رام الله ـ لبنان اليوم
من حطام الزجاج المكسور، وقطع الخشب، ونفايات الورق والأسمنت تصنع الشابة الفلسطينية روان رجب القوالب الملونة والبلاط الذي تبيعه في إطار مشروعها «الحجر الأزرق».
كان المحرك الرئيس وراء المشروع الذي أطلقته الشابة البالغة من العمر 21 عاماً الترويج لفكرة إعادة التدوير وتسخير القمامة في استخدامات نافعة، وذلك بعد أن حضرت تدريباً على إعادة التدوير قدمته منظمة دولية.
تتحدث عن مشروعها وتقول «مشروعي الحجر الأزرق يعمل على إنتاج حجر داخلي بيئي. هذا الحجر يستخدمونه داخل البيوت في الديكور للجدران الداخلية. شو بيميز الحجر الأزرق عن المنتجات الثانية الموجودة في السوق؟ في بلو ستون بنتج الحجر بكون صديق للبيئة كيف يعني بتم فيه إعادة تدوير مجموعة من المخلفات إللي موجودة في البيئة إللي هي بتسبب ضرراً أو منظراً غير جمالي للبيئة».
تجمع روان رجب الزجاج مع عائلتها أو تشتريه من أطفال قريتها كفر اللبد بالضفة الغربية مقابل مبلغ زهيد من المال لتشجيعهم على عدم رمي الزجاج في البيئة المحيطة.
تنتج نحو مترين من البلاط يومياً، وتقوم بإعادة تدوير ثلاثة إلى أربعة كيلوغرامات من حطام الزجاج والخشب وبقايا الورق.
تبيع بعد ذلك منتجاتها عبر الإنترنت أو في المعارض. وتقول إن العملاء لا يشترون المنتج فحسب، بل يشترون أيضاً «مفهوماً له قيمة بيئية».
أصبحت روان رجب على وشك التخرج في جامعة فلسطين التقنية وتعرب عن مخاوفها ألّا تتمكن من العثور على وظيفة العام المقبل، ما يزيد من دوافعها لتطوير المشروع.
تقول «هلا كانت هي الفكرة أصلاً قائمة على إعادة تدوير. فليش إعادة تدوير لأنه إحنا في فلسطين بحكي لك إنه مجمل النفايات الصلبة اللي بيتم إعادة تدويرها فقط 1 بالمية.. 99 في المئة من النفايات مهدورة... وأنا كشابة مش متوقعة بعد سنة إني ألاقي فرصة عمل ما وتكون سهلة فكيف ممكن بدي أخلق مشروع ريادي جديد.. إعادة تدوير باستغل فيه البيئة. بيئتنا جميلة كيف ممكن نغير نظرة الناس لها ونستفيد منها بمشاريع خاصة لنا».
تضيف «كمية الزجاج إلي استخدمتها هي فقط إلي جمعتها مع العائلة على مدار سنة ونص والزجاج صرت أشتريه من أولاد الحارة. صرت أشجعهم إنه ما يرموا الزجاج أو ما يكسروه بالشوارع. باشتري منكم الزجاج مقابل مادة مقابل مصاري فتغيرت نظرتهم للزجاج إنه ما بدنا نرميه. بدنا نوديه لروان إنه بطلع منه شيء حلو. شي جميل يعني».
تولدت الفكرة في ذهنها حينما أصيب شقيقها بجرح بعد أن داس بقدمه على قطعة من الزجاج. وتصف الفكرة بأنها ذات بعد فلسفي ابتداء من الاسم وصولاً إلى البيع للمستهلك النهائي.
تقول «الحجر الأزرق ليش اخترت هي التسمية لأنه اللون الأزرق لون فلسفته بتقوم على الريادة والإبداع والتجدد والابتكار. أنا هذا إلي بحاول أوصله سواء كان في فكرة المشروع أو في المنتج إلي إحنا منقدمه للزبون. برضو رسالة لكل زبون أو حد بيستخدم منتجات بلو ستون هو ما بيشتري منتج، هو بشتري فكرة وبيشتري قيمة بيئية».
قد يهمك ايضا
انخفاض السياحة في دول آسيا والمحيط الهادئ بسبب "كورونا"
المحيط الهادئ يشهد ظاهرة طبيعية "مقلقة" هي الأولى منذ 5500 عام