غزة – محمد حبيب
أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن على القيادة الفلسطينية تغيير استراتيجيتها بشأن السلام مع الاحتلال الاسرائيلي انطلاقاً من انحياز الرئيس الأميركي الجديد "دونالد ترامب" لإسرائيل.
وكشف البرغوثي في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم" عن وجود وهم حول الرهان على "تغيير مواقف ترامب المنحازة لإسرائيل"، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب حول احياء عملية السلام من خلال استئناف المفاوضات المباشرة هو "للاستهلاك الإعلامي، "في وقت يشجع فيه الاحتلال على مواصلة الاستيطان".
وأوضح البرغوثي أن المراهنة على المفاوضات انتهت، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني أمام مرحلة خطيرة ويجب علينا تغيير الواقع على الأرض"، داعيًا إلى البحث عن حلفاء جدد، ومبيّنًا أن إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية وتشكيل ائتلاف من كل القوى الفلسطينية "يسمح ببناء استراتيجية جديدة للمشروع الوطني".
ونوّه البرغوثي الى بيان اللجنة الرباعية الدولية الاخير حول عملية السلام والذي كان منحازاً إلى إسرائيل، مبيّنًا أن تلك الهيئة موالية لإسرائيل تماماً، وتحكمها الولايات المتحدة الأميركية، وأن التقرير الصادر سيء من كافة النواحي، وأخطرها هو تبني الرواية الإسرائيلية فى كل شيء، واستخدامه للمصطلحات الإسرائيلية حيث يعرف النضال الوطني الفلسطيني إما أرهاب أو عنف أو تحريض، وتجاهل ما يقوم به الإسرائيليين من انتهاكات وحرق للمنازل من قبل المستوطنين، وبالتالي ذهب خطوة للامام فى اتجاه إسرائيل، بعدما حمل الشعب الفلسطيني المسؤولية عن الصراع الدائر الآن.
وأوضح البرغوثي أن أخطر ما تضمنه التقرير هو اعتبار الجزء الأكبر من الأراضي المحتلة هي مناطق وأراضي متنازع عليها، وبالتالي هو يشرع لوجود الإستيطان، فيما لم ينتقد إسرائيل سوى بالإحتفاظ بتلك المناطق، وعدم السماح للفلسطنيين بإستخدامها، وأن نتنياهو لن يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن العرب دائما ما يقدمون التنازلات ونتنياهو يريد كامل الضفة الغربية، وتضامن المنطقة العربية معه في الوقت الذي يريد أن يصفي القضية الفلسطينية لصالحه.
وأشار البرغوثس إلى أن نتنياهو يتصرف بوقاحة لأن ميزان القوى في صالحة، مؤكدا أنه لابد من تغيير ميزان القوى، وإنهاء الانقسام وتصعيد الضغط الشعبي لأن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، موضحًا أن الرد الفلسطيني يجب أن لا يكون بالأقوال ولابد من تصعيد حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، مشيرا إلى أن المقاطعة ما زالت في القطاع الشعبي ولم تصل بعد إلى مستوى المسؤولين، وداعيًا الى تبني إستراتيجية تشمل المقاومة الشعبية والكفاح ضد نظام الفصل والتمييز العنصري الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني وتبني حملة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل .
وشدد البرغوثي، على ضرورة أن تشمل هذه الإستراتيجية إعادة اللحمة الفلسطينية في إطار قيادة وطنية موحدة وتنفيذ بنود اتفاق الشاطئ والتي تتضمن قيام الحكومة بكامل واجباتها اتجاه قطاع غزة، وتحديد موعد للانتخابات، وتطبيق قرارات لجنة الحريات الأحد عشر، مطالبًا بإعادة بناء منظمة التحرير بكافة مؤسساتها بالطرق الديمقراطية ، وفتح الأبواب لجميع القوى للدخول إلى منظمة التحرير التي هي خارجها وهي حركة المبادرة وحركة الجهاد وحركة حماس، وذلك لاستعادة الروح القيادية الموحدة التي ينتظرها الشعب الفلسطيني من القوى والفصائل الفلسطينية، ومشيرًا إلى أن المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل تتصاعد وتتسع وتحقق انتصارات على مستوى العالم، حتى في بلدان مناصرة لإسرائيل مثل الولايات الأميركية المتحدة، وداعيا إلى دعم ومساندة المقاومة الشعبية بكافة أشكالها بالمشاركة فيها انطلاقا من الإيمان بقدرتها على تغيير ميزان القوى لصالحنا.