يبدي لبنان اهتماما خاصا بالرياضات التقليدية الشعبية التي تشهد إقبالا شعبيا منقطع النظير كل عام ، وفي هذا الإطار اختتمت الليلة قبل الماضية بطولة لبنان 2016 للرياضات التقليدية الشعبية بنسختها 23 التي شارك فيها عدد كبير من اللبنانيين صغارا وكبارا ومن مختلف الفئات من مدنيين ورياضيين وعسكريين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء.

وارتكزت المنافسات على رفع أدوات تقليدية ثقيلة إما مصنوعة من الصخر أو مصقولة من الحديد وهي رفع الجرن ( وهي مدقة حجرية ) ورفع المحدلة أو المدماك الحجري الذي كان يستعمل في رصف الطرق ، ورفع المخل " وهي عصا حديدية استعملت لقلع الصخور " .

وفي حديث لوكالة الأنباء السعودية أشار رئيس الاتحاد العربي للرياضات التقليدية الشعبية مارون خليل خليل إلى أن أهمية هذه البطولة تأتي في سياق سعي الاتحاد لإحياء رياضة الآباء والأجداد في لبنان وبالدول العربية كافة .

وأوضح خليل أن الاتحاد يقوم حاليا بإعداد موسوعة خاصة بالرياضات التقليدية الشعبية العربية من المحيط الى الخليج للتعريف بهذه الرياضات المتميزة التي تأتي من عمق الثقافة ، مشيرا الى وجود كثير من تلك الرياضات بين العرب والتي لديها رواج بين أهلها ولم يسلط الضوء عليها.

ورأى احد قدامى الرياضيين المتخصصين في رفع الأثقال وكمال الأجسام أن هذه الرياضات هي تمجيد للتراث العربي القديم فهي تعتمد على صلابة العربي نفسه في رفع الأوزان ، مشيرا إلى أنها تختلف عن فنيات رفع الأثقال وتختلف أيضا عن كمال الأجسام الذي يسعى صاحبها لإبراز عضلاته ظاهريا ، فالرياضات الشعبية هي قوة عملية تحتاج الى شدة القبضة وقوة العضلات المركزية حول العمود الفقري لإتمامها .