بكين ـ مازن الأسدي
كشفت جريدة الشعب الصينية اليومية عن الصبي الصيني شي ليو "11 عاما" والذي تم تشخيصه بالسرطان لكنه صمم على تلقي العلاج والعودة إلى المدرسة في أقرب وقت ممكن، حيث اضطر ليو إلى ترك المدرسة عامين والاعتماد فقط على الكتب المدرسية لمواكبة الدراسة، ثم عاد إلى المدرسة لكنه يضطر إلى السفر 280 ميلا وحده لأخذ عينة من نخاع العظم وكان دائما ما يعود إلى المدرسة في اليوم التالي، وتربى ليو بواسطة والده بعد أن تركت والدته الأسرة منذ أن كان عمره عامين، واضطر والده إلى الانتقال إلى مقاطعة انهوي ليعتني به أجداده.
وأصيب ليو بحمى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 ونُقل إلى المستشفى وتم تسخيص حالته بسرطان الدم، واضطر والده إلى إحضاره إلى مقاطعة أنهوي لتحسين العلاج الكيماوي ولأن الصبي لم يكن في مسقط رأسه فلم يغطي التأمين سوى نصف التكلفة، ما دفع والده لاقتراض 200 ألف يوان "23.544 جنيهَا أسترلينيًا" لتغطية النفقات ما جعله يعاني من ديون شديدة، وكان ليو لديه دافع للدراسة أثناء العلاج ويسعى إلى تعليم نفسه من خلال استعارة الكتب من ابن عمه، وعند انتهاء العلاج الكيماوي عاد ليو مع جده وجدته إلى بلدته وعاد إلى المدرسة لكنه ما زال يضطر إلى السفر إلى مستشفى في مدينة كونمينغ على بعد مئات الأميال لأخذ جرعات من نخاع العظم
ويستقل ليو القطار بمفرده ويسافر نحو 280 ميلا إلى المستشفى، وبدلا من قضاء الوقت للشفاء يعود ليو على متن القطار ويسافر لمدة 6 ساعات ليعود في الوقت المناسب للمدرسة في اليوم التالي، وأخبر ليو الصحافيين أن القيام بهذه الرحلة يكون مزعج أحيانا، مضيفا "أريد أن أبكي ولكن لا أسمح للناس أن يروني أبكي لأنهم سيعلمون أني وحدي"، ويقول أستاذه أنه على الرغم من حالته الصحية إلا أنه متفوق أكاديميا، حيث حصل على 100% في اختبار الرياضيات الأخير، وناقش الناس قصة الصبي الصيني على موقع ويبو الاجتماعي، وكتب أحد المستخدمين " إنه طفل صغير لكنه قوي وشجاع"، وعلق آخر " أتمني حقا أن يرافق شخصا ما الطفل للمستشفى ولا ينبغي أن يسافر وحده"، وتابع ثالث " شيء يكسر القلب أن نعرف قص هذا الصبي العظيم".