الوزير السابق اللواء أشرف ريفي

أكد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، إنّ إعلان جدة أعاد تصويب الأمور وسحب الموقف الفرنسي إلى الرياض، وذلك ما عزّز موقع السياديين والاستقلاليين والوطنيين في لبنان باعتبار لاءات إعلان جدة وصولاً إلى ما صدر عن إعلان الرياض، تتماهى مع ما نطالب به منذ سنوات طويلة وقد دفعنا فواتير باهظة الثمن من خلال كوكبة من الشهداء والجرحى، بعدما استباح "حزب الله" البلد وأمعن فيه قتلاً وفتكاً وتفجيراً عبر سياساته الإجرامية، وهو الحزب الإرهابي الذي يصدّر الممنوعات إلى السعودية ودول العالم ومن قوّض الحياة السياسية والاقتصادية والاستقرار على الساحة الداخلية. من هذا المنطلق فإنّ إعلان جدة إنّما هو إعلان بيروت.
أما ماذا بعد قرار المجلس الدستوري والبلد إلى أين؟ فيضيف اللواء ريفي قائلاً: بصراحة، إنّ وضع لبنان يشبه إلى حدّ كبير الوضع العراقي من مختلف جوانبه، من خلال ما يقوم به الحشد الشعبي من تفجيرات وإرهاب، وبالتالي إنّ الانتخابات النيابية والوقفة لأحرار الشيعة في العراق غيّرت من الواقع القائم هناك، فانهزم هذا الحشد التوأم لـ"حزب الله" في الانتخابات النيابية، كذلك تراجع دور إيران وسطوتها في العراق، أضف إلى ذلك الدور الوطني لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يعمل على إعادة العراق إلى عروبته ووطنيته ودوره في كل المجالات، ومن هنا يذكّرني ما حصل أخيراً بما جرى مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما قتله "حزب الله"، فالمجرم واحد من العراق إلى لبنان، لافتًا إلى أنّ إيران فقدت أوراقها في اليمن من خلال الأداة الحوثية التي يدعمها "حزب الله" ويتدخل بشكل سافر في اليمن كما في سوريا، إلى دوره في السعي لضرب ما بقي من الزمن الجميل في لبنان وخصائص هذا البلد، وصولاً إلى سوريا حيث هناك عمل دؤوب من روسيا لإنهاء دور الحرس الثوري الإيراني والحزب، وهذا ما ظهر في الآونة الأخيرة بشكل جلي، ومن هنا يبقى لإيران عبر حليفها "حزب الله" الساحة اللبنانية، وعليه نرى الحزب يعمل على إزاحة القاضي الشجاع طارق البيطار، والسؤال الكبير لماذا هذا الاندفاع والاستقتال لقبع هذا القاضي الشريف كما يسعى الحزب؟ وبرأيي ووفق المعلومات، وذلك ما أدليت به في شهادتي حول انفجار بيروت، فإنّ "حزب الله" هو من أدخل النيترات وإسرائيل فجرتها بطريقة أو بأخرى.
ويتابع لـ "النهار" مشيراً إلى أنّه من خلال هذه القراءة وما يجري في الداخل والخارج، يرى تماسك الموقف الخليجي والتفاف جميع دول مجلس التعاون حول المملكة العربية السعودية، إضافةً إلى الدور الكبير الذي يقوم به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما تبدى من خلال الموقف الفرنسي المنسجم مع لاءات المملكة تجاه الوضع في لبنان، وصولاً إلى تفاعل دور القوى السيادية وتراجع "حزب الله" حتى ضمن بيئته الحاضنة، ونُقلت إلي معلومات موثوقة عن أرقام لافتة حيال تدني شعبيته ضمن الطائفة الشيعية الكريمة، ومن هنا ولخروجه من هذه الأزمات فإنّي أرى وأقرأ أنّه قد يقوم بعمل أمني أو اغتيالات وتفجيرات ومفاجآت واسعة، وهذا ما لا أستبعده على الإطلاق، كذلك بداية تضعضع "التيار الوطني الحر"، وما قرار المجلس الدستوري إلا دليل ومؤشر على بداية هذا الاهتزاز والتراجع المريب، خصوصاً أنّ تحالفه مع "حزب الله" كان له الأثر السلبي على الساحة المسيحية ولا يمكن لأي حزب مسيحي أو وطني أن يخرج عن ثوابت أساسية كالتعددية والوفاق الوطني ولبنان الرسالة والتواصل مع محيطه العربي وخصوصاً الخليجي، وليس ارتماءه في الحضن الإيراني.
وخلص اللواء ريفي قائلاً: إنّنا كجبهة سيادية نلتقي مع سائر القوى وأقله مع ثوابت أساسية تجمعنا، وإنّ مقاومتنا للاحتلال الإيراني انطلقت، وما يحصل اليوم على الساحة الداخلية وفي الخارج مؤشر على أنّ لبنان سيعود سيادياً وعربياً لا إيرانياً أو "حزبلاوياً".

وقد يهمك أيضا:

ريفي يوجه رساله إلى "التيار الوطني الحر" قائلاً "سلّمتم لبنان لإيران عن سابق تصور"

ريفي يؤكد كلنا إلى جانب البطريرك الراعي