أبوظبي ـ لبنان اليوم
طوّرت شركة "أغري تيك" الإماراتية طائرة بدون طيار يمكنها تلقيح أشجار النخيل في أقل من دقيقة. قبل موسم الإزهار، تستخدم الطائرة بدون طيار لوضع خريطة للمنطقة التي تتطلب التلقيح.
وبعد ذلك، يتم إدخال البيانات التي تمّ جمعها من الخريطة ثلاثية الأبعاد في خوارزمية الطائرة التي تقوم بشكلٍ ذاتي بتلقيح الأشجار دون الحاجة إلى طيار.
وقد صرَّح الرئيس التنفيذي لشركة "كود ثري فورتين" محمد الموسى: "طريقتنا أسرع بنسبة 96% إلى 99% من الطرق التقليدية"، فعملية التلقيح بواسطة الطائرة بدون طيار تستغرق ما لا يزيد عن 20 ثانية لتلقيح شجرة واحدة، في حين أنّ الطرق التقليدية يمكن أن تستغرق ما يصل إلى 30 دقيقة وتتطلَّب عدة عمَّال.
وأضاف: "هذه الطريقة هي أكثر كفاءة وأكثر دقة". "ومعدّل الأخطاء فيها شبه منعدم في ظلّ عدم الحاجة للتدخل البشري"، بحسب موقع "ذا ناشيونال".
من البرمجيّات إلى الزراعة
تأسَّست شركة "كود ثري فورتين" في تموز (يوليو) 2019 من قبل ثلاثة إخوة إماراتيين، محمد وعبد الله وأحمد الموسى.
باشرت الشركة أعمالها كشركة تقنية وكان هدفها التركيز على تطوير التطبيقات والبرمجيات.
وإثر انتشار جائحة كوفيد 19، حوّلت الشركة مجال عملياتها لتدخل إلى الصناعة الزراعية.
قال محمد، 30 عاماً: "لقد دمجنا شغفنا بالتكنولوجيا وتطوير البرمجيات مع الزراعة".
ينسب محمد الفضل إلى أحمد، مدير الاستراتيجية، باعتباره الشخص الذي دفع الشركة للتحوُّل نحو الزراعة، و"إنّه في الأساس المبدع وصاحب الرؤية المستقبلية للشركة"، وأضاف "إنّه واضع استراتيجيتنا الرئيسي الذي يطلق الأفكار المجنونة ويمنحنا الفرصة لدراسة الأرقام ومعرفة ما إذا كان الأمر يستحقّ المحاولة أم لا".
بالإضافة إلى الإخوة، يشغل أحمد الفلاسي، صديق الدراسة، مركز الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية.
أمّا العضو الخامس في الفريق، فهو فيدون فيجاياكريشان، الذي سبق للأخوة الموسى أن عملوا معه في شركاتهم السابقة، هو أيضاً جزء أساسي من "كود ثري فورتين".
"نطلق عليه تسمية صانع الفرص" قال محمد: "لديه طرقه في تحقيق تواصلنا مع الأشخاص الذين نحتاج إلى الاتصال بهم".
كشف التهديدات الناجمة عن السوس
بالإضافة إلى تقنية التلقيح الآلي، فلقد طوَّرت الشركة طائرة بدون طيار يمكنها اكتشاف انتشار سوسة النخيل الحمراء في أشجار النخيل في مرحلة مبكرة تتفوَّق على الطرق التقليدية.
سوسة النخيل الحمراء حشرة معروفة بأنّها تشكِّل تهديداً رئيسياً لأشجار النخيل الحيوية في المنطقة، وقد تسبَّب انتشارها بتكبُّد المزارعين خسائر مالية.
تجمع الطائرة بدون طيار بيانات عن أشجار النخيل الموبوءة بسوسة النخيل الحمراء عن طريق استخدام كاميرا متعدّدة الأطياف، ومن ثم يصار إلى إدخال تلك البيانات في الخوارزمية ببيانات حقيقية، باستخدام الإيجابيات الحقيقية والسلبيات الحقيقية لزيادة دقّة نظام اكتشاف الطائرات بدون طيار.
وختم محمد بالقول: "إن طرق الكشف المعتمدة حالياً تحدث في مرحلة متأخّرة جدًا وذلك عن طريق استخدام العلامات المرئية. وفي تلك المرحلة إمّا أن تموت الشجرة أو أن تنجم خسائر كبيرة في المحاصيل".
تحدّيات عالميّة
سلّط عبد الله، 27 عاماً، الرئيس التنفيذي للعمليات في "كود ثري فورتين"، الضوء على أهمية التكنولوجيا في صناعة الزراعة العالمية.
"لن يكون بإمكاننا تلبية احتياجات سبعة مليارات شخص متواجدين على الأرض اليوم. فكيف إذا وصلنا إلى 10 مليارات؟ إذا كنا نفعل نفس الشيء الذي نفعله اليوم فلن نتمكن من تلبية هذه المطالب".
لقد أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أنّ الطلب على الغذاء سيرتفع بنسبة 70 في المئة بحلول العام 2050.
"هذا سيضع ضغطًا على الأرض التي يمكننا زراعتها". وأضاف: "ستلعب التكنولوجيا دوراً محورياً في تحقيق هذا التحول وتحقيق الأمن الغذائي".
بصرف النظر عن التأثيرات العالمية الإيجابية التي يمكن أن تحدثها الشركات التي تعتمد التقنيات الزراعية مثل "كود ثري فورتين"، فإنّ الأخوة الموسى حريصون على الالتزام بمهمتهم المتمثلة في الحفاظ على جزء مهم من تراثهم.
قال محمد: "إنّه جزء من ثقافتنا وتراثنا في الإمارات العربية المتحدة، لم نكن نريد أن يختفي هذا الجزء الجميل من ثقافتنا بسبب آفة سوسة النخيل الحمراء. فلأشجار النخيل موقع خاص في قلوبنا وهي تمثِّل جزءًا منّا".
وقد يهمك أيضًا:
حريق هائل يلتهم مئات النخيل غرب دومة الجندل
أمير الجوف يزور منتزه النخيل و " قناديل رمضاني" ويلتقي بزائريها