الجزائر ـ ربيعة خريس
تحدث الوزير الأسبق في الحكومة الجزائرية، وقائد الفيصل المعارض داخل حزب الرئيس الجزائري، عبد الرحمان بلعياط، عن الأزمة التي يتخبط فيها الحزب الحاكم في الجزائر، قائلًا "إن الأوضاع داخل جبهة التحرير الوطني، ازدادت تدهورًا رغم رحيل الأمين العام السابق للحزب الحاكم، عمار سعداني".
وأضاف بلعياط في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن مبادرة لمّ شمل الأخوة الفرقاء في جبهة التحرير الوطني، لازالت تراوح مكانها وكل المسكنات التي قدمها الوافد الجديد للحزب جمال ولد عباس، بعد رحيل سعداني فقدت نجاعتها، رغم أن الانتخابات البرلمانية على الأبواب. وذكر قائد الفيصل المعارض داخل الحزب الحاكم، أن المعارضة داخل الحزب تهدد بالدخول بقوائم موازية في حالة عدم وفاء الأمين العام للحزب الحاكم بوعوده، قائلًا إنهم لبوا في وقت سابق دعوة الانخراط في مسعى توحيد الصفوف، لكن إلى حد اليوم لم يطرأ أي جديد عن مبادرة لمّ الشمل.
وأوضح أن الفيصل المعارض داخل الحزب راسل أخيرًا رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، وأخطروا بأن ولد عباس لم يطبق تعليماته القاضية بلم شمل الأخوة الفرقاء، فرسالة الرئيس بإبعاد الأمين العام الأسبق للحزب عمار سعداني كانت واضحة للغاية، مشيرًا إلى أن الحزب لازال يراوح مكانه بدليل الاحتجاجات التي يشهدها على مستوى القواعد النضالية، واستقالات المناضلين والتحاقهم بتشكيلات سياسية أخرى.
وأكد أن الحزب الحاكم عرف، أخيرًا، خاصة في فترة تولي عمار سعداني تسيير شؤونه العديد من المواقف السلبية التي شوهت سمعته، وانحرافات خطيرة والإصرار على التمادي من طرف قيادة الحزب في إذكاء نار الفتنة والتشتيت، ومحاربة الكوادر السياسية، وممارسة أساليب الإقصاء، من خلال استعمال الوسائل غير القانونية والمحسوبية.
ووجه قائد الفيصل المعارض داخل الحزب الحاكم، دعوة لمناضلي الحزب وإطاراته وكوادره، للالتفاف حول مسعاهم ومناشدة الرئيس الجزائري لإنقاذ الحزب من الوضع الذي آل إليه وتحصين مكانته لخدمة المصلحة العليا للجزائر والشعب الجزائري وتفرغه لنهضة الجزائر ورقيها في جميع الميادين داخليًا وخارجيًا، خاصة وأن الحزب الحاكم يعكف رفقة تشكيلات سياسية أخرى، محسوبة على جناح السلطة الجزائرية على تنفيذ برنامج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وبيّن بلعياط، أن الوضع الحالي الذي يتخبط فيه الحزب سينعكس سلبًا عليه في الانتخابات البرلمانية المقبلة خاصة في ظل الحراك والنشاط المكثف الذي يقوم التجمع الوطني الديمقراطي باعتباره ثاني قوة سياسية في الجزائر، بهدف الفوز برهان الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأيضا في ظل الحراك الذي تقوم به التشكيلات الإسلامية المعارضة، التي سعت للمّ شتاتها، تحسبًا للدخول بقوائم موحدة في الاستحقاقات المقبلة.
واختتم بلعياط حديثه، قائلًا إن كل المنضالين يرغبون في تجاوز الفترة الصعبة التي مر بها الحزب الحاكم خلال فترة تولي عمار سعداني تسيير شؤون الأمانة العامة ودامت ثلاثة أعوام، قائلًا "نحن مطالبون في الظرف الراهن إرجاع الحزب إلى سكته الصحيحة".