الخرطوم ـ محمدابراهيم
جدّد الناطق الرسمي باسم حزب التحرير ولاية السودان إبراهيم ابوخليل تصريحاته بأن الخلافة هي الكيان السياسي الذي يجمع الامة مشددًا على أنها دولة رعاية شؤون المسلمين في الارض، وعرّف خليل الخلافة بأنها رئاسة عامة للمسلمين في العالم مشيرا الى أن من أسّسها هو النبي صلى الله عليه وسلم كأول دولة اسلامية وعزى خليل التسمية بالخلافة نسبة لمن خلفوا النبي (ص)، موضحا بأن الخلافة استمرت مئات السنين حتى هدمها الكفار وأنشأوا دويلات في منطقة العالم الإسلامي مما جعل الأمة تعيش في وضع غير طبيعي مشددًا على ان الامة ينبغي ان تستظل تحت كيان سياسي واحد وقال "لا يجوز ان تتعدد الكيانات السياسية للمسلمين ولكن هذا هو الواقع الآن" مؤكدًا أن حزب التحرير قرّر اسئناف الحياة الاسلامية بإقامة الخلافة لاستحالة استئناف الحياة الإسلامية للأمة وقال الآن تم حصره في نطاق ضيق جدا وهو نطاق العبادات والطلاق والزواج وقال " ولكن الإسلام الذي يقود الناس تشريعا وسياسة واجتماعا وحتى الاتصال بالعالم الخارجي عبر أحكام شرعية محددة هذا غير موجود الان بل تتحكم انظمة الغرب في كل بلاد المسلمين .
وقال ابوخليل في مقابلة خاصة لــ"العرب اليوم"، إنه من الطبيعي ان يعمل كل مسلم على قيام دولة الخلافة مؤكدا أنه يعمل لكي تقوم الخلافة في السودان حيث تتوفر فيه مقومات دولة الخلافة من وجود رجال وموارد مضيفا بأنه لايوجد مايمنع قيام الخلافة في السودان مشيرًا الى ان حزب التحرير ( ولاية السودان – كما قال - ، يعمل لاجل هذه الغاية والهدف
وفيما يتعلّق بمسألة القروض الربوية قال ابوخليل ان مسالة القروض الربوية هي مسألة حسمها القرآن مشيرا الى ان الدولة التي لا تقوم على اساس الاسلام تتعامل بما يتعامل به العالم كله حيث تحاول الالتفاف على احكام الدين الحنيف تحت فقه الضرورة وغيرها، مؤكدا على أن الاسلام لم يتحدث عن استثناء للربا وقال "الضرورة التي يتحدثون عنها تتعلق بالأفراد والحياة كأكل الميتة حال الاشراف على الهلاك مشيرا الى أن مسألة الربا تتسق تماما مع النظام الذي لا يقوم على اساس الإسلام موضحا بأن التجارة الموجودة في السوق والبنوك وشركات التأمين الآن مخالفة للاسلام وضرب خليل مثلا بالربا وقال " مسألة الربا موجودة و الله قال إنها حرب من الله ورسوله والقروض التي تؤخذ من الدول الغربية لا تُسدد اصلا كاشفا عن أن ديون السودان فاقت (46 مليار دولار) في وقت لا تصل فيه قيمة الدين الأصلية الى ربع هذا المبلغ وقال"الدولة تُصدّر الذهب والبترول و الكثير من المعادن ولكن اموالها تُنهب من قبل الغرب الكافر – كما وصفه - وتحسّر ابو خليل على الموارد والاراض الشاسعة والمياه المتوفرة بالسودان وقال "هنالك غيرنا يزرع في قمم الجبال ونحن نملك السهول ومشروع الجزيرة العمود الفقري للاقتصاد الذي دمرته السياسات الخاطئة مؤكدا على ان كل البنى التحتية التي تمثل مصادر دخل للسودان تم القضاء عليها وعزى ابو خليل فصل الجنوب لما اسماها بالسياسات الرعناء التي اتخذتها الحكومة السودانية حين سمحت لأميركا – كما قال – بالعمل على فصل جنوب السودان الذي ذهب بثرواته وتأثر به الاقتصاد وقفز سعر الدولار من جنيهين في عام 2011 الى خمسة عشر جنيه الأمر الذي دعى الحكومة لزيادة الضرائب وفرض الجبايات بل واخذ (الاتاوات) على المواطنيين وقال " هذا الامر – شرعا- حرام ، ولايجوز اخذ هذه الاموال وأكد ابو خليل أن الدولة القائمة على اساس الإسلام تتمثل مهمتها في حشد طاقات الناس من أجل الإنتاج ليفيدوا أنفسهم ودولة الاسلام قاطعًا بأن السودان دولة جبايات فقط وقال " انظروا الى مايحدث للمزارعين وهم وراء القضبان لأن عقلية الدولة ليست عقلية رعاية بل جباية.
وفيما يخص الحوار الوطني الدائر الآن في السودان قال ابوخليل إنه ليس حوارا وطنيا وانما هو حوار أميركى مؤكدا على انهم يمتلكون الدلائل لأن واشنطون هي التي ابتدرته في معهد السلام الأميركى حين قام كل من بريستون ليمان وجون تيمان بكتابة ورقة اطلقوا عليها (سلام السودا).