القاهرة – أكرم علي
كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن مصر مستمرة في استضافة اللاجئين، خلال الفترة المقبلة، متوقعًا زيادة أعداد النازحين، عقب بدء العملية العسكرية الجارية في مدينة الموصل العراقية، مؤكدًا أن هناك 65 مليون نازح حول العالم، وهو رقم يفوق أعداد النازحين في الحرب العالمية الثانية.
وأوضح غراندي في حديث إلى "العرب اليوم" أن نسبة اللاجئين في المنطقة العربية، تزداد كل يوم بسبب النزاعات، في كل من ليبيا والعراق وسوريا واليمن، والأوضاع الإنسانية أصبحت في حالة يرثى لها الآن، مشيرا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أبلغه أن مصر سوف تظل منفتحة، لتقديم الحماية والمساعدة والملجأ اللازمين للاجئين.
وحول اللقاءات التي أجراها غراندي في مصر، قال إنه التقى وزير التعليم ووزير الصحة والرئيس عبد الفتاح السيسي، واتفق مع المسؤولين المصريين على ضرورة التعاون بين المفوضية والوزارات المعنية بالخدمات الإجتماعية لضمان وصول الخدمات للاجئين، مثل التعاون مع وزارة التعليم في مصر من أجل تعليم الأطفال اللاجئين، محذرًا من أنهم إذا لم يتمكنوا من الحصول على التعليم المناسب وتركتهم المفوضية للجهل، فيمكن أن يتحولوا إلى متطرفين، وكذلك بطالتهم قد تكون خطرا عليهم وعلى أيّ بلد يستضيفهم.
وفيما يخص جدول زيارته في المنطقة، أكد فيليبو غراندي أنه سوف يتوجه إلى الأردن بعد زيارة مصر، مؤكدًا أنه يبحث وضع اللاجئين في المنطقة ككل، وبخاصة في الدول التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين.
وحول الوضع في مدينة الموصل العراقية، قال مفوض شؤون اللاجئين، إن الوضع في الموصل صعب للغاية، وأنه يركز على وضع المدنيين في الوقت الحالي، ونحن الآن على وضع الاستعداد في حالة أن العمليات العسكرية سوف تكون سببا في نزوح عدد كبير من السكان، وتوقع المفوض أنه بمجرد انطلاق العمليات العسكرية أكثر مما هي عليه، سوف يزيد عدد اللاجئين، موضحا أن المفوضية في حاجة لـ100 مليون دولار إضافية لدعم اللاجئين لا سيما مع اقتراب موسم الشتاء.
وعن الوضع الراهن في سورية، قال غراندي إن هدنة وقف إطلاق النار مؤخرا من قبل موسكو، بمثابة نجاح لتحديد الأهداف، ومن الضروري استمرار تلك الهدنة لفترة طويلة، للتمكن من تقديم المساعدات إلى المحاصرين في العديد من المناطق السورية، مشيرا إلى أن الدول التي لديها موارد محدودة، هي التي تفتح حدودها، وإنه نحو 90% من حجم اللاجئين حول العالم، يعيشون في الدول الفقيرة وليس الدول الغنية، لافتا إلى أن هذه الدول تقدم الدعم والمساندة للدول الفقيرة، لكن نريد منهم أن يفتحوا الحدود، مشيرا إلى أن سورية تمر بحرب منذ ست سنوات، ومجلس الأمن لم ينجح طوال هذه المدة في التوصل إلى اتحاد حقيقي، فدائما كان هناك انقسام بين الأطراف المعنية بالأزمة، ولم يتوصلوا إلى حل هناك.