انتهى المشهد الأخير وأسدل الستار على منافسات الدوري القطري لهذا الموسم 2014/2013، واكتملت كل المعالم في "دوري النجوم" لخويا استعاد تاجه بعد موسم وحيد تخلى فيه عن اللقب، والريان أحد أعرق الأندية القطرية عاش النهاية الحزينة وودع الأضواء في مشهد درامي مؤثر. وحجز الجيش والسد من جديد بطاقتي المشاركة في دوري أبطال آسيا. موقع FIFA.com وكعادته يأخذكم في إطلالة سريعة على أبرز ما حمله الدوري القطري خلال هذا الموسم. عودة البطل كتب لخويا فصلا جديداً ومتميزا في تاريخ كرة القدم القطرية وبالتأكيد التاريخ الشخصي لهذا النادي حديث العهد، فقد نجح الفريق المتميز بالظفر بلقبين متتاليين بعد صعوده لدوري النجوم، وبعد أن تخلى عنه الموسم الماضي لمصلحة السد، عاد هذا الموسم بنوايا كبيرة لاستعادة ما ضاع منه. وكما كان واضحا، فقد أثبت البطل اكتساحه جميع الأرقام فعلاوة على ضمانه التتويج باللقب قبل جولتين على خط النهاية. تصدر لخويا الترتيب برصيد (53 نقطة) بفارق خمس نقاط عن الجيش الوصيف، وكان أكثر الفرق تحقيقا للفوز بـ (16) انتصار، وأقل الفرق تعادلا (5 مرات) وأقل الفرق تعرضا للخسارة (رفقة السد)، حيث سقط (5 مرات) أتت اثنتين منها في آخر جولتين أي بعد ضمان اللقب والتتويج به. تصدر هجومه قائمة الهجوم الأقوى بتسجيله (55 هدفا) وأتى دفاعه بالمركز الثاني مع السد، من حيث المنعة الدفاعية مستقبلا (30 هدفا) وكان يمكن له أن يكون الأقوى لو لم يتعرض للهزيمة (0-5 أمام قطر في الجولة الأخيرة).     ظفر الفريق باللقب لم يكن وليد صدفة، إنما جاء بفضل جهود جماعية واضحة، حيث تولى البلجيكي المتميز إيريك جيريتس المهام الفنية، وساعدته مجموعة من اللاعبين على تنفيذ المخططات التكتيكية داخل أرضية الملعب، حيث برز الرباعي المحترف بقيادة صخرة الدفاع الجزائري مجيد بوقرة والتونسي يوسف المساكني الذي تولى دور الهداف الأول (12 هدف)، الكوري الجنوبي نام تاي هي، إضافة للسلوفاكي فلاديمير فايس الذي انضم في الانتقالات الشتوية، فيما كان للأسماء المحلية مساهمة فاعلة أمثال سوريا، خالد مفتاح، بوضيف، لامي، تراوري وغيرهم. ولعل في حديث جيريتس عقب التتويج تأكيد على أن الفريق كان طموحا باستعادة لقبه، حيث قال المدرب البلجيكي يومها "كان هدفنا الفوز بدرع البطولة، تجاوزنا البداية المتأخرة ومن ثم وجدنا الإيقاع المناسب مع تواصل المباريات. الشكر لجهود اللاعبين بما قدموها فوق أرضية الملعب". منافسة من الجيش والسد وجد لخويا منافسة من فريقين لا ثالث لهما، الجيش احتل مركز الوصافة من جديد وهو نفس الموقع الذي أنهى به الموسم قبل الماضي عندما توج لخويا باللقب، بينما كان ثالثا الموسم الماضي خلف لخويا الوصيف حين نال السد اللقب، أي أن هذا الفريق حديث العهد أيضا، لم يترك دائرة المنافسة على اللقب في المواسم الثلاثة التي تواجد فيها في دوري النجوم. حقق الجيش (14 انتصارا) مقابل (6 تعادلات و6 هزائم) ليتأخر بفارق خمس نقاط عن البطل المتوج، عانى الفريق من بعض الاهتزازات حيث بدل مدربه، واستقر مؤخرا مع التونسي نبيل معلول الذي قاد الفريق للانتعاش، لكن أمر اللقب لم يكن بيده حيث كان البطل "لخويا" يتحكم بالامور، لكن نهاية الموسم وتواصل مشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا قد تفتح آفاق جديدة أمام الجيش للعودة بقدرات أكبر للفوز باللقب الموسم المقبل. أما السد "حامل اللقب" وأكثر من توج به (13 مرة) فقد خضع للظروف الصعبة وتخلى عن موقع الريادة في القسم الثاني، خصوصا مع توالي الاصابات والغيابات لأبرز نجومه الأمر الذي قلص من قدراته، لينهي الموسم ثالثا مع تحقيق 47 نقطة من (13 فوز و8 تعادلات و5 هزائم). مفاجآت الموسم لن يختلف اثنان على أن "مفاجأة الموسم" تحققت على يد فريقي السيلية والعربي، فالأول أي السيلية هبط بالفعل الموسم الماضي حكما للنتائج وحصوله على المركز الأخير، ولكن مع إقرار زيادة عدد فرق الدوري أبقاه في دوري الأضواء، ليحدث الفريق ما يشبه "بالثورة الكروية" أتت نتائجها عليه وعلى خصومه، حيث احتل الفريق المركز الرابع بـ42 نقطة من (11 فوز و9 تعادلات و6 هزائم). أما الثاني أي العربي، الذي عاش موسمين ماضيين على وقع مصاعب كبيرة، تمثلت بانحداره للمراكز الأخيرة، إذ احتاج لمباراة فاصلة الموسم الماضي، ليضمن بقاءه بين الكبار، فقد قام هذا الموسم بتصويب الأمور بشكل أرضى طموح عشاقة كثيرا بعد معاناة كبيرة. حل العربي في المركز الخامس بـ(39 نقطة). ولن يقل تقدم الأهلي العريق نحو المركز السادس أهمية، ذلك أن الفريق عاد هذا الموسم من جديد لدوري النجوم بعد أن قضى موسما ماضيا في الدرجة الأولى، وهو ما يرسم البسمة على أنصاره الذين عرفوا مشاعر الحزن في السنوات الأخيرة. صراع الهبوط لف صراع الهبوط العديد من الأندية خلال المراحل الأخيرة من البطولة، فبعد أن كانت كل الأمور تؤشر على عودة طبيعية لفريق معيذر نحو الدرجة الأولى بعد أن ظل في المركز الأخير، كان "شبح السقوط" يحوم فوق العديد من الفرق التي لم يكن يتخيل أنصارها أنها ستكون في دائرة الخطر. ولعل أشد المتشائمين بفريق الريان الفائز باللقب (7 مرات) والذي أنهى الموسم الماضي بالمركز الرابع والمتوج بكأس الأمير، والمشارك في دوري أبطال آسيا، لم يكن أشدهم أن ينتظر إنحدارا سريعا للفريق الكبير نحو مراكز المؤخرة، فما بالك وجوده في دائرة الخطر الحقيقي. تلقى الريان (11 خسارة وتعادل 8 مرات وفاز 7 مرات فقط) ولم يسعفه الحظ في "النجاة" من "نار الهبوط" بل أن ما زاد من أحزان الريانيين أن هبوطه تأكد في الجولة الأخيرة وبفارق الأهداف الخريطيات، وبعد أن حقق الثلاثي (الوكرة، قطر، الخور) النقاط في الجولة الحاسمة، ليضمنوا البقاء ويترك الريان وقعه للمرة الثانية في تاريخه بين الكبار وهو أمر لم يألفه بل لم يتوقعه أصلا الكثيرون في قطر. الرقم 519- هدف تم تسجيلها في 182 مباراة، بعد أن تمت زيادة عدد فرق الدوري إلى 14 فريق، أي ما نسبته (2.85) هدف في المباراة الواحدة. التصريحات "الجميع عليه تحمل مسؤولية هبوط الريان، كل الظروف هذا الموسم كانت ضدنا، حاولنا كثيرا لتلافي السقوط وتمسكنا بأملنا حتى اللحظة الأخيرة، لكن لم يحالفنا الحظ في النهاية". الأسباني خيمينيز، مدرب فريق الريان.