لندن - سليم كرم
كشف عالم الأعصاب والباحث الزائر في معهد "فرانسيس كريك" في لندن بن مارتينوغا أن الدماغ كثيرًا ما يوصف باعتباره مثل العضلات، وهي مقارنة تدعم صناعة تدريب الدماغ وإبقاء أطفال المدارس منحنيين على مكاتبهم، مضيفًا:"إننا نحكم بكون تمارين القراةو الكتابة والحساب أكثر إفادة للعقل من الجري واللعب والتعلم أثناء الحركة، ولكن العقل كعضلة لا يعمل تمامًا، ولتبني عضلة لا ينبغي أن تتجنب أن تجعلها مرنة، وعندما يتعلق الأمر بالدماغ هناك نهجًا يكون فعالًا بشكل مدهش فإنك تشغيل عضلات جسمك ربما يفيد شعور الملل والكأبة داخلك.
وأشار العلماء إلى أن الجري واليوغا لديهم آثار عميقة على الدماغ كما أنه يمكن لأنشطة بدنية محددة تعديير بناء الدماغ بطريقة دقيقة، وخرجت من المختبرات موجة من الدراسات تستكشف الروابط غير المتوقعة بين اللياقة البدنية والجسدية، وربما تعطيك هذه الأبحاث دفعة لتصبح أكثر نشاطًا، ويمكنها مساعدتك في اختيار أفضل للاستعداد بدنيا لمواجهة التحديات العقلية مثل الامتحانات والمقابلات والمشاريع الإبداعية".
وتابع مارتينوغا ": "ويعد الجزء من الدماغ الذي يستجيب بقوة للتمارين الرياضية هو الحصين، وأظهرت التجارب على الأطفال والبالغين وكبار السن أن بنية الدماغ تنمو عندما يصبح الجسد أكثر لياقة، حيث يقع الحصين في صلب نظم التعلم والذاكرة في الدماغ ويفسر هذا أثر انطلاق الذاكرة على تحسين اللياقة البدنية بما في ذلك القلب والأوعية الدموية، وفضلا عن تحسين ذاكرتك المادية يمكن لممارسة التمرين أن يكون لها أثر قوي على تشكيل الذاكرة، حيث أفاد الباحثون الألمان أن المشي أو ركوب الدراجة أثناء وليس قبل التعلم يساعد على تعلم المفردات الأجنبية وكذلك ممارسة التمرين أثناء المراجعة، ولكن لا تدفع نفسك إلى تمرينات صعبة التدريبات القوية يمكن أن ترفع مستوى التوتر الخاص بك وهو ما يعرقل دوائر الذاكرة الخاصة بك".
وأكد أنه يساعدك التمرين على التركيز وعلى أن تبقى في أداء مهامك، ويأتي أفضل الأدلة العلمية من اختبار أطفال المدارس ولكن ينطبق نفس الشئ علينا جميعا، حيث تبين أن ممارسة 20 دقيقة من الرياضة على غرار أيروبيكس بين الدروس تحسن من تركيز تلاميذ المدارس الهولندية، وتناولت دراسة أخرى تأثير ممارسة الرياضة بعد المدرسة يوميا في أمريكا خلال العام الدراسي، وبطبيعة الحال أصبح الطلاب أكثر لياقة وتحسنت قوتهم التنفيذية وأصبحوا أكثر مهارة في تجاهل الانحرافات ومتعددي المهام وأكثر احتفاظا بالمعلومات في عقولهم، وإذا بدا ذلك عملا شاقا فليس عليك ممارسة تمرينات بقوة يكفي ممارسة 10 دقائق من التمرين أو المهارات مثل اللعب بكرتين في نفس الوقت وهو ما حسن انتباه مجموعة كبيرة من المراهقين الألمان".
وأشار إلى أنه سواء أحببتها أما لا فإن التمرينات الرياضية لديها أثرًا قويا على مزاجك، فالعدّاء يشعر بالغبطة والشعادة بعد ممارسة التمرينات الرياضية وربما لا يرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة الإندورفين ولكن ترتفع مستويات الأفيون الذي يصنعه الجسم في الدم، ولم يتضح نسبة الإندورفين التي تصل إلى الدماغ، وتشير أدلة أخيرة إلى انطلاق نظام الشعور بالمتعة وقتل الألم وهو المستقبل النفسي للقنب، ولكن ماذا عن اليوغا، عندما يرتفع القلق فإنك تتوتر وترتفع دقات قلبك ويتقلص اهتمم ويجعل هذا وضع الهروب في وضع تلقائي ولكن لا يعني هذا أن الأمر كله خارج عن سيطرتك، حيث تعلمك اليوغا التحكم بشكل كامل في الحركة والنفس كما أنها تطلق استجابة الجسم للاسترخاء، ويدعم العلم هذه المزاعم فعلي سبيل المثال وضعت دراسة عام 2010 المشاركين في 8 أسابيع من تمرين اليوغا اليومي وممارسة التأمل، وبالتاوازي مع الحد من التوتر أظهر مسح الدماغ انكماش جزء لوزي الشكل يتكون من مادى رمادية داخل كل نصف من الدماغ وهو مسؤول عن معالجة التوتر والخوف والقلق، وتعد ممارسة الرياضة وسيلة للتغب على الاكتئاب، وان تحليل أجرى 2013 التنفس والمقاومة كانت فعالة إلى حد ما في علاج أعراض الاكتئاب، وبدا أن ممارسة الرياضة فعالة مثل أثر العقاقير المضادة للإكتئاب والعلاج النفسي، ويجب إجراء مزيد من الفحص والبحث في هذه المنطقة".
واستكمل مارتينوغا: "زعم ثورو ونيتشه وغيرهم من المبدعين أن المشي يعطي أجنحه للخيال، وفي العام الماضي قدم علماء النفس الدعم التجريبي لذلك، حيث تبين أن المشي سوائ على جهاز المشي أو حول الحرم الجامعي لستانفود عزز الفكر المختلف وإنتاج الأفكار المكونة للفكر الإبداعي، لكنها لا تساعد في حالة الفكر المتقارب، ولذلك إذا كنت تعاني في المنزل مع أحد الحلول فأنت لا تحتاج إلى نزهة خاملة، ، ويعد الدليل على العلاقة بين البقاء لائقا بدنيا والحفاظ على قدرات عقلك الصحية مقنع للغاية خاصة مع وجود علاقة بين اللياقة البدنية والحفاظ على المعرفة، ويجب آلا تكون التمرينات الرياضية عنيفة يكفي فقط 30 أو 40 دقيقة من المشي السريع 3 مرات أسبوعيًا ما يساعد في تأخير الإصابة بالخرف أو الجنون، وينصح بممارسة التمارين الرياضية في وقت مبكر كأمر وقائي لتنب ظهور أثر الشيخوخة على المعرفة، كما يساعد التمرين على تحسين القلب والرئتين والتوازن وهو ما له أثر واضح على بنية الدماغ ووظيفتها الإدراكية لدى مجموعة كبيرة من الألمان، وتبين أن ممارسة رفع الأثقال مرتين أسبوعيا لها أثر عصبي، وربما يكون الرقص له أثر مفيد على شيخوخة العقل، حيث أثرت ممارسة ساعة من الرقص أسبوعيا لمدة 6 أشهر على التحفيز المادي والاجتماعي للمشاركين المسنين ما عزز من قدرتهم المعرفية".
وأوضح أنه لا يزال العلماء يستكشفون العوامل الحاسمة التي تجعل ممارسة الرياضة منشطا قويا للدماغ، ومن الأسباب المتوقعه زيادة تدفق الدم إلى الدماغ وزيادة الهرمونات وتوسيع شبكة الدماغ والأوعية الدموية، ومن الممكن أن تحفز ممارسة الرياضة ولادة خلايا عصبية جديدة، واعتقد البعض حتى وقت قريب إمكانية حدوث ذلك في أدمغة البالغين، ويذكرنا الأثر المعرفي للتمارين بأن أدمغتنا لا تعمل في عزلة، فما تفعله مع جسمك بؤثر على القدرات العقلية الخاصة بك، فالجلوس طوال اليوم يعد أمرا خطيرا، ولذلك لا ترتبك بشأن شكل التمارين التي تقوم بها يمكنك إيجاد طريقة تستمتع بها ثم إنهض وافعلها، مثل رياضة المشي الرسع على سبيل المثال وغيرها".