القاهرة ـ أكرم علي وسمير صالح
دعا أمين عام اتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي إلى ضرورة التعامل الجاد والعاجل من قبل الحكومة المصرية مع الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال المؤتمر الاقتصادي في مؤتمر شرم الشيخ، حتى يتم الشعور الحقيقي بالنجاح الذي حققه المؤتمر دون أي تباطؤ في الخطوات من قبل الحكومة والوزراء والمسؤولين المعنين.
وأوضح السفير بيومي، في تصريحات لـ"مصر اليوم"، أنه كان متفائلًا للغاية بالمؤتمر الاقتصادي، ومتوقعًا نجاحه قبل أن يبدأ، "لأن مصر أرض خصبة للاستثمار، وذلك بعد تعديل قوانين الاستثمار مؤخرًا، وإقرارها من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي"، مشيرًا إلى أن المؤتمر استطاع جذب استثمارات بمليارات الدولارات، والآن الأمر متروك للحكومة المصرية حتى تحول الحلم إلى واقع من خلال تنفيذ بنود قانون الاستثمار الجديد الذي يعمل على تلبية طموحات رجال الأعمال والمستثمرين.
وحول عوائد الاستثمارات التي تم توقيعها على المواطنين المصريين خلال الفترة المقبلة، أكد أمين عام اتحاد المستثمرين العرب أن حصول مصر على استثمارات مباشرة وقروض بقيمة 60 مليار دولار، فضلًا عن المساعدات العربية الأخرى، سيكون أثرها الإيجابي خلال 4 سنوات على الأكثر، ليشعر المواطن بالتغيير الحقيقي في أزمة الطاقة والإسكان وغيرها من المشاكل التي يتعرض خلال الفترة الحالية، وهو ما يؤشر على أنه ليست هناك نتائج سريعة من حصيلة المؤتمر.
وشدد السفير بيومي على أن النتائج الواقعية للمؤتمر لن تظهر مباشرة على الأرض، منوهًا إلى أن النشاط الاقتصادي في مصر يمر بمرحلة صعبة للغاية بسبب عجز الموازنة، وعجز في الميزان التجاري مع ارتفاع في نسبة البطالة، ولذلك فعلى الحكومة المصرية أن تفعل كل ما في وسعها لتحقيق ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمر.
ووصف بيومي المؤتمر الاقتصادي بـ"صالة العرض" للاقتصاد المصري عالميًا، مطالبًا الوزراء بالخروج على الرأي العام المصري والإعلام لتوضيح أهمية المؤتمر الاقتصادي في جذب استثمارات جديدة، ولا يجب أن يتفرغ أي وزير للجولات الميدانية في الشارع، بل يجب الاعتماد على المساعدين الموثوق فيهم، وأن يتم عرض كل الحقائق على المواطنين وشرح ما سيعود عليهم في نهاية الأمر، حتى يكون هناك نوع من الشفافية والمصداقية بين المسؤول والمواطن.
وانتقد السفير جمال بيومي عدم دعوة اتحاد المستثمرين العرب خلال المؤتمر الاقتصادي، وهو ما كان سيعود بالمشاركة القوية والعمل على توفير المستثمرين العرب لتقديم مساهمتهم في المؤتمر، مشيرًا إلى أنه لم يجد مبررًا لذلك الأمر.
وبخصوص علاقة مصر مع الاتحاد الأوروبي، أكّد السفير بيومي أن العلاقة تشهد تطورًا إيجابيًا وفي تحسن مستمر، وهو الأمر الذي يعكسه الدعم الذي قدمه الاتحاد لمصر على هامش المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ..
وأردف يوضح "أهمية التفرقة بين الاتحاد الأوروبي، والبرلمان الأوروبي، نظرًا لوجود خلط لدى بعض وسائل الاعلام في اختصاصاتهما"، واصفاً ما يتردد حول توتر العلاقة بين مصر والاتحاد، أو أنها تشهد انفراجة بأنه أمر غير سليم، مؤكدًا أن العلاقات التجارية بين الطرفين جيدة للغاية، إذ يلتزم الاتحاد الأوروبي بتوفير حزمة من المساعدة لمصر من أجل النهوض بالاقتصاد ودعم حركة التجارة.
وأشار إلى أن البرلمان الأوروبي في مجمله ليس معاديًا للسياسات المصرية كما يزعم البعض، وأن ما يصدر من بيانات معادية لمصر تأتي من قبل عدد قليل من أعضاء البرلمان الأوروبي، ولا تعبر عن نوابه، موضحًا أنه ليس من اختصاصات البرلمان الأوروبي التعليق على العلاقات الخارجية أو الاتفاقيات المبرمة أو التدخل في الشأن الداخلي للدول.
كما لفت السفير بيومي إلى أن "دبلوماسيًا ألمانيًا رفيع المستوى أكد له أن مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في جلسة مباحثات ثنائية عقدت على هامش مشاركته فى منتدى دافوس الاقتصادى في سويسرا، أذابت الجليد، معربًا عن توقعه أن تشهد المرحلة المقبلة تعزيز التعاون المصري الأوروبي الاقتصادي الذي يسير وفقًا للمخطط وخاصة بعد تلبية الرئيس السيسي لدعوة المستشارة ميركل لزيارة ألمانيا خلال الفترة المقبلة.