Neighbor للمساعدة في الترحيب بالجيران والوافدين الجدد، ويمكن للمتطوعين الاشتراط في فريق الترحيب، وقدم بعض الشباب في المدارس مع اللاجئين بعض الطرق الجديدة للمساعدة، واستلهمت بيتن كلين (15 عاما) الطالبة في الصف التاسع طريقة للمساعدة عندما شاهدت أحد زملائها من اللاجئين السوريين يناضل من أجل التواصل مع المعلمين، ونظمت بيتون مجموعة باسم Global Minds لمعالجة عدة قضايا، مضيفة " نحن لا نصف أي شخص متطوع، إنهم يعلمونا عن الثقافة والعالم ويقوم متحدثو الإنجليزية بالمساعدة في المحادثة وعمل الواجبات المنزلية".
يملك الجميع رغبة في المساعدة بسعادة غامرة بأموالهم ووقتهم في مال العمل التطوعي، لكنهم أيضا طلبوا من يختلفون مع وصول اللاجئين التعبير عن مشاعرهم إلى ممثليهم المنتخبين في واشنطن، ويصبح المال والوقت أشياء محدودة إذا منعت الدولة الأشخاص البائسين من الحضور في المقام الأول.