كانبيرا - ريتا مهنا
تجول أنواع كثيرة من الحيوانات الضخمة، مثل الكنغر الضخم، الذي يزن ألف رطل، والدببة التي تزن 2 طن، والسحالي التي يبلغ طولها 25 قدمًا، في جميع أنحاء أستراليا، قبل نحو 45 ألف عام، إلا أن الباحثين وجدوا أنه بعد قليل، من وصول البشر إلى أستراليا، انقرضت أكثر من 85% من أنواع الحيوانات الضخمة
ويشير الباحثون إلى أن صيد البشر لهذه الحيوانات أدى إلى انقراضها، وفي حال قتل كل إنسان لحيوان واحد في العقد يسبب ذلك انقراض هذه الأنواع خلال بضع مئات من الأعوام، وأوضح الباحثون أنه من بين الحيوانات الضخمة التي جابت أستراليا قبل 50 ألف عام الكنغر الذي يزن ألف رطل والدب الأسترالي الذي يزن 2 طن والسحالي بطول 25 قدم والطيور التي لا تطير بشكل طبيعي وتزن 400 رطل وأسود الجرابي التي تزن 300 رطل والسلاحف في حجم سيارة فولكس فاجن.
واعتمد الباحثون من جامعة موانش في فيكتوريا في أستراليا، وجامعة كولورادو بولدر، على معلومات من الرواسب المحفورة قبالة سواحل جنوب غرب أستراليا في المحيط الهندي لمعرفة ما كان عليه وضع المناخ والنظم البيئية في أستراليا في ذلك الوقت، وتعد هذه الرواسب سجل قياسي لكوكب الأرض، حيث تحتوي على طبقات من الرواسب التي نسفت من الأرض إلى المحيط، وتضمنت هذه الرواسب غبار ورماد وجراثيم من فطر يسمى Sporomiella والذي ينبت على روث الثدييات آكلة النباتات، وتتيح الرواسب للباحثين النظر في 150 ألف عام مضى والذي يشمل العصر الجليدي الأخير.
ووجد الباحثون جراثيم فطرية من روث الحيوانات آكلة النبات في جوهر الرواسب منذ 150 ألف إلى 45 ألف عام مضت عندما انخفضت كمية الجراثيم بشكل كبير، وأوضح البروفيسور جيفورد ميلر أستاذ العلوم الجيولوجية والمؤلف المشارك للدراسة التي نشرت في مجلة Nature Communications " وفرة هذه الجراثيم دليل على وجود الكثير من الثدييات الضخمة في جنوب غرب أستراليا قبل حوالي 45 ألف عام، وانهارت أعداد الحيوانات الضخمة قبل بضعة آلاف من السنين"، وبيّن البروفيسور ميلر أن أكثر من 85 في المائة من الحيوانات الضخمة في أستراليا التي يزيد وزنها عن 100 رطل انقرضت بعد وقت قصير من وصول البشر إلى أستراليا، وأفاد ميلر أن الرواسب البحرية أظهرت أن منظقة جنوب غرب القارة الأسترالية ضمت غابات كثيفة قبل 45 ألف عام ما جعلها مركز للتنوع البيولوجي.
وتابع ميلر: " تحظى المنطقة ببعض الأدلة على الوجود البشري في القارة حيث نتوقع نمو الكثير من الحيوانات التي عاشت من قبل، ونظرا لكثافة الأشجار والشجيرات ربما كانت هذه المنطقة أحد المعاقل الأخيرة لهذه الأنواع قبل 45 ألف عام، ولا يوجد أي دليل قوي على تغير المناخ خلال فترة انقراض الحيوانات الضخمة".
وناقش العلماء سبب انقراض الحيوانات الضخمة، ويوضح الباحثون أن الحيوانات الكبيرة ربما لا تنجو من تغيرات المناخ بما في ذلك التحول منذ 70 ألف عام عندما تحولت الطبيعة الأسترالية في الجنوب الغربي من بيئة شجرة الكينا إلى المناطق القاحلة مع القليل من النباتات، فيما اقترح باحثون آخرون أن صيد الحيوانات بواسطة المهاجرين الذين استعمروا أستراليا قبل 50 ألف عام أدى لانقراضها، فيما أفاد ميلر أن الانقراض ربما نتج عن مزيج من الإفراط في الصيد وتغير المناخ، موضحا أن الانقراض ربما حدث بسبب ما يسمى "المبالغة غير المحسوسة في الإبادة".
وأوضح باحثون أستراليون في دراسة عام 2006 أن الصيد منخفض الكثافة للحيوانات الأسترالية الضخمة من الممكن أن يؤدي إلى انقراض الأنواع خلال بضع مئات من السنين، وفي اكتشاف آخر عام 2016 استخدم ميلر قشر بيض محترق من طيور Genyornis التي تزن 400 رطل كأول دليل على أن البشر اعتمدوا على الحيوانات الضخمة كفريسة، وأضاف البروفيسور ساندر فان دير كاس الباحث الجيولوجي في جامعة موانش والذي قاد الدراسة " تعد نتائج الدراسة ذات أهمية كبرى في جميع الأوساط العلمية والأثرية وللجمهور العام الذي ما زال مفتونا بكيفية انقراض الحيوانات العملاقة التي جابت في كوكب الأرض وسبب انقراضهم مع بدء استعمار البشر للأرض".