القاهرة - محمود حساني
أشاد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، زياد النخالة، بقرار السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري في كلا الاتجاهين لمدة خمسة أيام استثنائيًا تخفيفًا من المعاناة التي يعيشها أبناء القطاع في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم، قائلاً: "الجميع يعلم الوضع المأساوي الذي يعيش فيه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني في مختلف مناحي الحياة، وتتفاقم أزماتهم المعيشية مع دخول فصل الشتاء وافتتاح العام الدراسي وذهاب الآلاف من الطلاب والطالبات إلى مدارسهم، في الوقت الذي تبدو فيه كل الأبواب موصدة في وجههم إلا مصر لم تغلق لهم باب، فمن وقتٍ إلى أخر يُفتح لنا معبر رفح البري، الذي يعد بمثابة متنفساً لنا.
وأضاف زياد النخالة، الذي يزور القاهرة حالياً ضمن وفد من الحركة برئاسة الأمين العام رمضان شلح، في حديث خاص مع "العرب اليوم" : "نعي تمامًا الأوضاع الداخلية المضطربة التي تشهدها مصر على الصعيد السياسي، والمخاطر التي تواجهها في سيناء على الصعيد الأمني، وما تواجهه على الصعيد الخارجي من توتر الأوضاع على الحدود مع الشقيقة ليبيا، فمصر لها كل الحق في اتخاذ ما تراه مناسبا من إجراءات وتدابير في سبيل الحفاظ على أمنها القومي، ولا يمكن لأحد أن ينتقد ذلك، ومع كل ذلك لا تتأخر في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع، ففي هذا الشهر تم فتح المعبر مرتين شهرياً، سمح للآلاف من أبناء القطاع بالعبور والسفر وتلقي العلاج.
وحول زيارة وفد من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إلى القاهرة، أوضح زياد النحالة، أننا دائما على تواصل مع أشقائنا في القاهرة للتباحُث والتشاور في المسائل المشتركة وكلما اقتضى الأمر زيارة القاهرة بناءً على دعوة رسمية لن نتأخر، كما هو الحال في زيارتنا الأخيرة، مبيناً أن وفد الحركة برئاسة الأمين العام الدكتور رمضان شلح، التقى مع وفد من جهاز المخابرات المصرية. وتابع النخالة قائلاً :"إن زيارتنا الأخيرة إلى القاهرة كانت ناجحة للغاية، تطرقنا فيه إلى سبُل الخروج من المأزق الفلسطيني وإعادة البيت من الداخل، واستعداد القاهرة لرعاية حوار وطني يضم مختلف الفصائل، مع وعود بإعادة تفعيل ملف "لّم الشمل" من جديد، ووعود بفتح معبر رفح شهريًا أكثر من مرة وفقاً لما تقتضيه الحالة الأمنية وخطوات مقبلة من شأنها تسهيل حركة المعبر.
وأوضح "النخالة"، يُحسب إلى القاهرة، اهتمامها وحرصها على القضية الفلسطينية، التي تُعاني من تجاهُل عن عمد من بعض الدول العربية الفاعلة، التي كنا نعتقد أنها تقوم بدور فاعل في هذه المرحلة، وبررت ذالك بانشغالها بأوضاعها الداخلية، خلاف مصر، فطوال السنوات الخمسة الأخيرة، وعلى الرغم ما شهدته من اضطرابات على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي، لم تغب عنها القضية الفلسطينية، حتى في الظروف الحرجة التي شهدتها البلاد في عام 2011، كانت القضية الفلسطينية شغلها الشاغل.
وأفاد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، زياد النخالة ، أن مصر حريصة وجادة لحسم ملف الانقسام الفلسطيني في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة، وفي سبيل ذلك استضافت خلال الشهور الأخيرة أكثر من وفد فلسطيني يمثل مختلف الفصائل، غير أن العائق أمامها في اعتقادي، ما تُظهره بعض الفصائل في العلن خلاف ما تبطنه، وتبدي استعدادها ورغبتها في إنهاء الانقسام ولم الشمل من جديد، وهي على أرض الواقع، لا تتخذ أي خطوات فعلية، بل تكيل الاتهامات إلى غيرها، في سبيل كسب مزيد من الوقت لتأخير ملف المصالحة.
وأضاف قائلاً :" نحن من جانبنا أعلنا أكثر من مرة نحن لسنا في خلاف مع أي الفصائل الفلسطينية وأيدينا ممدودة إلى الجميع لإنهاء هذا الانسقام الذي تضررت منه كثيراً القضية الفلسطينية ولم يستفد منه سوى الكيان الإسرائيلي في الوقت الذي تشهد فيه دول المنطقة منذ عام 2011 الكثير من التحوُّلات التي أثّرت بالسلب على القضية الفلسطينية، ولم تعد كما كانت تشغل حيزًا مهمًا في اهتمامات دول المنطقة، مما أتاح إلى إسرائيل فرصة على طبق من ذهب لتحقيق مطامعها في فلسطين.
وحول مؤتمر "إعمار غزة" وما وصل إليه بعد عامين، أوضح زياد النخالة، أن المؤتمر لم يحقّق النتائج التي كانت مرجوة منه، فبعد عامين من عقد المؤتمر، وما خرج به من توصيات في سبيل إعادة إعمار القطاع بعد الخسائر الضخمة، التي خلفتها الحرب الأخيرة على القطاع، لا تتجاوز الثلث، بسبب ذلك الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وبموجبه تم منع دخول المواد اللازمة لإقامة المشاريع التنموية والإنشائية، من المواد الخام والأسمنت وغيرها.
وحول المبادرة التي دعا إليها الأمين العام للحركة والمعروفة إعلامياً بمبادرة "النقاط العشر" ، أكد زياد النخالة، أن هذه المبادرة تأتي انطلاقًا من حرصنا على الخروج من المأزق الفلسطيني المتعثر، في الوقت الذي أصبح فيه الجميع يعوِّل على الغير أن يحقق مصالحه دون أي تحرك من جانبه، فجاءت هذه المبادرة ونحن نحتفل بمرور 29 عامًا على تأسيس الحركة، في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ومنذ انطلاقها ونحن تلقينا إشارات وبوادر إيجابية من الجميع في الداخل والخارج، أعلنوا دعمهم وتأييدهم إلى المبادرة، بما فيهم قيادات من الفصائل التي على خلاف معنا.
وتتضمّن مبادرة "النقاط العشر"، عدة بنود أبرزها مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإلغاء اتفاق أوسلو، ودعوة منظمة التحرير الفلسطينية إلى سحب الاعتراف بدولة الاحتلال، وإعلان المرحلة الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني مرحلة "تحرُّر وطني"، مبديًا تفاؤله بنجاح المبادرة هذه المرة، خلاف المبادرات السابقة، مشدداً على أن نجاحها متوقف على الآخرين.