بغداد – نجلاء الطائي
أعلن ممثل كوتا الايزيدية في مجلس النواب العراقي النائب حجي كندور سمو٬ اليوم الخميس٬ عن وجود 3 ألاف إمراه ايزيدية لدى تنظيم "داعش"٬ مشيرًا الى قيام التنظيم بتدريب ألف طفل ايزيدي على أساليب القتل والانتقام. وقال سمو في تصريح لـ"العرب اليوم" إن "عدد النساء الايزيديات المختطفات كان اكثر من 5 الاف امراة"٬ موضحاً أنه "تم تحرير ألفي امرأة وبقي ثلاثة ألاف منهن قيد الاعتقال والأسر"٬ مبيناً أن "هولاء النساء المختطفات متواجدات في مدينة الموصل ومدينة الرقة السورية".
واشار الى "عدم وجود احصائية صحيحة للاطفال الذين خطفهم داعش"٬ لافتاً الى أن "حسب المعلومات بان هناك اطفالًا تتراوح اعمارهم بين 13 سنة الى 15 سنة يدربهم تنظيم داعش على الاسلحة وكيفية القتل والانتقام".
ودعا ممثل الكوتا الإيزيدية الكتل السياسية في مجلس النواب إلى تشريع قانون يحمي الأقليات ويضمن عيشهم ضمن العراق الواحد . وأشار الى أن "الدستور العراقي واضح وصريح في تكفله للحقوق والواجبات لكل افراد الشعب بلا تميز او تفرقة بما يضمن حقوقه الثقافية والسياسية وحرية اختيار العقيدة"، لافتا إلى أن "المهم في ذلك هو ان تكون هناك ترجمة لفقرات الدستور على أرض الواقع ليضمن حماية الاقليات الدينية في العراق".
واكد النائب الايزيدي ان الأقليات الدينية في العراق في تناقص مستمر قد يهدد بزوالها، وتراجع اعداد المسيحيين بشكل كبير مع استمرار هجرتهم بسبب استهداف الجماعات الارهابية لهم، مشيرًا الى وجود ما وصفه بالمؤامرة الدولية لتفريغ العراق من المسيحيين والاقليات الاخرى من خلال تشجيعهم على الهجرة وتسهيل منحهم حق اللجوء في دول المهجر.
ورأى النائب سمو أن الاقليات تعتبر من الفئات المستضعفة حيث لا تملك قوة امنية تدافع بها عن نفسها من الهجمات والتهديدات، والسبيل الوحيد لحمايتها هو بيد الاغلبية، ويشير سمو الى أن الاقليات اليوم تعيش في ظل اصطفافات دينية ومذهبية وتشدد ديني وطائفي في ظل وضع امني وسياسي مضطرب ما يمنعها من رؤية الضوء في نهاية النفق.
وأشار أن "المصالحة هي الطريق الصحيح وهي سبيل كل العقلاء والمخلصين لتسكين الفتنة وإزالة الإختلاف بين جميع المكونات والاطياف". وأكمل أن "العراق يمر الان في ظروف أمنية واقتصادية حرجة وهناك دماء بريئة تسيل في كل يوم من ابناء شعبنا العراقي ،ما يحتّم علينا تأييد ودعم مشروع المصالحة لعله يستطيع أن يخفف من سفك الدماء إن لم يستطع أن يوقفه"، مبينا ان "المكون الإيزيدي مع السِلم ويرفض لغة الأنتقام".
وبين أنه "من أجل انجاح مشروع المصالحة الوطنية ليؤتي ثمرته المرجوة يجب أستثناء من تلطخت يَدَيه بدماء العراقيّين وخاصةً دماء أبناء شعبنا الإيزيدي". وطالِب القبائل العراقية بإعلان البراءة من كل من تورّط بدماء الإيزيديين الزكية، كما دعا العشائر إلى مساعدة الدولة من خلال تقديم أسماء المجرمين الذين تورّطت أيديهم بدماء المكون الإيزيدي من أجل محاسبتهم ومعاقبتهم بالقانون .
بالمقابل عبرت بعثة الامم المتحدة في العراق عن قلقها إزاء التقارير التي تشير إلى تجنيد الأطفال في أكثر مخيمٍ للنازحين في العراق، كما تشير التقارير إلى نقل أطفالٍ إلى المناطق القريبة من خطوط القتال الأمامية، ربما لحثهم للإنضمام إلى الجماعات المسلحة التي ستحارب ضد تنظيم داعش.
وفي هذا الصدد، قالت ليز غراندي، المنسق الإنساني في العراق "إشراك الأطفال في القتال أمرٌ غير مقبول بتاتاً". "ونشعر بقلق بالغ من التقارير التي تشير إلى حدوث هذا". كما تعبّر الأمم المتحدة عن قلقها حول التقارير التي تتحدث عن المقابر الجماعية لآلافٍ من الضحايا المدنيين في مناطق العراق التي كانت سابقاً تحت سيطرة تنظيم داعش.
وقالت غراندي إنه "ليس هناك ما هو أهم من ضمان سلامة المدنيين خلال الصراع. ومن المرجح أن تبدأ معركة استعادة السيطرة على الموصل قريباً. ومن المتوقع أنْ يتعرّض مئات الآلاف من المدنيين للخطر، لذا يتوجب على كل شخص السعي باقصى الجهود لضمان العيش الكريم والحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها". وختمت غراندي بالقول إنه "لايمكن استخدام المدنيين كدروع بشرية تحت أي ظرف من الظروف. هذا يخالف كل المبادئ الإنسانية."