الخرطوم – محمد إبراهيم
طالب القيادي البارز في الحركة الإسلامية في السودان، د.قطبي المهدي رجل الخطوط الأمامية في الحزب الحاكم في الخرطوم "المؤتمر الوطني" باستمرار التعاون بين الحكومة السودانية وحركة حماس، وحذّر من مغبة التخلي عن دعم القضية الفلسطينية، وشدّد على أن دعم الخرطوم لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنه أمر مبدئي ولا يجب التراجع عنه.
وقال قطبي المهدي في مقابلة مع "العرب اليوم" إن الولايات المتحدة الأميركية كانت تطالب الخرطوم في حوارها معها بأشياء محددة منها التعاون في مكافحة الإرهاب، وأشار إلى أنه كان مطلبًا ملحًا وحقيقيًا في ذلك الوقت، وشدد على أن أميركا تتخوف من الإرهاب أكثر من أي شيء آخر وتعتبره أقوى من كل جيوش العالم، باعتبار أنه يصعب التعامل معه. وكشف عن خلاف بين الخرطوم واشنطن حول تعريف الإرهاب، فأميركا ترى كل من يحمل سلاحًا هو إرهابي حتى وإن كان يناضل من أجل حقوقه.
وقال إن أمريكا لم تكن رافضة لنظام الإنقاذ في بداياته وأرجع تعمق الخلافات بين البلدين لتمسك حكومة الخرطوم بتطبيق الشريعة الإسلامية وأضاف "أميركا لم يكن لديها اعتراض على نظام الإنقاذ ولكنها كانت محتجة ومنزعجة من وجود عدد من الوجوه الإسلامية داخل مجلس الوزراء، وأكد ان أمريكا كانت تريد عددا قليلًا من الإسلاميين داخل مجلس الوزراء" .
ونوّه إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد الشريعة الإسلامية، وتفضل إبعادها وإبعاد الأصولية الاسلامية، التي تمثل مخاوفها المُتعلقة بـ "الأصولية والإرهاب وتكوين الحكومة من الإسلامييين". وأعلن أن الشروط الخمسة التي وضعتها أميركا في ظاهرها يتمثل الخوف من الشريعة الإسلامية، وشدّد على أن الحوار بين الخرطوم وواشنطون ظهرت خلافاته في شيطان التفاصيل على حد وصفه، وتوقع اشتراط أميركا على السودان عدم التعاون مع الإخوان المسلمين وحماس لكونهم منظمات "إرهابية" بحسب تصنيفهما لدى الغرب لآفتًا إلى أن اللوبي الصهيوني هو من يصر على تصنيف حماس والإخوان كجماعات "إرهابية"، وأكد أن الولايات المتحدة الأميركية ليس لديها مشكلة في التعامل مع الإخوان، وشدّد على أن اليمين المسيحي المتطرف ومن وصفهم بأصحاب التركيبة الإمبريالية لا يحترمون الأديان والعدالة، وشدّد على أن أميركا لم تفعل أي معروفًا للسودان برفع العقوبات ووصفه بعطاء من لا يملك لمن يستحق، وقال نحن من حقنا تنمية بلدنا، والتعامل مع العالم، وأضاف "لكنهم فرضوا علينا حصارًا ظالمًا ونحن قبلنا حصارهم ومقاطعتهم ولكن أميركا فرضت على الدول الأخرى مقاطعتنا أيضًا وبصورة متطرفة جداً".
وأشار إلى أن الطريقة السيئة التي عاملت بها أميركا السودان لم تعامل بها حتى كوبا بهذا التطرف، وقال إن ماتم من عقوبات فرضت على السودان يؤكد عدم التوزان الأميركي في العلاقات بين البلدين، وأشار إلى أن واشنطون تمارس التطرف مع الخرطوم خوفًا من اللوبي الصيهوني المتطرف، وفقًا لمصالح جهات لسيت أميركية وأكد أن توجهاتها تصب في صالح إسرائيل ونوّه إلى أن هذه الجهات لا تمثل في الحقيقة المصالح القومية الأميركية.