بيروت ـ أحمد الحاج
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، الأربعاء أهمية المفاوضات التي يجريها لبنان مع صندوق النقد الدولي تمهيدا للخروج من أزمته الراهنة. ولفت عون لدى استقباله، وزير خارجية النمسا الكسندر شالنبرج الذي يزور بيروت حاليا، :”بدأنا التفاوض مع صندوق النقد الدولي ونتمنى أن تنجح في ظل الإرادة الطيبة لدينا ولدى الصندوق على حد سواء”.
ودعا عون النمسا إلى “دعم عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، لا سيما في ظل استتباب الأمن في معظم المناطق السورية، وتشجيع الأمم المتحدة والدول المانحة على منح المساعدات داخل سوريا تمهيدا لهذه العودة
ولفت إلى “الوضع الصعب الذي يمر به لبنان”، مشيرا إلى “توالي الأزمات عليه بدءا من وضع المديونية التي يعاني منها البلد، مرورا بالأزمة السورية وانعكاساتها عليه، وعلى رأسها موضوع النزوح السوري الكثيف الذي شكل عبئا ضخما على اقتصاده على مدى زهاء 10 سنوات”.
وأوضح عون أن “لبنان لم يحظ بنسبة المساعدات التي حظيت بها سائر الدول التي تستضيف اللاجئين، فضلا عما شهده من مظاهرات ومن انعكاس جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت على اقتصاده.
وأكد عون “أهمية العلاقات التي تربط لبنان بالنمسا”، مقدرا لها “مساعدتها له في تخطي العديد من أزماته”.
بدوره ، أكد الوزير شالنبرج أنه يحمل “رسالة صداقة للبنان”، وقال: “ليس بالصدفة أن تكون أول زيارة لوزير خارجية النمسا في هذا العام للبنان انطلاقا من العلاقات الوثيقة التي لطالما ربطت البلدين وسوف تستمر في المستقبل”.
وأوضح شالنبرج أنه قام خلال زيارته بتفقد الوحدة النمساوية في قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) ومخيمات اللاجئين، وإجراء محادثات سياسية انطلاقا من رغبة بلاده في متابعة التطورات المقلقة التي تحصل في لبنان.
ولفت إلى ما قدمته بلاده من “مساعدات مالية في إطار المساعدات الإنسانية خلال أزمة اللاجئين”، معربا عن تطلعه أن يأتي يوما إلى لبنان “لمناقشة التعاون الاقتصادي والتجاري وتطوير الاعمال”.
وقال: “ستواصل النمسا هذا العام تقديم المساعدات الإنسانية كما فعلت في السابق، كما سنواصل وقوفنا إلى جانبكم وإلى جانب الشعب اللبناني، على أمل أن يكون المستقبل أكثر اشراقا في مكافحة أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية”.
وتوجه الوزير شالنبرج إلى الرئيس عون قائلا “أنتم تلعبون دورا مفصليا يساهم في المحافظة على استقرار البلاد وتشكلون شخصية بارزة ومحورية في الدفع باتجاه الإصلاحات الضرورية من أجل تخطي المأزق الحالي”.
وشدد على “أهمية إقرار القوانين الضرورية من أجل إتمام المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ورسم السياسات المالية والاقتصادية”، لافتا إلى أن “الاتحاد الأوروبي مستعد وجاهز لتقديم مساعدات اقتصادية هائلة فور التوصل الى اتفاق مع الصندوق”.
قد يهمك أيضًا:
صندوق النقد يخصص أكثر من 50 مليون دولار لمساعدة جنوب السودان
صندوق النقد يؤكّد أن إفلاسات ضخمة ستواجه العالم حال توقف الدعم حال