طلبة الجامعات


يتواصل الحجر الصحي في جل بلدان العالم، وتتواصل معه مخاوف آلاف طلبة الجامعات من مخاطر فرض سنة بيضاء، وذلك بعد إغلاق مئات الجامعات عبر العالم. وقد قدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"عدد طالبي العلم ممن توقفوا عن التردد على مؤسسات التعليم من جامعات ومدارس بحوالي 900 مليون طفل وشاب، أي ما يقارب نصف عدد الطلاب في العالم، علما أنه تم الإغلاق الكامل للمرافق التعليمية في 102 بلد، وأغلق 11 بلدًا آخر مؤسساته التعليمية بشكل جزئي.

وإذا كان التعليم عن بعد، قد شكل أحد الحلول الأساسية لمواجهة آثار الحجر الصحي، فإن تفاوت الإمكانات التقنية والمعلوماتية من دولة لأخرى، وحتى داخل نفس البلد، بالإضافة إلى اختلاف ظروف الاشتغال من طالب إلى آخر في ظل حجر صحي يفرض على كل أفراد الأسرة ملازمة بيوتهم، طرح إشكالا عويصا مرتبطا بمدى توفر مبدأ تكافئ فرص النجاح. ففي جامعة روون بفرنسا  مثلا، وقع العديد من الطلبة عريضة تطالب بإلغاء الامتحانات الني كانت مبرمجة خلال الشهر الحالي، وأكدوا أن الظروف الخاصة للكثير منهم، ستحول دون ضمان مبدأ تكافئ الفرص، إضافة إلى الإشكال المرتبط بعدم إمكانية ارتياد المكتبات العامة المغلق جلها، مما يحول دون القيام بأبحاث وغيرها.

ويطرح هذا الإشكال نفسه بشكل أكبر في دول أخرى تعاني من فجوات رقمية سواء على صعيد البلد ككل أو بين منطقة وأخرى، وحتى بين طلبة وآخرين.

وهو ما دفع بالعديدين إلى مطالبة الدولة بتوفير إمكانات للطلبة الذين لا يتوفرون على تلك الوسائل، وأخذ هذا المعطى بعين الاعتبار عند اتخاذ أي قرار مرتبط بامتحانات آخر السنة. وقد التزمت بعض الدول، ومنها تونس بالتكفل بمساعدة الطلبة الذين ليست لديهم الإمكانات لمتابعة الدروس عن بعد، كما سيتم إشراك رجال ونساء الأمن في هذه العملية، إذ سيتم إرسال نسخ ورقية من الدروس إلى مراكز الشرطة والأمن الوطني التابعة للمناطق النائية أو التي تشكو من ضعف أو خلل في شبكة الإنترنت، بهدف توزيعها على الطلبة أو المساعدة على تنقلهم للحصول عليها. كما من الممكن أن تلجأ الوزارة إلى إرسال نسخ من الدروس للمعنيين عبر البريد التونسي.

وتجري العديد من الدول مشاورات لتحديد ما إذا كانت امتحانات آخر السنة ستتم في موعدها أو بتأخير لمدة أسبوعين أو أكثر أم أنه سيتم تأجيلها إلى حين الدخول المدرسي المقبل. بينما تحاول دول أخرى إيجاد حل وسط عبر ضمان احترام الحجر الصحي وعدم فرض سنة بيضاء على الطلبة ما قد يشكل عبئا إضافية عليهم بعد محنة جائحة كورونا المستجد.

يذكر أن منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أعلنت عن مبادرة "التحالف العالمي للتعليم من أجل الاستجابة لوباء كوفيد-19"والتي تهدف إلى المساعدة على إيجاد حلول للتعلم عن بعد، وذلك للحد من التحديات التعليمية الناجمة عن وباء كوفيد-19. ويضم هذا التحالف العالمي، الذي يعد شراكة تجمع مختلف القطاعات، المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني بهدف تقديم مشورة عاجلة فيما يتعلق بالتكنولوجيا وعلم التربية والمحتوى لتمكين البلدان من وضع حلول التعلم الرقمي، من أجل توفير بديل عن المدرسة للأطفال والشباب.

قد يهمك أيضا:

رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية تُلوِّح بوقف التعليم عن بُعدٍ

أساتذة الجامعة يُحذرون الحكومة من المساس بصندوق تعاضد الأساتذة