غزة ـ محمد حبيب
حذر وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية في غزة د. غازي حمد من استمرار أزمة السفر عبر معبر رفح البري، وتراجع أعداد المسافرين الفلسطينيين بشكل كبير، وأكد حمد خلال مقابلة خاصة مع "العرب اليوم" أن العمل في المعبر تراجع بدرجة كبيرة جدًا، لافتاً إلى أنه قبل الأحداث كان يسافر يوميًا ما يقرب من 1200 شخص، بينما يسافر حاليًا ما بين 170 إلى 200 شخص فقط، أي تقلص السفر بنسبة80 %، وأكد حمد وجود وعود مصرية وصفها بـ"الجيدة" لإعادة فتح معبر رفح أمام حركة تنقل المسافرين بصورته الطبيعية. وقال حمد: "أجرينا اتصالات مع الجانب المصري وأوضحنا لهم طبيعة الأضرار التي يتعرض لها الفلسطينيون جراء إغلاق المعبر وتأثيره السلبي على حياتهم". وأضاف: "الجانب المصري وعدنا بإعادة فتح المعبر خلال الفترة المقبلة بطريقته السابقة، لإنهاء الأزمة التي تفاقمت بسب إغلاق المعبر لعدة أيام، والسماح بدخول فئات معينة فقط ". وأكد حمد أن حركته لم تتدخل في الشأن السياسي المصري على الرغم من حملات التحريض التي تشنها وسائل إعلام مصرية. وشدد في الوقت نفسه، على أنه لا يوجد أي دليل يثبت تورط حركة "حماس" في سيناء "وكل ما يُقال في هذا الشأن باطل". وأعتبر بأن ما يجري في مصر ينعكس سلبًا على غزة "كونها تشكل دعمًا لمصر، بغض النظر من يحكمها". على حد تعبيره. وبشأن قرار تحويل معبر رفح إلى معبر تجاري، أعلن حمد استعداد حركته للتعامل مع السلطة في رام الله بشأن ذلك "على أن تكون الرقابة فلسطينية"، معربًا عن أمله في أن يكون هناك تعاون مشترك بين الجانبين فضلًا عن تسهيل إدخال البضائع إلى غزة. وأوضح حمد أـن الاتصالات متواصلة مع الجانب المصري، قائلا:" طالبتُ الخميس برفع عدد المسافرين والسماح لعدد كبير من المرضى بالسفر لأن سفر المرضى مقتصر حاليًا على الذين يحملون تحويلات رسمية إضافة إلى السماح للطلبة ورجال الأعمال وبعض العائلات . و أشار حمد إلى أن مصر نفذت إجراءات مشددة ضد الأنفاق الأيام القليلة الماضية، وأغلقت العديد منها، كما أغرقت بعضها بالمياه وهدمت أخرى، مما أثر على تدفق حركة السلع والبضائع لقطاع غزة بشكل ملموس. ولفت حمد إلى أنهم لم يبلغوا رسميا من القاهرة بغلق الأنفاق الحدودية المنتشرة على حدود مصر مع قطاع غزة مشيراً الى أن حفر الأنفاق 'عبء سياسي وأمنى' اضطر له سكان قطاع غزة لمواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، لافتا إلى وقوع العديد من الضحايا جراء العمل فيها. وتابع: إن الأنفاق ساهمت في كسر حصار غزة . وبخصوص الملف السوري أكد أن "حماس" خسرت كثيرا جراء موقفها المؤيد لثورة الشعب السوري في مقدمتها علاقتها بإيران التي تأثرت كثيرا، منبها إلى أن النظام في طهران كان من أوائل الدول التي دعمت حركته ماليا وسياسيا بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. وأضاف: "إنه رغم هذا الدعم الإيراني، إلا أن حماس لم تتلق أي تعليمات من طهران أو شروط مقابل ذلك". وتابع حمد "نسير في علاقاتنا الخارجية بحذر شديد وبشكل متوازن ونسعى لعلاقات طيبة مع الجميع ونراعى الفلسطينيين الموجودين في الخارج، خلال نسج هذه العلاقات حتى لن نضعهم في مأزق". وواصل حمد "علاقة "حماس" مع النظام السوري قبل ثورة الشعب كانت رائعة منذ انتقلت حركته إلى دمشق بعد خروجها من الأردن قبل 20 عامًا"، موضحاً أن 'جزء كبير من تمويل حركة حماس كان يأتي من سورية لكن لم يحدث يوما أن تلقت "حماس" تعليمات من دمشق، مضيفا فقدنا هذا الدعم بعد تأييد الثورة السورية بشكل رسمي'. وشدد على أن حركته لا تتبع أي محور سياسي بعينه ولن تكون 'في جيب أحد' وقرراها واضح بعدم التدخل في أي شان داخلي لأى دولة. وعن مستقبل علاقة حماس مع النظام الإيراني حاليا، قال حمد إن حركته لا تزال تراقب التطورات الأخيرة في إيران بعد فوز الدكتور حسن روحاني بمنصب الرئيس، إلا أنه أكد أن علاقة حركته مع طهران حاليا ليست على مستوى جيد. وأكد أن "حماس" لا تسعى للقطيعة مع أحد وتسعى لفتح علاقات مع الجميع لمصلحة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وبشأن مصادر الدعم المالي لـ"حماس" هناك مصادر رسمية وشعبية ومؤسسات وجمعيات وأشخاص تقدم هذا الدعم المالي.