لندن ـ كاتيا حداد
أعلن تقرير صادم عن الحياة البرية، وضع الزراف وببغاوات أينشتاين الرمادية الأفريقية، ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض. وحذّر أنصار حماية البيئة من انقراض الزراف كأطول الثدييات في العالم، وانخفضت أعدادها بنسبة 40% في العقود الثلاثة الماضية، وقلت أعداد الببغاوات الرمادية الأفريقية بنسبة تصل إلى 99% في غانا، مقارنة بمستويات عام 1991، وتصنف حاليًا ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، ووضع الزراف على القائمة الحمراء المهددة بالانقراض.
ويلقي الخبراء باللوم على فقدان الموائل للزراعة والتنمية والصيد غير الشرعي، من أجل اللحوم والجوائز، وكذلك الحروب في البلدان الأفريقية حيث يعيش الزراف، وصنفت الزراف سابقًا ضمن فئة "الأقل قلقًا"، وأوضح الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، أن أعداد الزراف تراجعت من 151,702 إلى 163.452 في عام 1985، ووصلت إلى 97,562 في عام 2015.
وصنفت الببغاوات الرمادية حاليًا ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، بعد أن كانت مصنفة ضمن قائمة الأنواع المعرضة للخطر، وتم صيد ما يصل إلى 3.2 مليون من الببغاوات بين أعوام 1975-2013، ووجدت دراسة في غانا أنه في عام 1991، بلغ عدد الببغاء في البلاد ما يتراوح بين 30 – 80 ألف. وأوضحت رحلات إلى أماكن استضافت نحو 700- 1200 من الببغاء في عام 1992، إلى وجود 10 أعداد فقط، حسبما أعلن ستيوارت مارسدين، أستاذ الحفاظ على البيئة في جامعة مانشستر والمؤلف المشارك للدراسة.
وأكد اتحاد الطيور، أن الببغاء الذي يمكنه تقليد الكلام البشري، حوصر من خلال التجارة كحيوان أليف، فضلًا عن فقدان الموائل، وكشفت أحدث قائمة حمراء للطيور، يصدرها الاتحاد بوجود واحد من كل 10 أنواع، في خطر الزوال من خلال تقييم أكثر من 700 نوع من الحيوانات. وأشار التقرير إلى وجود ببغاوات أينشتاين في سيراليون وليبريا، التي دمرتها الحرب، والإيبولا، وهو ما أدى إلى تعرضها لخطر الانقراض، فيما تم حظر تجارة الببغاوات بموجب اتفاقية التجارية الدولية، باعتبارها من الأنواع المعرضة للانقراض. وتابع البروفيسور مارسدين قائلًا "لا يمكن أن نقول أن حظر التجارة، سيجعل الأمور على ما يرام، وأن إدارة التجارة بعيدة عن الفعالية".
وأوضح جوليان فنيسي، الرئيس المشارك لجماعة "الاتحاد العام للطبيعة IUCN SSC"، المعنية بالزراف، قائلًا "في حين يرى الزراف في رحلات السفاري في وسائل الإعلام وحدائق الحيوان والمحميات، لكن الناس لا يدركون أن هذه الحيوانات تعاني من انقراض صامت، مع انخفاض ما يقرب من 40% من أعدادها خلال العقود الثلاثة الماضية، وحان الوقت لنتمسك بهذه الحيوانات الأكثر شهرة في العالم، للحفاظ عليها قبل فوات الأوان". وأضافت إنجر أندرسون المدير العام للاتحاد الدولي للطيور، قائلة "العديد من الأنواع تنقرض قبل حتى أن نتمكن من وصفهم، وأظهر تحديث القائمة الحمراء، أن أزمة الانقراض العالمي قد تكون أكبر مما كنا نظن".
وحثّت أندرسون في اجتماع الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، والذي يهدف إلى ضمان الحفاظ والاستعامل المستدام للطبيعة على تكثيف الجهود، لحماية البرية على كوكب الأرض، وهناك حاليًا 85,604 نوع ضمن القائمة الحمراء. ويعدّ ما يزيد عن الربع منهم مهدد بالانقراض أو معرض للخطر، وتعتبر الأفعى المزخرفة من بين الأنواع المهددة بالانقرا،ض والتي انقرضت بالفعل في جزيرة سانت لوسيا، بينما يبقى منها 100 فقط على الجزيرة المجاورة "جزيرة ماريا" الرئيسية، ويعاني حيوان " انتيوكيا Antioquia"، من الانقراض أيضًا على الرغم من اكتشافه فقط في كولومبيا، ويبلغ عدده 8 آلاف، ويتعرض للخطر نتيجة التخطيط لبناء سد يمكن أن يمحي نصف الموائل، ويعاني طائر " القمر الأزرق فانغا Comoro Blue Vanga"، من الانقراض في مدغشقر أيضًا، بسبب فقدان الموائل، نتيجة الزراعة والتدهور بسبب النباتات الغازية.
وخصصت الحكومة في بريطانيا 1.75 مليون أسترليني إضافي فقط، لإنقاذ الطيور المتبقية المهددة بالانقراض مثل Tristan و Gough، والتي عثر عليها في جزيرة جوف جنوب المحيط الأطلسي، وتضمن أحدث قائمة حمراء إعادة تقييم جميع أنواع الطيور، بما في ذلك 742 تم اكتشافهم مؤخرًا، ومنهم 11% تحت التهديد. وأظهر التقييم الجديد تعرض طيور " سانت هيلانه St Helena"، و مونتسيرات Montserrat"، في بريطانيا إلى حافة الانقراض، وتم وضع بعض الأنواع التي يعتمد عليها البشر في المحاصيل، مثل الشوفان والشعير والمانغو ضمن القائمة الحمراء.
وتعدّ هذه الأنواع مهمة لتحقيق الأمن الغذائي، كما يمكنها التكيف مع ظروف البيئة القاسية، مثل الجفاف، وأدرج التقييم 4 أنواع من المانغو كأنواع مهددة بالانقراض، وصنفت مانغو كاليمانتان باعتبارها من الأنواع، التي انقرضت بالفعل من البرية، وصنفت البازلاء وموطنها الأصلي إيران وتركيا ضمن الأنواع المعرضة للخطر، بسبب تحويل الموائل إلى الأغراض الزراعية، وأدرج نبات " هاماتامابوكي hamatamabouki"، من أنواع الهليون الياباني ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، بسبب فقدان الموائل، كما صنف نبات عباد الشمس باعتباره من الأنواع الحساسة للانقراض.