بغداد - نجلاء الطائي
أوضح ضابط مسؤول مخيم النازحين في منطقة القيارة جنوب الموصل أن تقدير الموقف لمخيم المدرج، حتى هذه الساعة بلغ "8372 عائلة، بواقع ما يقارب 46 ألف و117 نازحًا"، لافتًا إلى أن "بقية المخيمات تتراوح بين 4000 إلى 7000 نازح"، وقال ضابط لمخيم النازحين في منطقة القيارة جنوب الموصل رائد العذارى إن "مخيم النازحين في منطقة القيارة يُعد أكبر المخيمات في المدينة"، لافتًا إلى وجود 6 مخيمات تسمى جدعة من 1 إلى 6، ومخيم الحاج علي، في المنطقة نفسها، ومضيفًا أن "الجلاد والضحية أصبحا في مخيم واحد، وأن النزاعات العشائرية والقبلية أكبر تحدٍ يواجه المسؤولين عن المخيمات في الوقت الحالي".
وأكد رائد العذاري في حوار مع "العرب اليوم" أن المخيمات "أنشئت قبل حوالي 10 أشهر، لإيواء العائلات المُهجّرة والنازحة من العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش "، وأن كل مخيم له تقديرات بالأعداد داخل"، موضحَا أن تقدير الموقف لمخيم المدرج، حتى ظهر هذه الساعة بلغ "8372 عائلة، بواقع ما يقارب 46 ألف و117 نازحًا"، لافتا إلى أن "بقية المخيمات تتراوح بين 4000 إلى 7000 نازح".
وبين أن المخيم يضم "عائلات مقاتلي تنظيم داعش، وهم أيضا يتواجدون في أغلب المخيمات بصفة وهمية"، متابعًا أن: "العائلة ليس لها أي ذنب، قد يكون أحد أبنائها شذّ، وانتمى لهذه المجموعات الإجرامية، لكن عائلته ليس لها ذنب، ولا نستطيع أن نحاسب أحدا بجرم غيره"، كما شدد على أنه وبقية المسؤولين عن المخيمات "متواجدون داخلها لخدمتهم النازحين جميعا"، قائلاً: "هذا المخيم به عوائل من رجال، وأطفال، ونساء، أما المتطرفين فأغلبهم إما هرب للدول المجاورة، أو قتل في المعارك، أو ألقي القبض عليه".
وعن محاولات الاندساس وسط النازحين، قال العذاري: "عندنا حالات يزورون هوياتهم، ويتخفون داخل المخيمات، لكن لدينا أسماء، وعناوين كل واحد منهم، ولدينا جرد كامل لهذه العناصر"، كما تحدث عن أعداد عائلات التنظيم، حيث رفض الإجابة عن السؤال، قائلا: "هذا أمر غير قابل للنشر، لدينا أسماء، وإحصائية كاملة، لكننا نفضل أن نبقيه قيد السرية"، مضيفًا أن قصص عائلات أعضاء التنظيم كثيرة، والمشكلات بسببهم أيضا كثيرة، قائلا: "الضحية والجلاد أصبحوا في مكان واحد، عناصر التنظيم وعائلاتهم آذوا العائلات الأخرى، والمدنيون يريدون حقهم، وهذه أكبر مشكلات نواجهها بكثرة".
وشدّد العذاري على أنه ومسؤولي المخيم "يعملون على الحد من هذه المشكلات، عبر نقل عائلات المتطرفين إلى أماكن بعيدة عن المدنيين، كحل للنزاعات العشائرية، والقبلية وغيرها"، موضحًا أن هذه النزاعات تتسبب في نشوب مشكلات كثيرة خاصة بين أهالي المنطقة الواحدة، قائلا: "مثلا منطقة تل عبطة، كان بها أكثر عائلات المتطرفين ، الذي نزحوا إلى المخيم، وأيضا يستضيف المخيم الآلاف من مدنيي هذه القرية، والمدنيون يريدون حقهم من عوائل المتطرفين التي هجّرتهم".
وتحدث عن المشكلات الأخرى، فقال إن مشكلة النساء اللاتي أتين للمخيم وسجلن أنهن كن مختطفات لدى التنظيم كثيرة، موضحا: "أتت إلينا نساء كن مختطفات لدى عناصر التنظيم المتطرف، وقلن إنهن كن سبايا، وأن عناصر التنظيم اشتروهم مقابل المال"، وأضاف أن "هذه النساء يأتين بأطفالهن، بينما وجدنا عددا من الأطفال الذين رماهم أهلهم في مكان قريب من المخيم، ولم نعرف من أتى بهم إلى هنا، لكننا أخذناهم واحتضناهم"، مشيرًا إلى أن الأطفال مجهولي النسل "أخذهم مسؤولو المخيم واعتنوا هم، أو سلموهم لمنظمات إنسانية تتكفل بهم، أو عائلات تتبنى تربيتهم".
ولفت إلى المنظمات العاملة في المخيم، حيث أكّد الضابط "لدينا منظمات عديدة، أولها الهلال الأحمر العراقي، بالإضافة إلى منظمات أجنبية، ومسؤولون بالحشد الشعبي، ومتبرعون من الأهالي، ومواكب الخير التي تأتي لتوزيع المياه، والثلج، والطعام مجانا"، مستطردًا أنه "يُسمح للنازح بالخروج، أفسحنا لهم المجال في ذلك، ولكن عبر تدقيق أمني، وموافقات، ويسمح للمواطن بالتنقل والخروج والدخول وفقا لتلك التصاريح، مع العلم أننا وفرنا لهم كل مستلزماتهم ومتطلباتهم، بالإضافة إلى وحدات طبية متنقلة وغيرها".