الدوحة ـ خالد العماري
ظهر منتخبا الأردن ولبنان بلا أنياب هجومية وخرجا متعادلين سلبيا في المباراة التي جمعتهما مساء الخميس على استاد لخويا في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك في افتتاح لقاءات المجموعة الثالثة لبطولة غرب آسيا الثامنة لكرة القدم. وحصد كل من المنتخبين نقطة واحدة وباتا في حاجة للفوز في مباراتيهما المقبلتين مع الكويت لتعزيز حظوظهما في التأهل للدور الثاني. وظهر واضحا أن منتخب الأردن عانى من غياب الانسجام بين لاعبيه وتأثر بغياب عناصر الخبرة، إذ ظهر بلا أنياب هجومية على امتداد شوطي المباراة. وحاز لاعب منتخب الأردن يوسف الرواشدة على جائزة أفضل لاعب في المباراة. وظهر الحذر واضحا على أداء المنتخبين الشقيقين، في ظل أهمية المباراة، إذ أن الفوز يعطي صاحبه فرصة قوية لتعزيز حظوظه بالتأهل مما انعكس ذلك سلبيًا على حضورهما الفني خلال المباراة بعدما عانيا من بطء شديد في عملية التحضير لرسم الهجمات. مدرب الأردن المصري حسام حسن دفع بتشكيلة تغلفها العناصر الشابة وظهر واضحا بأن عامل الانسجام ما يزال غائبا في ظل عدم خوض هذه المجموعة لأي مباراة ودية، إذ افتقد منتخب الأردن للمناورات والخيارات الهجومية التي امتاز بها خلال الفترة الماضية في ظل محدوية انتاجية لاعبي خط الوسط. واعتمد منتخب الأردن في بناء هجماته على وجود بهاء عبد الرحمن وشريف عدنان ويوسف الرواشدة وعدنان عدوس ومهدي علامة في منطقة العلميات والذين اجتهدوا في البحث عن خيارات تقود المهاجم ركان الخالدي لمرمى لاري مهنا لكن الدفاع اللبناني الذي ضم علي حمام ومنصور ومحمد علي وحسن طه أغلق المنافذ بإحكام وظهرت مهمته سهلة في التعاطي مع الأطماع الخجولة للمنتخب الأردني . واعتمد منتخب لبنان في بناء هجماته على تواجد هيثم فاعور ومحمد شمص ووليد اسماعيل وعباس عطوي إذ شهدت منطقة العمليات صراعا محتدما بين المنتخبين مع أفضلية نسبية لصالح النشامى في حين شكل حاتم عقل وخطاب وزهران والدميري عمقا دفاعيا جيدا. وانحصرت تعليمات مدرب لبنان الإيطالي جيانيني للاعبيه بالإعتماد على الهجمات المرتدة ومغافلة شباك شطناوي حارس مرمى الأردن لكن احتشاد لاعبي الفريقين كل في ملعبه أفقدهما لميزة الكثافة العددية المطلوبة في المناطق الأمامية مما جعل الشباك هنا وهناك تنعم بالأمان. ولاحت في الأفق أشباه فرص لكلا المنتخبين إذ استثمر الخالدي كرة نصف طائرة داخل منطقة الجزاء لعبها خلفية في أحضان مهنا رد عليه من لبنان حسن شعيتو الذي سدد الكرة في "العلالي" وهو يقف أمام فوهة المرمى، ليمضي الوقت مملا يخلو من اللمحات الفنية والتهديد المباشر للمرميين ولينتهي الشوط الأول سلبي الأداء والنتيجة. وتحسن أداء المنتخبين نسبيا في الشوط الثاني، وتجرأ كل منهما أكثر فأكثر في الإمتداد الهجومي بحثا عن الأهداف وحسم نقاط الفوز، لينبري محمد الدميري لتنفيذ ضربة حرة مباشرة افتقدت لشيء من التركيز وتمضي من فوق العارضة، في الوقت الذي دفع فيه "العميد" بالخوالدة بدلا لعدوس، ودفع منتخب لبنان بحسين عواضة مكان شعيتو. وكاد نجم المستقبل بمنتخب الأردن مهدي علامة أن يفعلها حينما قدم فاصلا من المراوغات واخترق الدفاع اللبناني ولكنه سدد كرة زاحفة افتقدت القوة، وظلت المحاولات الأردنية ترتكز فقط على عكس الكرات العرضية داخل الصندوق لكن دون جدوى وهو ذات حال المنتخب اللبناني الذي ظهر بلا أنياب هجومية. وشعر حسام حس مع مضي الوقت بحراجة الموقف وهو المطالب بفك عقدة اللقب ، ليقوم بالدفع بسعيد مرجان بدلا من بهاء عبد الرحمن لغاية تعزيز القدرات الهجومية، وكان الأفضل لحسام الدفع مبكرا بصالح الجوهري ليلعب إلى جانب الخالدي وبما يمنح النشامى خيارات أوسع لكشف دفاع منتخب لبنان. وفي الدقيقة "75" استنفذ حسام حسن آخر تبديلاته بالدفع بالمهاجم عدي خضر مكان مهدي علامة، ليرتقي الخالدي بعدها لعرضية زهران استقرت بين أحضان مهنا حارس لبنان، رد عليه الإيطالي جيانيني بالدفع بمحمد زين طحان بدلا للمصاب علي حمام. وفي الدقيقة "85" حاول مدرب منتخب لبنان جيانيني تفعيل قدراته الهجومية بالدفع بقدوح بدلا من عدنان ملحم. ولم تكفل التبديلات التي أجرها المدربان على امتداد الشوط الثاني للمنتخبين التسجيل، إذ ظهر واضحا ضعف الإنتاجية الهجومية، ليخرج المنتخبان بتعادل سلبي بطعم الخسارة.