نيويورك ـ مادلين سعاده
تشهد بورصة نيويورك حدثًا فريدًا، من نوعه حين تتولى ستيسي كانينغهام منصب الرئيس الـ67 للبورصة خلفًا لرئيسها الحالي توماس فارلي، وهي المرة الأولى في تاريخ البورصة الممتد لنحو 226 عامًا، التي تتولى فيها امرأة هذا المنصب. ولكن كانينغهام لا تعد المرأة الأولى التي ترأس أحد الكيانات الكبرى في وول ستريت، إذ سبقتها قبل نحو عام ونصف العام أدينا فريدمان التي أصبحت أول امرأة تترأس بورصة ناسداك، وأول امرأة على الإطلاق تتولى منصبًا رئاسيًا كبيرًا في شارع المال في وول ستريت.
وقبل تولي رئاسة بورصة نيويورك، كانت كانينغهام ذات الـ43 عامًا، تشغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات، بعد مشوار طويل بدأ عام 1994 حين التحقت بالبورصة كمتدربة خلال دراستها للهندسة الصناعية بجامعة لي، ثم انطلاقها كأحد الوسطاء المعدودات من النساء في البورصة، بين آلاف من الرجال العاملين في هذه الصناعة.
وستعمل كانينغهام على محاولات استعادة بورصة نيويورك لأمجادها التي كانت عليها خلال الأعوام قبل بداية الألفية، حين كانت البورصة مع "ناسداك" هما فرسي الرهان في "وول ستريت"، إلا أن دخول لاعبين جدد وشراكات التكنولوجيا أدت إلى تراجع دور نيويورك السوقية من نحو 40% في عام 1990 إلى 22% حالياً. والطريف أن كانينغهام عملت لمصلحة ناسداك (غريمة بورصة نيويورك) لعدة أعوام، قبل أن تعود مجدداً إلى بورصتها الأم قبل عدة سنوات.
كما ستواجه رئيسة البورصة الجديدة عددًا من التحديات الرئيسية، من بينها تطوير منصة البورصة وأنظمتها بشكل كلّي لتلائم روح العصر، والعمل على تشغيل أنظمة حماية بشكل أكبر، بعد عدد من الأعطال التي تعرضت لها البورصة خلال الفترات الماضية. وتضع كانينغهام مسألة المساواة الجندرية في حسبانها، حسب ما نقلته عنها وسائل الإعلام الأميركية، خصوصاً في ظل الحملات المحمومة لمواجهة قضايا التفرقة على أساس الجنس، وانتشار موجات المصارحة بالتعرض للتحرش في مختلف إرجاء المجتمع الأميركي.