بيروت - لبنان اليوم
منذ بداية العام 2022 شعر اللبنانيون بعدة هزات أرضية في مناطق مختلفة من الجنوب إلى طرابلس إلى جبيل وكسروان والمتن آخرها في 3 شباط الجاري، فهل من نشاط زلزالي غير اعتيادي في المنطقة وهل من داعٍ للقلق؟
الخبير الجيولوجي البروفيسور ويلسون رزق، أوضح في حديث اعلامي أنّ “لبنان يقع ضمن فالقين جيولوجيّين أساسيّين يعبُرانه من الشمال نحو الجنوب، الاول شرقاً هو فالق اليمونة الذي يمرّ في سهل البقاع بمحاذاة سلسلة لبنان الغربية، ومن جهة الغرب الفالق البحري الذي يمرّ بمحاذاة الشاطئ اللبناني”.
وأضاف أنّه “يتفرّع عنهما فوالق جانبية عدّة تنتشر في الأراضي المحصورة بينهما، من بينها فالق روم ذا النشاط الزلزالي المميّز”، وتابع: “نتيجة هذه الفوالق وتحرّكها، يكون لبنان سنوياً مسرحاً لهزاتٍ أرضيّة تتدرج قوّتها بين 3 و6.5 درجات على مقياس ريختر وينتج عنها تحرّك في طبقات الأرض يبلغ مداه حوالى 5 ملمترات سنوياً عمودياً وأفقيّاً”.
رزق طمأن بأن قوة الهزات المتكررة لا تستدعي الخوف وأكثرها لا يتعدى 4 درجات ونصف درجة، لافتا الى ان “مركز بحنس لرصد الزلازل يسجل يوميا هزات بدرجات 2 و2,5 على مقياس ريختر لا أحد يشعر بها، وبالتالي هي لا تشكل خطورة الا في حال زادت قوتها عن 5 أو 6 درجات. ”
ولفت رزق إلى ان “لبنان يقع على خط هزات ثانوي”، وأوضح ان “الهزات التي تم تسجيلها في الأسابيع الأخيرة هي ارتدادية فالهزة التي ضربت قبرص مركزها خارج لبنان لكننا شعرنا بها، لكن عندما يكون مركز الهزة لبنان بالطبع سيكون تأثيرها اقوى”.
وعن إمكان حصول تسونامي في لبنان، استبعد رزق هذا الأمر لأن موجات التسونامي تحصل اجمالا في المحيطات الكبرى والعميقة كالمحيط الهادئ، أما في البحر الأبيض المتوسط فمن النادر جدا ان يحصل هذا الأمر.
مديرة مركز الجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة مارلين البراكس، قالت بدورها لـ “لبنان 24” ان “لبنان يسجل سنويا نحو 600 هزة بدرجات مختلفة لأنه من البلدان الناشطة زلزالياً بسبب وجود فوالق ضمن اراضيه أبرزها الشرق واليمونة”.
ولفتت إلى ان “الهزات الأخيرة كانت ارتدادية وكان مركزها قبرص وشعر بها بعض المواطنين في مناطق مختلفة، اما الهزة التي شعر بها سكان جبيل الأسبوع الفائت والتي كانت بقوة 3,4 درجات فسببها يعود إلى تحرّك صفائح تكتونيّة تحت الأرض، وعندما يكون هذا التحرك قويا نشعر بالهزات”.
وأكدت البراكس عدم وجود اي دراسة أو امكانية لتوقع الهزة قبل حدوثها حتى في أهم دول العالم واكثرها تقدما، وجل ما في الأمر هو التنبه لحركة ناشطة استثنائية للصفائح الصخرية، التي تزيد من احتمال حصول هزة.
لبنان إذن يقع ضمن فالق زلازل والتوقعات بحصول زلزال مدمر كثيرة وتتردد دوما ولكن لا أحد يستطيع التكهن بإمكان حدوث هذا الأمر.
هذه نبذة عن تاريخ الزلازل القوية التي سجلها لبنان:
في 9 تموز عام 551 وقع زلزال بيروت وبلغت قوته 7.6 درجات. تسبب هذا الزلزال بتسونامي مدمر وصل تأثيره إلى المدن الساحلية في فينيقيا البيزنطية، مما تسبب بتدمير كبير وغرق العديد من السفن. تم الإبلاغ عن مقتل أعداد كبيرة من الناس، وقدرت الأعداد في بيروت لوحدها بـ 30000 شخص.
في آذار عام 1956 شهد لبنان أعنف الهزات في السنوات الخمسين الماضية، وكانت قوتها 6 درجات وحصلت على فالق روم المتفرع من فالق اليمونة، واحدثت اضرارا كبيرة في منطقة اقليم التفاح واقليم الخروب وفي البقاع، لكن الخسائر البشرية والاضرار كانت محصورة بالبيوت المبنية من التراب.
عام 1997 ضربت هزة بقوة 5.8 على مقياس ريختر لبنان اقتصرت أضرارها على الماديات.
إليكم أبرز الخطوات التي يجب اتخاذها داخل المنزل أو المبنى أثناء حصول هزات أرضية:
-لا تبادروا الى الخروج أو النزول الى الملجأ إذ أن البقاء في الداخل هو الخيار الأسلم.
-الاحتماء تحت طاولة متينة أو عتبة باب أو في احدى الزوايا الداخلية حتى انتهاء الهزات.
– الابتعاد عن النوافذ والشرفات وعن الأشياء المثبتة على السقف والجدران (رفوف وثريات).
– قوموا بتغطية رؤوسكم ووجوهكم بما أمكن أو بيديكم بوضعية القرفصاء.
-إقطعوا مصادر الطاقة إذا أمكن.
-إذا كنتم في السرير إحموا رأسكم بوسادة أو ما شابه.
-لا تستعملوا المصعد الكهربائي.
قد يهمك ايضا
مرصد الزلازل الأردني يكشف تفاصيل 4 هزات أرضية في منطقة البحر الميت
ليلة رعب تعيشها 5 ولايات في الجزائر إثر سلسلة هزات أرضية قوية