القاهرة ـ حسام السيد
فرضت الأزمات المالية التي تعيشها مختلف قطاعات الرياضة المصرية نفسها بقوة على سوق الانتقالات الصيفية في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، واتجهت معظم الأندية إلى التعاقد مع لاعبين مجانًا بعد إنهاء الارتباط مع أنديتهم، كما تسببت هذه الأزمة في هجرة عدد كبير من اللاعبين خارج الدوري المصري بحثًا عن الاستقرار المالي والفني في الخارج، ولعبت الأزمة المالية دورها علي مدار شهر كامل في كتابة التغييرات التي اجتاحت أندية الدوري الممتاز منذ إعلان اتحاد الكرة تعليق البطولات أولاً ثم إلغاء الموسم ثانيًا. وكانت البداية، من النادي "الأهلي" الذي عاش فترة انتقالات الأفقر ماليًا في معدلات الإنفاق بحثاً عن تعاقدات جديدة لتدعيم صفوف الفريق الكروي الأول و لم تتكبد خزانته أكثر من مليوني جنيهًا. ونجح "الأهلي" في استقدام أحمد خيري، 26 عامًا، لاعب وسط "الإسماعيلي" في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقد اللاعب مع الدراويش، وكرر الأمر نفسه، مع صبري رحيل، 26 عامًا، ظهير أيسر "الزمالك" بعد انتهاء عقد الأخير مع الفريق الأبيض، وانتهت الصفقتان بعد مفاوضات دامت 6 أشهر كاملة وتحديدًا منذ أن كان حسام البدري مديرًا فنيًا للفريق قبل انتقاله إلي "أهلي طرابلس" الليبي، كما نجح "الأهلي" في استقدام حارس مرمي جديد له، وهو مسعد عوض، 21 عامًا، حارس "الإسماعيلي" ومنتخب الشباب بعد مفاوضات طويلة نظير مليون و300 ألف جنيهًا، بناء علي توصية المدير الفني الحالي للفريق، محمد يوسف. وضم أيضًا الكونغولي الشاب جورج باديمبو، 17 عامًا، رأس الحربة بعد مفاوضات مكثفة تمت مع اللاعب وخضوعه أسبوعين كاملين لفترة اختبار تحت إشراف محمد يوسف للحكم خلالها علي مستواه. وفي المقابل خسر "الأهلي" خدمات قائده نجم الوسط، حسام غالي، الذي رفض تجديد عقده وسافر إلي بلجيكا ليوقع لصالح فريق "ليرس" لمدة موسم و احد. كما استغني النادي عن خدمات الإيفواري أوسو كونان رأس الحربة العائد من تجربة احتراف في "هجر" السعودي، واضطر تحت وطأة ظروف القيد إلى الاستغناء عن حوالي 25 لاعبًا من أفضل الناشئين ليرحلوا مجاناً عن النادي. وفي المقابل لم يكن حال "الزمالك" أفضل بسبب الأزمة المالية التي يعاني منها منذ فترة طويلة، وعاني الفريق الأبيض هو الآخر من تغييرات بالجملة في صفوفه بدأت برحيل المدير الفني البرازيلي، جورفان فييرا، الذي رفض تجديد عقده مع النادي مطلع تموز/ يوليو الماضي. وسافر إلي الإمارات ليتم التعاقد مع حلمي طولان لتولي منصب المدير الفني بعد استقالته من حرس الحدود، وفشل الفريق الأبيض كذلك في الاحتفاظ بخدمات لاعب وسطه الدولي إبراهيم صلاح الذي رفض تجديد عقده مع النادي وسافر إلي المملكة العربية السعودية ووقع موسمًا لنادي "العروبة" السعودي، ولحق به الظهير الأيسر، صبري رحيل، الذي رفض هو الآخر الاستمرار برفقة "الزمالك". وشهدت كواليس الفريق الأبيض هروب رأس الحربة وهدافه في الموسم الملغي، عبدالله سيسيه، ليوقع لـ"اتحاد طرابلس" الليبي لمدة موسمين بدعوي عدم تقاضيه لمستحقاته المالية وحقه في فسخ عقده مع الزمالك، وهرب أيضًا لاعب الوسط المدافع، الكاميروني اليكسيس موندومو، ليحترف في أحد الأندية السعودية، وفي المقابل نجح حلمي طولان في إبرام صفقات مجانية لتدعيم صفوفه ممثلة في ضم مهاجم فريق "المصرية للاتصالات" علي فريد، وظهير أيمن وادي دجلة أحمد فوزي والعائد من تجربة احتراف في بلجيكا. ولا يزال طولان يسعي لإبرام صفقات جديدة مجانية لسد النقص العددي في صفوفه. أما النادي "الإسماعيلي"، فعانى من الأمر نفسه مع مديره الفني محمد وهبة من تغييرات في صفوفه بدأت برحيل أحمد خيري إلي "الأهلي" وعدم تجديد صانع الألعاب المخضرم، عمر جمال، لعقده مع النادي وسفره إلي ليبيا للاحتراف في صفوف فريق "أهلي" طرابلس لمدة موسمين، كما اضطر الإسماعيلي لبيع حارسه مسعد عوض إلي "الأهلي" في ظل عدم ارتباطه بعقد احتراف مع النادي. ويبرز "إنبي" بين أكثر الفرق التي عانت من حمي التغيير عقب توقف النشاط، وبدأ باستقالة طارق العشري من منصب المدير الفني لتتعاقد الإدارة مع محمد حلمي لخلافته بعقد يمتد لموسم واحد قابل للتجديد، ويفقد "انبي" في الموسم المقبل خدمات هدافه الأول في آخر5 أعوام، أحمد رءوف، 30 عاماً، رأس حربة الفريق والمنتقل حديثًا إلي صفوف فريق "اتحاد طرابلس" الليبي بعقد لمدة موسم واحد، كما بات "إنبي" في طريقه لفقدان خدمات مهاجمة الصاعد محمود عبد المنعم كهربة، الذي أقترب من الانتقال لصفوف "لوزيرن" السويسري، سافر للخضوع هناك لفترة معايشة. وخسر فريق "حرس الحدود" خدمات مديره الفني حلمي طولان بعد انتقاله إلي "الزمالك"، كما فقد خدمات ثنائي مميز هما هداف الفريق، أحمد حسن مكي، 26 عامًا، والظهير الأيسر، إسلام رمضان، 23 عامًا، اللذين انتقلا إلي صفوف "أهلي طرابلس" الليبي لمدة موسم واحد علي سبيل الإعارة، ويسعي "الحدود" لاستقدام لاعبين من دوري القسم الثاني لقلة تكاليفهما. ومن أكبر الأندية الخاسرة حتى الآن في موسم الانتقالات، وبعد تعليق نشاط نادي "تليفونات بني سويف" الذي استغني عن أكثر من 15 لاعبًا بالإضافة إلي فسخ الاتفاق المبرم مع المدير الفني طلعت يوسف، وبات الفريق مهددًا بتعليق نشاط الكرة في المستقبل، وهو سيناريو بدأ يلوح في الأفق قبل شهرين وبسببه حدثت مظاهرات بالجملة في بني سويف من قبل الجماهير، وحدث التغيير بقوة في نادي "الاتحاد السكندري" الذي أنهي علاقته مع المدير الفني، أحمد ساري، والمشرف العام علي الكرة، محمد عمر، وتعاقد مع طلعت يوسف لتولي منصب المدير الفني، وأبرم النادي صفقات مجانية عبر التعاقد مع حارس مرمي "غزل المحلة" إبراهيم فرج ، وكذلك لاعب وسط "الفيوم" عبد الله الزيات أحد فرق القسم الثاني. كما وصلت حمي التغيير فريقًا سكندريًا آخر هو "سموحة"، الذي شهد مفاجأة في منتصف الشهر الماضي تمثلت في اعتذار شوقي غريب عن الاستمرار في منصب المدير الفني، وقررت إدارة النادي تصعيد المدرب العام حمادة صدقي إلي منصب المدير الفني، وأبرمت الإدارة عقود قوية مع فتح باب الانتقالات الصيفية، أبرزها التعاقد مع قلب دفاع المنتخب الوطني، أحمد سعيد أوكا، 29 عامًا، العائد من تجربة احتراف في "ليرس" البلجيكي لمدة موسم واحد بالإضافة إلي مدافع "بتروجيت" شريف حازم . وأدت الأزمة المالية في نادي "الجونة" إلي استغناء الإدارة عن12 لاعبًا دفعة واحدة من أصحاب العقود الكبيرة مع استمرار الألماني رانير تسوبيل في منصب المدير الفني، وكذلك استقدام لاعبين من دوري القسم الثاني مثل هداف فريق "منفلوط"، وائل علي، وهداف فريق "مالية كفر الزيات" مؤمن دبور توفيرًا للنفقات.