بغداد – نجلاء الطائي
اعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية، علي داوود، ان عدد قتلى تنظيم داعش في الجزيرة يتراوح بين 700 الى 800 مسلح ، مؤكدا ان "تلك الارقام أُخذت من مصادر دقيقة للغاية"، لافتا في ذات الوقت الى استخدام "داعش" شبكة أنفاق قديمة عمرها 10 أعوام .
وأكد علي داود في تصريح لـ العرب اليوم" ، ان تنظيم "داعش ظل محاصرا في منطقة تدعى زاوية البو بالي، تقع الى شمال جزيرة الخالدية، وتقدر مساحتها بنحو 2 كم"، موضحًا أن تلك المنطقة كانت محصنة بشكل شديد، من قبل تنظيمات متطرفة سابقة، ومشيرًا الى ان "الانفاق في الزاوية يصل مداها الى 3 كم، وعملية الحفر جرت عام 2005".
وكشف داوود عن تحصّن تنظيم القاعدة وداعش في تلك المنطقة، وخططا منذ سنوات لإسقاط الرمادي، وقاعدة الحبانية العسكرية التي تضم مهبطاً للطائرات، لافتًا الى أنّ "سقوط قاعدة الحبانية كان سيعطي دافعا معنويا للمسلحين، لكنه لم يحدث"، واكد ان "الجزيرة الآن باتت مؤمنة تماما"، مشيرا الى ان المنطقة كانت تضم سجناء سابقين فروا من سجن أبو غريب عام 2013، واختبأ فيها أشرس مقاتلي التنظيم، ومؤكّدًا أن "أغلب القتلى في جزيرة الخالدية من الشيشانيين والآسيويين بالاضافة الى جنسيات عربية وعراقيين".
وأشار داوود الى أن العدد الهائل لقتلى تنظيم داعش في الجزيرة "لم تشهد مثله أي معركة بالانبار ولا حتى في عملية تحرير مركز الرمادي"، التي كانت تعد أبرز مناطق نفوذ التنظيم. وعزا ارتفاع أعداد القتلى إلى أن 80% منهم كانوا ممّن فروا من الفلوجة بعد تحريرها، مؤكّدًا أن العمليات التي يخوضها الجيش العراقي في جزيرة الخالدية، من شأنها تقديم أجوبة مقنعة عن سرعة تحرير الفلوجة قبل نحو شهرين.
وبين داود ان "المناطق التي يتواجد فيها ابناء المنطقة الغربية كانوا يتعرضون يوميا لعشرات الهاونات والقذائف من منطقة جزيرة الخالدية"، موضحًا ان "أولى المناطق التي احتلها داعش في الانبار هي البو بالى وكنعان الواقعتان شمال الجزيرة، وكانتا مقرا لإسماعيل البيلاوي مساعد البغدادي، الذي قتل في المعارك الاخيرة"، ومشيرًا إلى ان "التنظيم ظل 3 سنوات يتمدد في الجزيرة، بينما لم تجر عمليات عسكرية ولا مرة في تلك المنطقة".
ولفت داوودالى ان "تحرير الجزيرة في 2007 كان على يد العشائر ولم تدخل قوات نظامية"، مؤكدا "وجود مركز شرطة وحيد في المنطقة لكنه تحول في ما بعد الى تابع للمسلحين"، ويرى داوود ان "الفساد المالي والإداري في الانبار تسبب بإفلات عدد من المجرمين بعد عام 2007، بالاضافة الى اطلاق سراح قيادات في القاعدة مقابل رشاوى كبيرة، ادى لتجمعهم بعد ذلك في جزيرة الخالدية"، كاشفًا انه لا يعلم بشكل دقيق ماذا كان يجري في الجزيرة خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكدا ان "القوات العسكرية قد تفاجأت بما وجدته بعد تحرير المنطقة".
وفيما كانت العشائر تطالب بالسلاح بين عامي 2014 و2015، للاستمرار في مقاتلة داعش، يقول المسؤول المحلي ان "داعش استحوذ على نحو 30 مدرعة، وعدد من الهاونات في الجزيرة والحامضية القريبة منها من مخلفات الجيش في بعض المعارك"، وعن هوية المسلحين الذين تمركزوا في الجزيرة، يقول داود "بالتأكيد كان هناك عرب وأجانب يأتون عن طريق سوريا عبر الصحراء الشاسعة. وهناك مسلحون عراقيون ايضا"، وكانت قوات الصحوات قد أعلنت تحرير جزيرة الخالدية من تنظيم القاعدة عام 2007.
وخضعت شرطة المنطقة الى سطوة المسلحين طيلة الاعوام الماضية حتى انهار كل شيء بظهور داعش في 2013، واستخدمت كل من القاعدة وداعش جزيرة الخالدية، الواقعة بين مفترق طرق الرمادي والفلوجة منذ 2005، لتنفيذ مخطط إسقاط مدينة الرمادي والسيطرة على قاعدة عسكرية ستراتيجية قرب الخالدية، وسيطر داعش على مدينة الرمادي في نيسان 2015 انطلاقاً من جزيرة الخالدية. وتحدثت مصادر أمنية عن "خرق أمني غير مفهوم" أدى لسيطرة مسلحي التنظيم على مركز محافظة الانبار، واستحوذ التنظيم على عدد من الدبابات الاميركية والآليات الثقيلة التي تركتها القوات العراقية خلفها، قبل ان تنسحب بشكل مريب من الرمادي.