بغداد – نجلاء الطائي
أكد المحلل السياسي الكردي العراقي هوشيار مالو، أن حق تقرير المصير لإقليم كردستان مكفول للجميع، وفقًا للدساتير والقوانين الدولية ذات الصلة، معتبرًا أن الأكراد لا يريدون المواجهة مع حكومة بغداد.
وأضاف مالو في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، قائلًا "أن لا نهاية قريبة للصراع في العراق، بسبب تعقد المسألة وتداولها، وبنفس الوقت صعوبة التوصل إلى توافقات، سواء دولية أو إقليمية أو محلية، فهذا يتطلب وقتًا، وبالتالي فإن الأزمة مفتوحة، وكذلك الحرب، وسط جمود الحلول، معتقدًا بأن هذا الجمود سيطول بسبب اقتراب الانتخابات الأميركية، وبالتالي وجوب انتظار الإدارة الجديدة في بداية السنة المقبلة، وستكون الشهور المقبلة صعبة جدًا على الجميع في العراق".
وتابع المحلل السياسي الكردي أن "الكل بدأ يعترف بأن الكرد كانوا مهمشين ومظلومين، سواء بالنسبة لوجودهم كمواطنين، أو من حيث حياتهم التي لم يكونوا قادرين على ممارستها بالحد الأدنى من الطبيعيّة، ولم يكونوا يُعتبرون كمواطنين، ولا حتى كغرباء مقيمين، وبالتالي فإن كل هذا الموروث أثر على موقف الكرد من الحكومة المركزية، وعليه فإن حل مسألة الكرد في العراق سيكون جزءًا من حل الصراع العراقية، ولا أحد يستطيع القول حاليًا أن لديه تصورًا كاملًا عن طبيعة الحل، وكان من الأفضل لو أن هناك تفاهمًا بين الأطراف العراقية من الكرد والعرب على الاستفتاء والاعتراف بالدولة الكردية، وتحديد المصير هو طموح من الطموحات، وربما نشهد سيناريو جديدًا ليس متوقع مما يثير عداءً اقليميًا".
وأوضح مالو قائلًا "في حال أصبح هناك دولة كردية معترفًا به في العراق، تصبح بقية الأمور مجرد تفاصيل، ولكن أعتقد أن هذا لن يحدث قبل مرور سنوات، لأن هذه هي طبيعة الأمور، فالمسألة ليست كُن فكانت، بمعنى أن اتخاذ قرار بإنشاء دولة، خصوصًا الدولة الكردية، تتطلب تغيير جغرافية أربع دول لكي تستقيم الدولة الكردية، الأمر الذي يواجه صعوبات هنا وهناك، ولا أخترع شيئًا إذا قلت بأن هناك عوامل عدّة، وأسباب لانزعاج البعض فيما يتعلق بالمسألة الكردية، لعل أهمها أن الناشطين في الإقليم الكردي في العراق مرتبطون بحزب العمال الكردستاني الذي يعتبر العدو الأول لتركيا، والمسألة الكردية بحد ذاتها تقض مضاجع الأتراك، لأن ذلك يعني لهم أنه إذا كانت هناك دولة كردية في المستقبل، فهذا يعني أن تركيا ستفقد جزءًا من جغرافيتها، وعليه فإن الكيان التركي نفسه سيصبح مهددًا".
وواصل "لا أدري إن كان إنشاء تحالف كردي ممكنًا، فقد جرت محاولات، ولكن ذهب حزب الاتحاد الوطني بعيداً في ممارسة سياسته التي انفرد بها، كما أن هناك حالة من التململ من قبل الاتحاد الوطني من ممارسات حزب الديمقراطي، ولكن بدون شك إذا تحالف حزب الاتحاد الوطني مع حزب الديمقراطي فهذا يعني أنه لا يزال ملتزمًا بأجندة عراقية داخلية تعني الشعب أولًا وأخيرًا، وبالتالي سيخفف من القلق الذي يسببه ليس فقط لتركيا، وإنما للعديد من الأطراف الإقليمية".
وتحدث مالو عن الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان، قائلًا "على الأقل سيعرب الشعب الكردي بهذا الاستفتاء عن موقفه وإرادته وطموحه، ويصبح ذلك واضحًا بالنسبة للعالم، وكذلك بالنسبة للعالم العربي، والعراق، أما تنفيذ مضمون هذا الاستفتاء بالاستقلال التام، فأعتقد أنه يتطلب مزيدًا من الوقت، لأن أي دولة تريد أن تستقل، لا بد أن يكون لديها قدرة على تأمين ميزانيتها ومواردها، وكذلك تأمين كل أنشطة الحياة فيها، بحيث يكون للاستقلال معنى".
واختتم مالو حديثه قائلًا "لا أعتقد بأنه سيكون هناك موقفًا سلبيًا من دول الخليج حول مسألة تقرير المصير، لأنها مهيئة نفسيًا وسياسيًا، لأنه أصبح معروفًا ومفهومًا بأن إقليم كردستان ذاهب ليكون كيانًا مستقلًا أو دولة مستقلة، أو كيان لديه استقلالية كاملة داخل العراق، كل هذا صنع جوًا لدى دول الخليج بشكل خاص بأن هذا هو المستقبل، خصوصًا وأن حكومة إقليم كردستان عرفت كيف تمد جسورًا مع كافة الدول لكي لا يكون هناك جوًا عدائيًا مجانيًا بين الإقليم وتلك الدول، مما يخفف من الاعتراضات، ولكن لا بد من أن يكون هناك بعض البيئات السياسية، ليس بالضرورة في دول الخليج، ولكن ربما في دول أخرى يمكن أن تكون معارضة لمثل هذا الاستقلال لكردستان.