واشنطن ـ رولا عيسى
أظهرت الأبحاث الجديدة أن الكلاب تمر بمرحلة مراهقة مماثلة للبشر عندما تصل إلى 8 أشهر، ويأتي هذا الاكتشاف بعد أن أبلغ أصحاب المئات من الكلاب التي تم تتُبعها أثناء نشأتهم عن سلوك المراهقين في 8 أشهر، وكان الهدف من البحث هو اكتشاف تلك الجراء التي من شأنها أن تكون مناسبة للتدريب ككلاب مرشدة.
وبيّنت الباحثة في جامعة نوتنغهام في مدرسة الطب البيطري، نعومي هارفي، أنّ "العديد من أصحاب الكلاب سيقولون لكم أن كلابهم تمر بمرحلة مراهقة، عادة في حوالي سن 8 أشهر، وسيخبرونكم أن معظم الأوامر المتُعلمة سابقا قد نُسيت، وكلابهم أصبحت متهورة جدا ومشتتة بسهولة ويصبح سلوكهم غير منتظم قليلا.
ووجد العلماء أن الطريقة التي يتم بها معاملة الكلب عندما كان صغيرًا هي ذات أهمية في تحديد كيفية تعامله مع البشر أكثر من نوع سلالته أو غيرها من تأثيرات الحمض النووي، وبيّنت السيدة هارفي أنه "لا يُعرف إلا القليل عن تأثير بيئة الكلب بين 3 و13 شهرًا من العمر على سلوكه ككلب بالغ، ولكن نتائجنا تشير إلى أن العوامل الاجتماعية قد تكون الأكثر أهمية فيما يتعلق بتشكيل سلوك الكلب".
ووجد الفريق أن للكلاب "فترة تنشئة اجتماعية" في الفترة من 3 إلى 12 أسبوعا وقد ساعدت هذه الفترة الكلاب على معرفة ما ينبغي اعتباره تهديدًا وما هو طبيعي، وقالت السيدة هارفيني إن "أي شيء لم يشاهده الكلب في تلك الفترة، سواء كان راكب دراجات أو خيول أو أشخاص من مختلف الأعراق مختلفين عن صاحبه أو علامات المرور، يمكن اعتبارها غير طبيعية في وقت لاحق، وبالتالي ستؤدي إلى العدوان تجاهها"، وقد رعى البحث الكلاب المرشدة لجمعية المكفوفين ونشرت في مجلة السلوك البيطري، ويتضح من دراسة سابقة أن هناك علامة وراثية في الكلاب تميزهم عن الذئاب عندما يتعلق الأمر بالتفاعل البشري، مما يشير إلى أن الكلاب قد يكون أنها تتمتع بحالة وراثية من خلال الترويض الذي يساعدها أن تكون اجتماعية.
ووفقا للباحثين، هذه العلامة هي نفسها الموجودة لدى الناس الذين يعانون من متلازمة ويليامز بيورن - وهو حالة تتسبب أساسا في أن الناس يحب بعضهم البعض، وفي الدراسة التي قادها عالم البيولوجيا بجامعة برينستون بريدجيت "فون هولد" والباحثين في جامعة ولاية أوريغون، وضع الفريق 18 كلبًا من المستأنسين و 10 ذئاب ذات طابع اجتماعي في اختبار باستخدام مهام حل المشاكل. أعطيت الكلاب صندوق يحتوي على النقانق، والذي يجب عليهم فتحه في غضون دقيقتين، ولكن، كان هناك شخص حاضرًا أثناء المهمة.
وكشفت التجربة أن الكلاب كانوا أكثر عرضة للتخلي عن المهمة والتحديق في الإنسان، في حين استمرت الذئاب في فتح الصندوق، بغض النظر عن وجود الشخص، وباستخدام الأدوات الجزيئية لتحليل العينات، اكتشف الفريق أن الكلاب المحلية تشترك في العلامات الجينية التي يتمتع بها الشخص المصاب بمتلازمة ويليامز بيورن.
وقال عالم الحيوان في جامعة ولاية أوريغون، مونيك أوديل، إن "الأساس الجيني للتباعد السلوكي بين الكلاب والذئاب لم يكن مفهومًا بشكل جيد، خاصة فيما يتعلق بنجاح الكلاب في البيئات البشرية، كان يعتقد أنه من خلال عملية ترويض الكلاب، يتطور هناك شكلًا متقدمًا من الإدراك الاجتماعي والذي يفتقره الذئاب, وهذه الأدلة الجديدة تشير إلى أن الكلاب لديها حالة وراثية يمكن أن تؤدي إلى الدافع للحصول على الاتصال الاجتماعي مقارنة مع الذئاب."