بيروت _ لبنان اليوم
تحبس القوى السياسية في لبنان أنفاسها لما سيؤول اليه نتائج "الاجتماع الثنائي" الثامن عشر في قصر بعبدا اليوم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وان كانت الاجواءتشي بان عقبات ما زالت تحول دون التوافق على تشكيل الحكومة، اذا لم يحصل مفاجأة من العيار الثقيل تعيد خلط الاوراق والحسابات.وسط مشهد الترقب، خرق المشهد اللبناني المأزوم حراك سياسي لبناني-فلسطيني لتعزيز التعاون والتنسيق في هذه المرحلة الدقيقة، وتحصين الاستقرار الامني في المخيمات الفلسطينية والجوار اللبناني، وعدم الانجرار الى أيّ توتير في ظلّ استفحال الخلافات حول تشكيل الحكومة والخشية من فوضى في بعض المناطق ووصولها الى المخيمات الفلسطينية.
وتعتبر صيدا تاريخيا، وبقواها السياسية كافة حاضنة للقضية الفلسطينية وداعمة لشعبها اللاجئ، وقد قدمت الثكثير من التضحيات في سبيل الدفاع عنهما، وهي ترتبط بعلاقات تحالفية واجتماعية ومصاهرة متداخلة مع عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ومركز الثقل والقرار، ويكاد يكون المخيم حيا من احيائها، وقد شكلت المدينة قبلة الحراك وترجمت أولى مفاعليه بلقاء موسع عقد في صيدا بين "التنظيم الشعبي الناصري" برئاسة امينه العام النائب الدكتور أسامة سعد ووفد من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" برئاسة أمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، على ان يلي ذلك لقاء مماثل بين سعد ووفد من "تحالف القوى الفلسطيني" برئاسة امين السر الحالي رفيق رميض، على ان يستكمل مع باقي القوى الفلسطينية وخاصة الاسلامية منها.
وتؤكد مصادر صيداوية لـ"النشرة"، ان الاجواء المشحونة فرضت مثل هذا التنسيق المسبق وهو ليس الاول من نوعه لسد الباب امام كل الرياح التي قد تثير الفتنة اوالتوتير، خاصة ان الاجواء باتت مهيئة لانفجار اجتماعي مخيف، في ظل تفاقم الأزمتينالمعيشية مع الارتفاع الجنوني للدولار والغلاء مع الارباك في حركتي البيع والشراء والاشكالات المتنقلة في السوبرماركت،والفوضى في بعض التحركات الاحتجاجيّة لجهة قطع الطرقات وما رافقها من توترات أمنية واحيانا مذهبية او طائفية، والانذار الذي اطلقه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
وأكد مسؤول بارز في "التنظيم الشعبي الناصري" لـ"النشرة"، ان اللقاءات التي ستشمل كل القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية وبدأت بـ"المنظمة" بما فيها "فتح"، و"التحالف" بما فيها "حماس" و"الجهاد" و"القوى الاسلامية"، تهدف الى رفع منسوب التأهب والحذر وتعزيز التعاون لتحصين الاستقرار الامني في المخيمات، وخاصة عين الحلوة والجوار اللبناني في صيدا ومنطقتها من اية توترات غير محسوبة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان والتي تؤثر سلبا على لقمة عيش الشعب اللبناني وعلى كل المتواجدين فيه ومنهم اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، الذين يعيشون معاناة مضاعفة في ظل حرمانهم من الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية والتقصير في مواجهة جائحة "كورونا"،
مع الارتفاع الجنوني للدولار وانخفاض القيمة الشرائية لليرة، وسط توافق على رفض كل التسريبات والصيغ التي تطرح في أكثر من منطقة بالتهديد الى اللجوء للامن الذاتي، على قاعدة اننا تحت سقف الدولة وفي كنفها وتحت رعاية مؤسساتها الادارية والامنية والعسكرية في تنسيق وتعاون دائمين معها.وعلمت النشرة" ان سعد أسندملف العلاقات اللبنانية–الفلسطينية في "التنظيم الشعبي الناصري الى ثلاثة من قيادييه هم مدير مكتبه طلال ارقة دان وناصيف عيسى "ابو جمال" ومحمد مطيع غبورة،علما ان القيادي في "التنظيم" الراحل محمد ضاهر "ابو مصطفى" كان يتولى هذه المهمة.
وتعليقا على اللقاء، قال سعد أن الإخوة الفلسطينيين متفهمون جدا لدقة الأوضاع في لبنانويساهمون بشكل كبير في اشاعة اجواء الاستقرار في البلد، بخاصة ان المعاناة تطال الجميع فلسطينيين ولبنانيين، مؤكدا على أن التعاون سيكون مستمرا، بخاصة ان المخاطر محدقة، وبالتالي حماية شعبنا اللبناني وشعبنا الفلسطيني هي مسؤولية مشتركة، وسنواصل اللقاءات لتوطيد هذه الرؤية التي من الضروري تكريسها في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في لبنان.
في سياق آخر لا بدّ من الاشارة الى أن ما يحصل حيال المراحل الصحية مع بدء المرحلة الثالثة من تفشّي كورونا" وارتفاع اعداد الاصابات والوفيّات وبلوغ المستشفيات طاقتها القصوى مجددا، ينذر بالاسوأ لجهة "التعثر" بعملية التلقيح الوطني وفق ما كان مرجوا، بسبب نقص كمّيات اللقاحات المعتمدة "فايزر" حتى الان من جهة، والانتكاسة حول لقاح "أسترازينيكا" وتريّث وزارة الصحة رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية انه فعال وآمن" من جهة اخرى، وهو ما انعكس تباطؤا في رفع وتيرة التلقيح، حيث كشفت مصادر طبية ان المستشفى التركي التخصصي للجروح والحروق لم يباشر حتى اليوم عملية التلقيح رغم افتتاحه رسميا برعاية وزير الصحة حمد حسن، كمركز مساعد للتقليح الى جانب مستشفى صيدا الحكومي منذ أسبوعين، في وقت بلغت عمليات التلقيح 4338 شخصا بحسب المنصة، وهو عدد قليل جدا على عدد سكان قضاء صيدا البالغ نحو 350 الف نسمة، من بينهم نحو 200 الف يريد اخذ اللقاح.
قد يهمك أيضا
الحريري يؤكد أن تشكيلة عون الحكومية مخالفة للدستور ولن يقبلها