أعاد السباح الأمريكي مايكل فيلبس والعداء الجامايكي أوسين بولت كتابة سجل الأرقام القياسية الأولمبية من جديد خلال دورة الألعاب الأولمبية المتوهجة “لندن 2012″ بينما يحتمل أن يمحى اسم الدراج الأمريكي لانس آرمسترونج من هذا السجل قريبا. واحتل أولمبياد لندن مركز الاهتمام تحت بؤرة الضوء في 2012 ولكن الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في عام واحد الذي حطمه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى جانب إحراز أسبانيا لثالث لقب بطولة كبيرة لها على التوالي ببطولة الأمم الأوروبية “يورو 2012″ واللقب الثالث على التوالي للنجم سيباستيان فيتيل في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 نالوا قدرا كبيرا من الاهتمام أيضا. وبرز آرمسترونج على الجانب الآخر من المشهد عندما قالت الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات (يوسادا) في تقرير لها إنه قاد “البرنامج الأكثر تطورا واحترافية ونجاحا لتعاطي المنشطات في تاريخ الرياضة”. وقرر الدراج الأمريكي السابق الذي لطالما نفى تعاطي المواد المحظورة ولم يسقط في أي اختبار للكشف عن تعاطي المنشطات , قرر عدم التظلم ضد تقرير يوسادا وبالتالي فقد جرده الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات من ألقابه السبعة بسباق “تور دو فرانس” وكل النتائج التي حققها على المستوى التنافسي منذ عام 1998 . ويبحث المسؤولون الأولمبيون أيضا الآن عن إجابة للسؤال المتعلق بما سيفعلونه بميدالية آرمسترونج البرونزية التي أحرزها بأولمبياد “أثينا 2000″ , فيما أصبح برادلي ويجينز أول دراج بريطاني يحرز لقب تور دو فرانس هذا العام مما زاد من معدلات الإثارة في أولمبياد لندن. وتحققت أرقام قياسية جديدة للبلد المضيف عندما تفوق الفريق البريطاني أمام جماهير بلاده المتحمسة بمجرد إحراز ويجينز لذهبية التسابق عكس عقارب الساعة. لتجمع بريطانيا إجمالي 29 ذهبية و17 فضية و19 برونزية في أولمبياد لندن الذي فازت الولايات المتحدة بالمركز الأول فيه برصيد 46 ذهبية و29 فضية و29 برونزية. فيما وصف جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أولمبياد لندن بأنه “ألعاب سعيدة ومتألقة”. ورغم فشل السباح الأمريكي الشهير فيلبس في معادلة إنجاز أولمبياد بكين 2008 عندما أحرز ثماني ذهبيات فقد كانت ذهبياته الأربع وفضيتيه اللتين أحرزهما في لندن كافية ليصبح أكثر الرياضيين الأولمبيين نجاحا في التاريخ برصيد 18 ذهبية وفضيتين وبرونزيتين. وقال فيلبس بعدما حطم الرقم القياسي لإجمالي عدد الميداليات الأولمبية والذي كان مسجلا باسم بطلة الجمباز الروسية لارسيا لاتينينا برصيد 16 ميدالية: “إنني أركز على تحقيق إنجاز لم يحققه أحد من قبلي. كان أمرا مؤثرا للغاية وشعورا رائعا”. أما في ألعاب القوى , فقد حقق النجم الجامايكي بولت إنجازا غير مسبوق بتكرار ثلاثيته في المسافات القصيرة من أولمبياد بكين 2008 عندما أحرز ذهبية سباقات مئة متر و200 متر والتتابع 4?100 متر ليدعم مكانته في سباقات العدو باعتبار أن “هذا ما جئت من أجله. والآن أصبحت أسطورة” على حد قوله. وشهد أولمبياد لندن العديد من اللحظات المميزة الأخرى عندما أحرز العداء البريطاني مو فرح ذهبيتين في سباقين للمسافات الطويلة وحطم العداء ديفيد روديشا الزمن القياسي العالمي لسباق 800 متر بدون جهاز تحديد لسرعة الانطلاق إلى جانب فوز السباحة الأمريكية الصاعدة ميسي فرانكلين بأربع ذهبيات وإحراز بن آينسلي ذهبيته الأولمبية الرابعة على التوالي في مسابقات الشراع في إنجاز غير مسبوق وأخيرا الظهور الأولمبي الأول للعداء الجنوب أفريقي مبتور الساقين أوسكار بيستوريوس “العداء الشفرة”. وبعكس جميع التوقعات نجح نظام النقل والمواصلات في لندن في نقل ملايين الجماهير من وإلى ملاعب المسابقات الأولمبية , ولم يتعرض الأمن لأي انهيارات أو انكسارات بعد مواجهته مشكلة مع أفراد الأمن قبل الأولمبياد لتتركز عناوين الأخبار السلبية على فرق كرة الريشة الصينية والكورية الجنوبية والأندونيسية الذين استبعدوا من لندن لتعمدهم خسارة مباريات. وكان إحراز المكسيك ذهبية كرة القدم الأولمبية على حساب البرازيل مفاجأة كبيرة , ولكن حفاظ أسبانيا على لقبها ببطولة الأمم الأوروبية لم يكن مفاجئا على الإطلاق حيث أضافت لقب يورو 2012 إلى لقبيها الكبيرين السابقين يورو 2008 وكأس العالم 2010 .وتغلب تشافي وأندريس إنييستا وزملائهما في المنتخب الأسباني على إيطاليا /4 صفر في نهائي يورو 2012 بكييف بينما ودع المنتخب الهولندي وصيف مونديال 2010 منافسات البطولة الأوروبية عقب دور المجموعات دون أن يحقق فوزا واحدا. أما المنتخب الألماني المتألق فقد أوقفه المنتخب الأزوري في الدور قبل النهائي للبطولة. ولم تتجاوز أوكرانيا أو بولندا دور المجموعات ولكنهما قدمتا أداء جيدا كدولتين مضيفتين للبطولة الأوروبية رغم كل الشكوك التي أحاطت بهما خلال فترة الاعداد للبطولة. وأحرز تشيلسي لقب دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ الألماني بضربات الجزاء الترجيحية وعلى ملعب “أليانز أرينا” بميونيخ , فيما جاء كإهانة أخيرة لبايرن بالموسم الماضي بعدما خسر لقب الدوري الألماني لمصلحة بوروسيا دورتموند وخسر نهائي كأس ألمانيا أمام الفريق نفسه. وأحرز مانشستر سيتي كثير الإنفاق لقب الدوري الإنجليزي في المراحل الختامية للبطولة , وأحرز يوفنتوس لقب الدوري الإيطالي بينما تمكن ريال مدريد أخيرا من التفوق على برشلونة لينتزع لقب الدوري الأسباني. ولكن هذا الأمر لم يوقف نجم برشلونة والأرجنتين ميسي من تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في عام واحد والذي كان مسجلا باسم الألماني جيرد مولر برصيد 85 هدفا في عام 1972 . بينما رفع النجم السويسري روجيه فيدرر رصيده من ألقاب بطولات الجراند سلام إلى 17 لقبا من خلال إحرازه لقب بطولة ويمبلدون كما تفوق على النجم الأمريكي المعتزل بيت سامبراس بإعتلائه قمة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين لإجمالي 302 أسبوع. ووزعت ألقاب باقي بطولات الجراند سلام الأربع بالتساوي حيث أحرز الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي اختتم موسم 2012 على قمة التصنيف العالمي لقب أستراليا المفتوحة وسجل الأسباني رافاييل نادال رقما قياسيا جديدا بإحراز لقب فرنسا المفتوحة للمرة السابعة , أما البريطاني آندي موراي فقد أحرز لقب الجراند سلام الأول بمشواره الرياضي بالفوز بلقب أمريكا المفتوحة. بينما أحرزت الأمريكية سيرينا ويليامز لقبي ويمبلدون وأمريكا المفتوحة إلى جانب ذهبية أولمبياد لندن ولقب البطولة الختامية لموسم السيدات , ومع ذلك فقد اختتمت البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا الموسم متربعة على قمة التصنيف العالمي للسيدات بفضل إحرازها لقب أستراليا المفتوحة في بداية العام. وانطلقت منافسات موسم 2012 من بطولة العالم لسباقات فورمولا -1 بتقديم سبعة فائزين مختلفين في سبعة سباقات قبل انطلاقة فيتيل القوية في الجزء الأخير من الموسم على حساب فريق فيراري ونجمه فيرناندو ألونسو , ليصبح فيتيل ثالث سائق في تاريخ فورمولا -1 يحرز لقب بطولة العالم في ثلاثة أعوام متتالية بعد كل من خوان مانويل فانجيو ومايكل شوماخر. وعادلت بطلة التزلج الأمريكية ليندسي فون الرقم القياسي العالمي في عدد مرات الفوز بلقب بطولة كأس العالم برصيد أربعة ألقاب وباتت قريبة من معادلة الرقم القياسي لإجمالي رصيد ألقاب السباقات البالغ 62 لقبا والمسجل باسم النمساوية آن ماري موزر-برويل. وفي الولايات المتحدة , أحرز ميامي هيت لقب دوري السلة الأمريكي وفاز نيويورك جيانتس بنهائي مسابقة كرة القدم الأمريكية “سوبر باول” بينما فاز سان فرانسيسكو جيانتس بلقب السلسلة العالمية لكرة القدم الأمريكية. وأحرز بطلا الجولف الأمريكيين بوبا واتسون وويب سيمسون لقبي بطولة الأساتذة وأمريكا المفتوحة وفاز الجنوب أفريقي إرني إلس بلقب بطولة بريطانيا المفتوحة. وفاز الأيرلندي الشمالي روري ماكيلوري بلقب بطولة الاتحاد الأمريكي لمحترفي الجولف (بطولة بي جي آيه) قبل أن يحافظ الألماني مارتن كايمر على هدوء أعصابه في اللعبة الأخيرة ليمنح أوروبا فوزا دراميا بلقب بطولة “كأس رايدر” على حساب الولايات المتحدة.