واشنطن - عادل سلامة
يعاني البعض من صعوبة تعلم لغة جديدة بكلماتها وعباراتها غير المألوفة، بينما يجد البعض الأخر الأمر أكثر سهولة. وكشفت دراسة عن السر الكامن وراء الاختلافات في القدرة على تعلم لغة جديدة والمتمثل في إيقاع النشاط الكهربائي في الدماغ.
ووجد علماء في جامعة "واشنطن" أن الناس الذين كانوا أفضل في اكتساب لغة ثانية لديهم نشاط عالٍ في مناطق رئيسية في الدماغ عند الراحة، عن أولئك الذين يتعسَّرون في تعلم اللغة. وقام الباحثون بقياس أنماط دماغ مجموعة طلاب قبل خضوعهم لـ"كورس" في اللغة الفرنسية لمدة 8 أسابيع. ووجد الباحثون أن أنواعًا معينة من موجات العقل تنبأت بقدرة الشخص على تعلم لغة ثانية، زاعمين أن ذلك يمثل 60% من الاختلافات في كيفية التقاط الناس للغة سريعا.
وقال الدكتور شانتل برات الطبيب النفسي في جامعة "واشنطن" والذي قاد البحث " من خلال دراسة الفروق الفردية في الدماغ، إننا "اكتشفنا معوقات رئيسية في التعلم ومعالجة المعلومات لتطوير طرق لتحسين تعلم اللغة والتعلم بشكل عام، وكشفت نتائجنا أن 60% من الاختلافات في تعلم لغة ثانية ترتبط بهذا النمط من الدماغ، ويمكن استخدام البحث للمساعدة في الكشف عن الناس الذين يتعلمون اللغة الجديدة بسهولة". إلا أن الباحثين أوضحوا أن هذا يجب ألا يثبط أولئك الذين ليس لديهم هذه الأنماط الدماغية خاصة وأنها لا تمنعهم من التعلم.
وأضاف الدكتور برات: "هناك العديد من الفرص لمتغيرات مهمة مثل الدافع والتحفيز للتأثير على التعلم، ونحن نبحث في خصائص وظيفة الدماغ التي ترتبط بالاستعداد للتعلم بشكل جيد، وهدفنا هو استخدام هذا البحث مع التكنولوجيا مثل تدريب الارتجاع العصبي لمساعدة الجميع على أداء افضل".
ويأمل الباحثون في تطوير طرق جديدة لتدريب الدماغ على تغيير نشاط حالة الراحة للدماغ على أمل أن يجعل ذلك تعلم اللغات أسهل للذين يكافحون. وباستخدام تقنية تعرف باسم الارتجاع العصبي يحاول الدكتور برات وزملاؤه تعزيز أنماط نشاط المخ لمحاكاة الأشخاص ذوي القدرات المعرفية الأفضل، ومن خلال إجراء هذه التدريبات قبل دروس اللغة يتم تعزيز قدرة الناس على التقاط لغة أجنبية.
وقام الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة Brain and Language بقياس نشاط دماغ 19 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 31 حيث جلسوا وأعينهم مغلقة لمدة 5 دقائق وتم رسم دماغهم كهربائيا، ولم يكن لدى اي من المشاركين أي خبرة في تعلم اللغة الفرنسية ولكن طُلب منهم الحضور إلى المختبر للحصول على دروس في الفرنسية مدتها 30 دقيقة مرتين أسبوعيا لمدة 8 أسابيع، وتم ذلك باستخدام جهاز كمبيوتر، وساعدت الاختبارات الدوية خلال الدروس في رصد التقديم الذي أحرزه المشاركون، كما أجرى المشاركون اختبار كفاءة في نهاية الدورة.
ووجد أن أفضل متعلم كان أسرع مرتين عن المتعلم البطيء. وكشفت تسجيلات نشاط الدماغ أن الذين تعلموا أسرع كان لديهم نشاط موجات "بيتا" و"غاما" في الدماغ في المناطق الصدغية الصحيحة والتي تساهم في معالجة اللغة، كما أن لديهم انخفاضًا في نشاط موجات "دلتا" و"ثيتا"، في حين بد اتصال الدماغ مع موجات "ألفا" و"بيتا" أعلى لدى هؤلاء الأفراد أيضا