الدراسة عن بُعد

تحمل تجربة الدراسة عن بُعد الكثير من الصعوبات وتواجه الطلبة العديد من التحديات التي يحاولون التغلب عليها، ولكن رغم كل ذلك توجد الكثير من الفوائد والنتائج الإيجابية التي حققتها تجربة التعليم عن بُعد للطلبة الجامعيين، ومكنتهم من استكشاف مهارات جديدة وممارسة هواياتهم المفضلة وقضاء وقت الفراغ في أمور نافعة لهم ولأسرهم.

وأكد طلبة جامعيون، أن الدراسة عن بُعد عرفتهم إلى قدراتهم الحقيقية التي قاموا بتفجيرها وإطلاق العنان لما تجود به، في ظل امتلاكهم مزيداً من الوقت، لتنعكس مزيداً من الثقة والاعتماد على النفس وتنظيم الوقت على مدار اليوم، كما تمكنوا من اكتشاف مهارات جديدة كالبحث والكتابة والقراءة والطبخ، وأصبحوا يقدرون لمة الأهل خصوصاً في شهر رمضان المبارك، إضافة إلى استغلال وقت الفراغ في ممارسة الرياضة المنزلية.

شغف بالقراءة
وقالت علياء آل رحمة الطالبة في جامعة زايد، إنها اكتشفت شغفها في البحث والقراءة لساعات عديدة، مشيرةً إلى أنها تمكنت من الاطلاع والعمل على العديد من البحوث العلمية المتعلقة بالتأثير على البيئة وكوكب الأرض، وكذلك صحة الإنسان مثل فيروس كورونا الذي يعاني العالم من انتشاره حالياً.
وأضافت: «لاحظت أن هناك بعض التفاصيل البسيطة من يومنا الجامعي، التي أستطيع الاعتماد على ذاتي فيها، كالقيام بإعداد قهوتي صباحاً بدلاً من شرائي لكوب قهوة يومياً من مقهى الجامعة، وكذلك بدأت أعتمد على نفسي أكثر في الدراسة ذاتياً بدلاً من زيارتي لمكاتب أساتذة الجامعة أسبوعياً لإيضاح معلومة معينة».

مهارات جديدة
بينما أوضحت طالبة الإعلام في جامعة زايد العنود الكتبي أن تركيزها تضاعف خلال عملية الدراسة عن بُعد مقارنة بالدراسة في القاعات الجامعية، إلا أنها تفتقد القدرة على إنجاز المشاريع والمهام الدراسية بعيداً عن زميلاتها في الفصل.
وأضافت أنها تمكنت من اكتشاف مهارات جديدة وتجربة وصفات طهي أضافتها إلى هوايات الطهي التي اعتادت ممارستها سابقاً.

اعتماد على النفس
وأشار الطالب في جامعة عجمان جمال محمد إلى أنه اكتشف قدراته في الطبخ، وأصبح يتقن إعداد طبق البيض بالطماطم لأول مرة، بعدما اعتاد على تحضير الإندومي فقط، لافتاً إلى أنه بدأ الاطلاع على وصفات طهي أخرى عبر موقع يوتيوب تساعده في تحضير طعامه، واستغلال وقته أثناء الحجر المنزلي والدراسة عن بُعد.
وقال: «اكتشفت بأني قادر على الدراسة بمفردي بعدما اعتدت الدراسة مع مجموعة من الزملاء في المقاهي، وأصبحت أكثر تركيزاً واعتماداً على نفسي».

تنظيم الوقت
فيما اكتشفت الطالبة في جامعة زايد، ريم العوضي، أنها اعتمدت على نفسها أكثر وأصبحت تتقن تنظيم الوقت أكثر، وتمكنت من تطوير مهاراتها في الكتابة والقراءة، خاصة أنها نظمت جدولها اليومي، وقامت بتقسيم الغرفة إلى أركان مخصصة للدراسة وممارسة هواياتها بفنون الكروشيه والتطريز.
وتابعت: «لطالما كنا نتحجج بمقولة (ما في وقت) ولكنني وجدت بأن كل إنسان مسؤول عن قراراته ويصنع الوقت لنفسه، فهناك بعض الصديقات اللاتي يقمن بقضاء اليوم الدراسي على السرير وهذا ما جعلهن يخسرن كثيراً من الوقت يومياً، لذلك حرصت على تخصيص ركن للدراسة وركن آخر لممارسة هوايتي».

لمة الأهل
الطالب بكليات التقنية العليا في الشارقة، فيصل الهاجري، أكد أنه أصبح أكثر تقديراً لأسرته ولمة الأهل والوقت الذي يقضيه برفقتهم، مشيراً إلى أنه بدأ يلعب ألعاب الطاولة كالمونوبولي والأونو مع شقيقاته في البيت لأول مرة بعدما اعتاد اللعب مع أصدقائه فقط.
وقال: «مرحلة الدراسة عن بُعد والحجر المنزلي جعلتني أخترع أشياء جديدة، فقمت باسترجاع أيام الطفولة وتجميع أعواد الخشب حول المنزل وبناء مجسمات فيها، وألصقها بمعجون أسنان».

ممارسة الرياضة
أما الطالبة في جامعة زايد أسماء نديم فأوضحت أنها تمكنت من تنسيق وقتها أكثر، فبعدما كانت تحاول ممارسة التمارين الرياضية المنزلية في الصباح الباكر قبل الذهاب إلى الجامعة، تمكنت ولأول مرة من القدرة على ممارسة الرياضة قبل بدء المحاضرات عن بُعد في المنزل، مشيرةً إلى استغلال وقت الوصول للجامعة في الرياضة المنزلية.
وقالت: «كنت أميل كثيراً لمراجعة معلوماتي ودراستي قبل بدء الاختبار مع زميلاتي في الفصل، إلا أنني أصبحت أتحمل ضغوطات وتوتر الاختبارات لوحدي وعن بُعد، ما جعلني أدرك قدراتي في الاعتماد على نفسي».

قد يهمك ايضا:وزير التعليم اللبناني يشير إلى حذف بعض مواد مٌقررة في الشهادة الرسمية